أمريكا الترامبية ذاهبةٌ إلى الجحيم

موقع أنصار الله ||مقالات ||محمد حسين فايع

من الواضح أن نظام الشيطان الأكبر الرأس مالي الصهيوني بقيادة ترامب الأهوج متجه بالإضافة إلى المواجهة العسكرية مع روسيا والاقتصادية مع أُورُوبا يتجه إلى مواجهة عسكرية واقتصادية كبرى مع الصين.

على ذات الصعيد هدّد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالتحَرّك عسكريًّا لضم قناة بنما وغرينلاند وتغيير اسم خليج المكسيك واستخدام “القوة الاقتصادية” ضد كندا، غداة دعوته لدمجها مع بلاده، ترامب أعلن أَيْـضًا عن استثمارات إماراتية بالمليارات.

وفي مؤتمر صحفي أعلن ترامب في السابع من يناير الجاري 2025م بأنه ينوي ضم كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأنه سيغير اسم خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا” وهدّد الجارة الجنوبية، برسوم جمركية باهظة ما لم تضع حدًّا لعبور المهاجرين غير النظاميين عبر الحدود على حَــدّ تعبيره.

فيما يتعلق ببلدان منطقة غرب آسيا العربية الإسلامية واضح أن الإدارة الترامبية متناغمة بشكل متكامل مع رغبة وأطماع كيان العدوّ الإسرائيلي التوسعية بقيادة النتن وفريقه، وبالتالي فَــإنَّ أمريكا الترامبية الدعم والمشاركة لكيان العدوّ وبوتيرة أكبر على مواصلة عمليات الإبادَة والتدمير في فلسطين أرضاً وإنساناً إلى لبنان إلى اليمن وُصُـولًا إلى الدخول في مواجهات عسكرية وأمنية مباشرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذا ما أكّـدته وتؤكّـده تصريحات وتهديدات وعنتريات ترامب الاستكبارية الهوجاء والتصريحات المتتالية لمسؤولي إدارته الجدد المتواترة.

لا شك أن أمريكا بهذه الاستراتيجية الترامبية الذاهبة بأمريكا إلى خوض صراعات ومواجهات مصيرية أوسع، وعلى أكثر من ساحة، ومع أكثر من بلد من بلدان العالم ستنتهي بأمريكا ومن يدور في فلكها إلى انحسارات، بل وإلى انهيارات بنيوية اقتصادية وأمنية وعسكرية واجتماعية وغيرها من المجالات، وفي النتيجة أن استراتيجية أمريكا الترامبية ستقود النظام الرأس مالي ومن يدور في فلكه إلى الانهيار، ومن المهم هنا أن نؤكّـد أن كُـلّ الأنظمة والكيانات والقوى والجماعات في منطقتنا وعالمنا الإسلامي التي ربطت مصيرها ومستقبلها السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري بأمريكا وراهنت على حماية أمريكا ووعودها وأمانيها الشيطانية ستكون حتماً أول الخاسرين وُصُـولًا إلى انهيارها وزوالها، وفي المقابل سيشهد العالم صعود وتعاظم نظام عالمي جديد، يكون لشعوب الأُمَّــة المستضعفة موقع متقدم بقيادة محور قوى الجهاد والمقاومة بقوة الله وإرادته وحكمته.

من المهم هنا أن نؤكّـد أننا حينما نتحدّث عن مآلات وتحولات وتغيرات مستقبلية على مسار المواجهة مع قوى الاستكبار والنفاق فَــإنَّ حديثنا ليس مُجَـرّد تحليلات وتنبؤات وهمية نمني بها أنفسنا ونمني شعوب أمتنا المستضعفة وإنما هو حديث عن مسار عملي حي ومعاش لوقائع أحداث تتجه فعلاً لفرض تغيرات وتحولات استراتيجية عالمية كبرى نستحضرها من منطلق الإيمان بسنن الله وسنن التاريخ الثابتة، المحكومة والممهورة بوعود الله بحتمية انتصار وغلبة المستضعفين المتولين لله، المجاهدين في سبيله، ولا يخافون لومة لائم، وتلك حتميات شهدت لها وقائع الأحداث على طول مراحل المواجهة التاريخية بين الحق والباطل، وقبل ذلك كان الله قد وثقها في كتبه ووعد بتحقيقها أنبيائه ورسله وقدمها كسنة إلهية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، ولعلى أبرز وأدق وأشمل ما وثقه الله ووعد به من حتمية غلبة أولياء الله وجنده وحزبه وزوال قوى الكفر والاستكبار وخسارة وزوال من يتولونهم ويسارعون فيهم، وفي هذا الزمان بالتحديد هو ما تضمنته الآيات الخمس من سورة المائدة التي يقول الله جل شأنه فيها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أولياء، بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ، فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِينَ، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ إيمَـانهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ، حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأصبحوا خَاسِرِينَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ، ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) صدق الله العلي العظيم.

قد يعجبك ايضا