من وحي الخطاب.. حقائق واضحة للعيان
موقع أنصار الله ||مقالات ||كوثر العزي
تتوالى الأحداث حدثاً تلو حدث، حقيقة تسطع وأُخرى تتهيأ لتظهر؛ لتتضح حينها حقائق كانت مجهولة متسترة برداء الدجل والتزييف المبهم، حقبة التمحيص تقترب، والعرب في تيه ما بين محايد ومشجع، فئة قليلة من تعرف خطورة ذلك العدوّ المجرم ومخطّطاته لتقسيم الوطن العربي وجعله جزيئات، كُـلّ جزء يتبع منظومة غربية تتحكم به، عجلة الزمن تسابق ظهور ما وراء الطاولة ليظهر أمام الملأ ما كان مختبئاً، سقوط للأقنعة وانكشاف للستار، وظهور ما خلف السيناريوهات المقامة في قمم واجتماعات التي تعقد بشكل طارئ، عري الأنظمة العربية وانسلاخها عن الإسلام دون حياء، يعلنون التطبيع ويتفاخرون بذاك الداء الذي أصابهم “سرطان-الصهاينة”.
انحيازات علنية، جماعات مبدأها السكوت، وشعوب اعتادت بل رحبت، لا علم إن كان غباء أَو حقداً دفيناً أَو أن العروبة سئمت الصراع المُستمرّ مع الغرب فباتت راضخة قابلة أن تكون تحت الأقدام مداسة.
مع تصاعد الأحداث في سوريا منذ أَيَّـام قليلة جِـدًّا وما حصل على الساحة السورية وتفاقم الأحداث بلمح البصر، باتت حينها المنطقة تواجه تحديات أمنية متزايدة؛ إذ أعادت هذه الأحداث إلى الواجهة، فكانت جماعات داعش بمصطلحاتها الجديدة “كالمعارضة السورية” قد استغلت الفوضى في سوريا في الآونة الأخيرة لتوسعة نفوذها وبناء ترسانة عسكرية تخدم العدوّ، وتحقيق رغبات النتن في أن يغير ملامح الشرق الأوسط وأن يبدأ بتنفيذ الخارطة من النهر للفرات.
لتشتد حدة المعارك خلال الأيّام الماضية، خَاصَّة في مدينة حلب ومحيطها، حَيثُ شنت فصائل مسلحة، أبرزها “هيئة تحرير الشام”، هجوما مكثّـفا أَدَّى إلى سيطرتها على مناطق داخل المدينة في المقابل، بدأت القوات الحكومية السورية عمليات عسكرية واسعة في ريفي حلب الغربي والجنوبي في محاولة لاستعادة المناطق التي خسرتها في المعركة ضد الجولاني.
أثارت هذه التطورات الملحوظة تساؤلات الكثير حول إمْكَانية عودة هذه الجماعات إلى النشاط المكثّـف، ومدى تأثير ذلك على أمن واستقرار الوطن العربي، تشترك سوريا بحدود طويلة مع دول عدة مثل العراق، لبنان، والأردن، مما يجعل النشاط الجهادي داخلها عابراً للحدود بسهولة.
تلاعبت الأيّام بالأحداث وانغمس الكثير في التحاليل والتساؤلات، ما بين وبين، انقسم العالم لشطرين، منهم من فرح بسقوط الأسد ومنهم من استاء.
حينها ومن عمق سراديب العجب والفوضى التي استحلت المنطقة العربية، حَيثُ والبشرية ترتقب خطاباً حيدريًّا من اليمن ليخبرهم بما يحدث ويزيح عنهم غمامة الشك ويحدثهم ويذكرهم لعلهم يتذكرون، بخطاب علوي خال من التزوير أَو التشكيك تكلم، بأن المعارضة السورية ليست بصالح الشعب السوري وإنما خدمة للعدو الصهيوني، وسقوط نظام الأسد فرصة صهيونية جديدة تساهم في بناء الشرق الأوسط الجديد كما يزعمون.
العدوان الإسرائيلي على سوريا يثبت معادلة الاستباحة التي أقامها على غزة ولبنان، كما أنه يعمل بدعم وشراكة أمريكية لفرضها وهيمنتها على شعوب أمتنا، وبأن العدوّ يعمل بجد على فرض الاستباحة لكل بلدان أمتنا سواء أكانت تلك الدولة داعمة مطبعة مع الكيان الغاصب أَو ضد، وبأن استعداد بعض الدول للتعاون مع الكيان ليس بالمفيد أمام تلك المعادلة التي وضعتها إسرائيل “الاستباحة” فهي تصب في قالب واحد، قالب السيطرة وإبادة العرب قاطبة؛ فلا بُدَّ من موقف رفض.
هم يسعون أن تكون شعوبنا مهيأة مشبعة بالدم ليقتل فيها ويقام عليها الإبادة الجماعية، فتهيأت الساحات له للسيطرة على بقية الشعوب العربية، جهل من الأُمَّــة نفسها هي من تهيِّئ لهم تلك الأجواءَ للسيطرة الكاملة على شعوبهم بثرواتها وخيراتها، ليجعل منها قواعد وثكنات عسكرية، دون أن نبدي لهم أي استياء أَو اعتراض وإنما يريدونا كالتشبيه الذي شبهه السيد القائد “نعاج-دجاج” مدجنة لا نستطيع المدافعة عن أنفسنا، نكون أذلاء صاغرين تحت الأقدام، بلا سيادة أَو حرية ولا استقلال.
للغرب أهداف والأهداف الغربية واضحة كوضوح الشمس، وهي تدمير كُـلّ وسائل الحماية، كما عقب عليها السيد القائد قائلا: “العدوّ يسعى إلى تدمير كُـلّ وسائل الحماية من القوات الجوية والبحرية والقدرات الصاروخية والدفاع الجوي كما حصل في سوريا”، حقائق الهيمنة اليهودية واضحة للعدو الإسرائيلي فهم يريدون إقامة “إسرائيل كبرى” ومسح الهُوية الدينية، فالأمة العربية وللأسف قدمت تضحيات كبيرة لخدمة المشاريع الأمريكية، متناسية أن العدوّ الإسرائيلي والأمريكي هما رأس الكفر والشرك والإجرام.
خاطب السيد القائد الأُمَّــة قائلا: “الإسرائيلي هو العدوّ لكم جميعًا يا أيها العرب، يا أيها المسلمون وهو لا يتردّد عن استهدافكم وفرض معادلة الاستباحة لكل شيء” يجب أن تُشير بُوصلة العداء للعدو الصهيوني اللعين بعيدًا عن الطوائف والانتماءات الحزبية، تكلم السيد القائد قائلا: “كم أتمنى أن تحضر التكبيرات والبنادق والرايات في مواجهة الجنود الإسرائيليين، كم أتمنى أن تواجه الجماعات المسلحة التي سيطرت على سوريا الاجتياح الإسرائيلي ببنادقها ودباباتها وكلّ قدراتها العسكرية، لو واجهت الجماعات التي سيطرت على سوريا العدوّ الإسرائيلي فذلك كان سيرفع من قدرها ويعزز من دورها وحضورها “يجب على العرب أن تعي وتنصت وتستمع بكـل مسؤولية وصدق للقائد القرآني السيد عبد الملك؛ ففي ذلك خلاص لها وتحريرها من الهيمنة اليهودية؛ فالقيادة اصطفاء رباني والأمة بحاجة لقائد يعلمهم، يرشدهم، ينقذهم، ليعلموا أن لا سلمَ مع اليهود ولا تعايش مع ناقضي العهود.