مملكة الشر

موقع أنصار الله ||مقالات || عبدالفتاح البنوس

مع مرور الأيام يتأكد وبما لا يدع أي مجال للشك بأن آل سعود غير جديرين بالإشراف على شؤون الحرمين الشريفين، لم يعودا يمتلكون الأهلية لإدارة شؤونهما على الإطلاق، ولم يعد من المنطقي السكوت على أعمالهم المشينة وتصرفاتهم المنكرة وجرائمهم القذرة، التي تمثل إساءة فاضحة للحرمين الشريفين، وقبل ذلك للإسلام والمسلمين.

لقد تمادى آل سعود في الغي والإجرام والفساد والإغواء، لم يكتفوا بهدم الآثار والمواقع الإسلامية تحت يافطة توسعة الحرمين الشريفين، ولم يراعوا حرمة بيت رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله حيث أقاموا عليه دورات للمياه، وحولوا الحرم المكي إلى وجهة سياحية من خلال بناء برج الساعة وتشييد الفنادق والقصور الملكية والأميرية والمراكز والمحلات التجارية، والسماح لليهود بتدنيس الحرمين الشريفين، وتحويل بلاد الحرمين الشريفين إلى وكر للمجون والسفور والانحلال والتفسخ الأخلاقي من خلال الشرعنة للبارات والنوادي الليلية، ودور السينما، وحفلات عرض الأزياء، وإقامة الحفلات الغنائية والمسابقات والألعاب الخادشة للحياء تحت يافطة الترفيه ضمن ما يسمى بموسم الرياض، وسط حالة من الصمت المطبق لعلماء ما كان يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي استبدلها محمد بن سلمان بهيئة الترفية، ووجدت من علماء الوهابية السعودية من يثنون عليها ويشيدون بها، ويرون بأنها جعلت من بلادهم قبلة للسياحة .

واليوم يأتي المسخ السعودي تركي آل الشيخ رئيس ما يسمى بهيئة الترفية السعودية بما هو أفظع وأشنع بقيامه باستقدام مغنيات وراقصات مشهورات بالعري والتفسخ، واستقدام عارضات الأزياء لبلاد الحرمين ليقمن بعرض أزياء حول مجسم ضوئي يشبه مجسم الكعبة المشرفة، حيث يقمن العارضات بالطواف حول هذا المجسم بملابسهن الخليعة في محاكاة للطواف حول البيت العتيق في واحدة من أكثر صور الاستهانة والاستهزاء بقبلة المسلمين، وهي أعمال لم يرتكبها أو يفكر فيها حتى كفار قريش، حيث تفوق عليهم المهفوف السعودي وتركي آل الشيخ مستغلين صمت المسلمين وعدم قيامهم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما من منكرات أبشع مما يقوم به هذا المسخ السعودي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأغرق في السفور والوقاحة والتفسخ والإساءة للحرمين الشريفين، وللإسلام والمسلمين، وزج بالكثير من العلماء والدعاة والناشطين المعارضين والمستنكرين لهذه الممارسات في السجون والمعتقلات .

لقد وصل هذا المهفوف السعودي لدرجة مفرطة من الغرور والغطرسة والاستعلاء والفرعنة، فلم يعد يكترث أو يأبه لأحد، يعبث ويلهو ويفسد ويعربد بكل أريحية، لا صوت يعلو فوق صوته، ولا سلطة لجنس بشر فوق سلطته، أطلق العنان للمسخ تركي آل الشيخ للإفساد في بلاد الحرمين الشريفين وتحويلها إلى قبلة للترفيه الذي يحمل في طياته الفجور والفساد والإلحاد، حيث تحولت ثروات بلاد نجد والحجاز إلى وسيلة لمحاربة الله ورسوله، ونشر الرذائل والمنكرات في أطهر بقاع الأرض، وبات وجود هذا المسخ على رأس السلطة فيها يشكل تهديدا خطيرا للحرمين الشريفين وللمقدسات الإسلامية، وخصوصا في ظل استمرار الإساءات التي تصدر عنه وعصابته الحاكمة التي تستهدف الأمة ومقدساتها وتناغمه مع كيان العدو الصهيوني، للحد الذي لايرى في التطبيع معه أي إشكالية بالنسبة له، وإطلاق العنان لأبواق اليهودة والتصهين الممولين منه للترويج للتطبيع والتقارب مع الإسرائيليين، وإضفاء المشروعية على ذلك من قبل علماء الديوان الملكي، الذين يشرعنون لهذا المسخ ممارساته القذرة وإساءاته الأكثر قذارة التي وصلت إلى حد الاستهزاء والإساءة للكعبة المشرفة بما لها من قدسية ومكانة ورمزية للمسلمين في كل أرجاء المعمورة .

وفي ظل تجرد ابن سلمان من كل القيم والمبادئ والثوابت الدينية والأخلاقية، علينا أن نتوقع منه المزيد من الإساءات والاستفزازات المسيئة للإسلام والمسلمين ولبلاد الحرمين الشريفين، وهو ما يستوجب تشكيل جبهة إسلامية موحدة توقف هذا المسخ السعودي عند حده، وتضع نهاية لعهره وفجوره وفساده، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المقدسات الإسلامية في بلاد الحرمين، بما في ذلك تشكيل فريق يضم كوكبة من علماء الأمة المشهود لهم بالتقوى والاستقامة والنزاهة من مختلف الدول العربية والإسلامية يتولى إدارة شؤون الحرمين الشريفين، وإعادة الاعتبار لقداستهما وحرمتهما، وإعادة الاعتبار لفريضة الحج لما لها من أهمية باعتبارها الركن الخامس من أركان الإسلام، الذي حوله بن سلمان إلى موسم للسياحة وجباية الأموال، ووظف منبر رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وآله للشرعنة لفساده وفجوره وعهره، والدفاع عن جرائمه وممارساته الرعناء بوصفه خادما للحرمين الشريفين، في حين الوصف الأنسب له هو هادم الدين والحرمين الشريفين، يجب أن يكون للمسلمين في كل بقاع المعمورة موقفا مشرفا أمام الله تجاه ما يقوم به محمد بن سلمان، الذي يعمل على تمكين اليهود من بلاد الحرمين تحت يافطة الانفتاح والتعايش والقبول بالآخر، وهو ما ينبغي تداركه قبل أن يقع الفأس على الرأس .

 

والله من وراء القصد .

قد يعجبك ايضا