تصعيد نوعي وكمي في العمليات العسكرية … لا سقوف في مساندة غزة
موقع أنصار الله- محمد المطري
في مرحلة التصعيد الخامسة التي أعلنت عنها القوات المسلحة اليمنية إسنادا لغزة تصل العمليات العسكرية ذروتها مستهدفة أهدافا حساسة وحيوية في العمق الصهيوني.
ويكشف الاستهداف المتواصل والمتكرر للمستوطنات الصهيونية – بما فيها مدينة يافا المحتلة – ضعف وهشاشة المنظومات الدفاعية للكيان الصهيوني الذي ظل لعقود من الزمن يتباهى بها عالمياً.
ولا تقتصر العمليات العسكرية اليمنية على العمق الجغرافي للكيان الصهيوني وحسب، وإنما حليفها الإستراتيجي والرئيس المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية هي أيضا تتعرض للاستهداف المتكرر والمتواصل في المنطقة، أبرز نتائج هذا الاستهداف هروب حاملات الطائرات أيزنهاور، ثم روزفلت، وصولا إلى إبرهام التي غادرت المنطقة بعد أن استُهدفت بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة اليمنية في البحر العربي.
نجاح العمليات العسكرية اليمنية في استهداف الكيان الصهيوني والتحالف الأمريكي البريطاني يُثبت التطور النوعي للقدرات القتالية والاستراتيجية الذكية والاستخباراتية للقوات المسلحة اليمنية.
ووفق خبراء عسكريين فإن الجيش اليمني أثبت جدارته في مواجهة أقوى هيمنة في العالم: أمريكا وبريطانيا.
عمليات مستمرة ومتصاعدة
الخبير في الشؤون العسكرية اللواء عبد الله الجفري يؤكد أن العمليات العسكرية في عمق الكيان الصهيوني وضد التحالف الأمريكي البريطاني تأتي في سياق الرد الطبيعي إزاء استمرار الجرائم الصهيونية المروعة في قطاع غزة.
ويوضح – في تصريح خاص لموقع أنصار الله – أن القوات المسلحة اليمنية تُصَعّد من وتيرة العمليات العسكرية المساندة لغزة في مرحلتها التصعيدية الخامسة، وذلك لمواجهة التصعيد الصهيوني الذي يمعن في ارتكاب المجازر المروعة بحق المدنيين من الأطفال والنساء بغزة.
ويرى الجفري أن تكثيف القوات المسلحة اليمنية عمليات استهداف مدينة يافا وغيرها يؤكد أن جبهة الإسناد اليمنية مستمرة نصرة لغزة ولن تتخلى عنها، موضحا أن أواصر الأخوة الإيمانية مع إخواننا في غزة تفرض على جميع اليمنيين الانتصار لغزة.
ويشير الجفري إلى أن تمكن القوات المسلحة اليمنية من القيام بعمليات مركبة في البحار وفي عمق الكيان الصهيوني يجسد الجهوزية القتالية العالية لمواجهة أي تحديات، وخوض المعارك مهما اشتد وطيسها، مبينا أن الجيش اليمني استطاع -بفضل الله- فرض حصار شامل على الملاحة البحرية الصهيونية على امتداد مسرح العمليات العسكرية المعلن من قبل الجيش اليمني.
ويلفت الجفري إلى أن الشعب اليمني والسيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تصدّر الساحة العالمية في مساندة غزة والانتصار لها، في حين أن غالبية الأنظمة العربية والإسلامية لزمت الخنوع والخضوع والحياد في معركة تمثل الأمة الإسلامية جمعاء.
ويذكر أن الله هيّأ اليمن لتكون السند والمدد والعون لأهالي غزة الضعفاء الذين تُمارَس بحقهم حرب إبادة جماعية في ظل تواطؤ عربي وإسلامي مخزٍ، مبينا أن اليمن يناصر إخوته في غزة من مبدأ العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص، حيث أن العدو الصهيوني يفرض حصارا مطبقا على غزة، واليمنيين يفرضون حصاراً مطبقاً على الملاحة البحرية الصهيونية.
تأثير عسكري أمني اقتصادي
ويتطرق الجفري إلى أن العمليات العسكرية اليمنية أسهمت -بشكل فاعل- في التأثير على العدو الصهيوني اقتصاديا وعسكريا واجتماعياً ومعنوياً، مستدلا بما تذكره وسائل الإعلام العبرية والأمريكية عن دور جبهة الإسناد اليمني وأثرها في إحداث شلل كبير في حركة الاقتصاد الصهيوني.
ويحكي الجفري أن العديد من وسائل الإعلام العبرية أكدت أن عمليات الإسناد اليمني تسببت في إحداث انهيار كبير في الاقتصاد الصهيوني؛ من أبرز الخسائر التوقيف التام لميناء أم الرشراش (إيلات)، مؤكدا أن الإعلام العبري أفاد بعزوف نسبة 50% من الشركات الاستثمارية والتجارية العاملة في الكيان الصهيوني.
ويلفت إلى أن العمليات العسكرية اليمنية تسببت في ارتفاع سعر النفط والعجز المالي في الناتج المحلي الذي بلغ 39 مليار دولار، وارتفاع الانفاق الحكومي إلى 300 مليار “شيكل”. وهي أرقام أدلى بها المسؤول التنفيذي لميناء (إيلات) أم الرشراش.
ويقول الجفري: معركة طوفان الأقصى ودعم جبهات الإسناد للمقاومة الفلسطينية أسهما في إنهاك وإضعاف العدو الصهيوني؛ الذي اعترف به رسميا أثناء إعلانه وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، والذي أكده بالقول: إن جيشه منهك ويحتاج لاستراحة. وهو ما حدث بالفعل حيث استهلك العدو الصهيوني ترسانته الحربية البرية والبحرية، وحتى الدفاعات الجوية.
ويضيف: “العلميات العسكرية اليمنية المتواصلة ضد العدو الصهيوني استنزفت الدفاعات الجوية للكيان وفضحت منظوماته الدفاعية التي كان يتباهى بها أمام العالم”.
ويشدد بأن العمليات اليمنية العسكرية لم تهزم العدو الصهيوني وحسب وإنما استطاعت -بفضل الله وتمكينه- إلحاق هزيمة مدوية وفضيحة كبرى لتحالف الأمريكان والبريطانيين والأوروبيين الذين حضروا بكل ترسانتهم البحرية الحربية لمحاولة تأمين مرور السفن الصهيونية وفشلوا في تلك المهمة.
ويتطرق إلى أنه -للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية- تتعرض حاملات الطائرات الأمريكية ومدمراتها الحربية وسفنها وبارجاتها الحربية للضربات كما حدث لها في اليمن، مؤكدا أن ملامح الهزيمة والفشل الأمريكي باتت جليّة على لسان مسؤوليها في وسائل الإعلام الأمريكية.
إنهاء غطرسة أمريكا في المنطقة
بدوره يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد الركن عبدالسلام سفيان أن الولايات المتحدة الأمريكية أخطأت في الحسابات حينما قدِمت إلى المنطقة لمحاولة ثني اليمن عن عملياته العسكرية ضد السفن الصهيونية نصرةً لغزة.
ويوضح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن “الأمريكي توهم أن قدومه للمنطقة سيسهم في انتصاره بتحقيق أهدافه التي تعوّد على تحقيقها في مختلف بلدان العالم عبر نبرة التهديد أو استخدام القوة، متغافلاً عن التحولات الكبرى التي شهدها اليمن الناهض استراتيجياً في ظل قيادته الحكيمة.
ويبين أن اليمن -في ظل القيادة الحكيمة- أعدت متطلبات المواجهة ببعديها المادي والمعنوي لنكون فاعلين ومؤثرين وقادرين على مواجهة تهديدات الحاضر والمستقبل. موضحا أن القيادة الثورية المباركة استشرفت المستقبل استشرافا دقيقا؛ خلاصته أننا قادمون على معركة كبرى بأَبعادها الديني والقومي والإنساني.
ويقول سفيان “إني لأجد من المناسب أن ألفت عنايتكم إلى حضور فلسطين في فكر السيد القائد ووجدانه وعلى رأس اهتماماته، ففي السنة الأولى للعدوان على شعبنا قدم أحد مسؤولي أنصار الله إحاطة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- عن إتمام تأهيل عدد كبير من الثقافيين يغطي محافظة كاملة ذات بعد حيوي مهم. مضيفا “فكان رد السيد القائد ما الذي أعددته لما بعد البحر الأحمر؟” في مؤشر واضح للتنبؤ -تاريخياً- للطوفان الذي مثّل حدثاً استثنائياً في واقع الأمة.”
وعن تمكن القوات المسلحة اليمنية من تنفيذ عمليات مركبة ضد العدو الصهيوني وضد تحالف الأمريكان والبريطانيين يصف سفيان العمليات بالحدث الاستثنائي، له ما قبله وله أيضاً ما بعده.
ويحكي أن العمليات العسكرية اليمنية مثلت تحديا كبيرا لأمريكا وحلفائها، وهزيمة مدوية لدول الغرب على مدى عام كامل من المواجهة.
ويرى سفيان أن أهم ما يميز العمليات العسكرية اليمنية هو أن تلك العمليات تؤلم أمريكا وتنهي غرورها وغطرستها ومنطق الكبرياء والعظمة التي اعتادت عليه منذ عقد من الزمن.
ويشير سفيان إلى أن التحالف الغربي -بقيادة أمريكا وبريطانيا- قدِم متعجرفا إلى البحر الأحمر لمحاولة منع العمليات اليمنية من استهداف السفن الصهيونية والمتعاملة مع الكيان، في حين أن القوات المسلحة اليمنية حافظت على قرارها في حظر السفن الصهيونية ليس في البحر الأحمر وحسب، وإنما وسّعت مسرح العمليات لتصل إلى البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، لتشكل تحديا كبيرا ومخزيا للهيمنة الأمريكية والغربية بشكل عام.