تسخين متصاعد للجبهات اليمنية: صنعاء تواصل حرب الإسناد لغزة
|| صحافة ||
في وقت واصلت فيه قوات صنعاء، أمس، عملياتها ضد “إسرائيل” إسناداً لقطاع غزة، دفعت الفصائل الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى نقاط التماس الواقعة في مديريات يافع الحد عند الحدود بين محافظتَي لحج والبيضاء وسط اليمن، في مؤشر إلى جدية العمل على فتح جبهات إسناد للكيان الإسرائيلي داخل اليمن، وهو ما ترقبه صنعاء التي تعدّ لمواجهة شاملة مع تلك الفصائل وداعميها.
وأعلن الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، تنفيذ عمليتين عسكريتين ضد أهداف حيوية في العمق الإسرائيلي، وقال في بيان إن القوة الصاروخية نفّذت عملية عسكرية نوعية في منطقة تل أبيب، باستخدام صاروخ من نوع “فلسطين 2″، بينما تم تنفيذ عملية أخرى بواسطة 4 طائرات مسيّرة طاولت أهدافاً حساسة في تل أبيب أيضاً. وزعم الإعلام العبري أن جيش الاحتلال اعترض تلك المقذوفات.
في سياق متصل، عقد قائد “القيادة المركزية الأميركية”، الجنرال مايكل كوريلا، في الرياض أول من أمس، اجتماعاً مع رئيس الأركان السعودي، الفريق أول ركن فياض بن حامد الرويلي، ورئيس هيئة الأركان في قوات حكومة التحالف السعودي – الإماراتي، الفريق صغير بن عزيز. وكان كوريلا قد وصل إلى المملكة في أعقاب إعلان قوات صنعاء تنفيذها هجوماً خامساً ضد حاملة الطائرات الأميركية “هاري ترومان” ومجموعتها شمال البحر الأحمر. وقالت القيادة، في بيان، إن كوريلا قام بزيارة حاملة الطائرات، مقرّةً بتعرّض البوارج والمدمرات الأميركية لهجمات واسعة من قبل قوات صنعاء. وأضافت أن “الحوثيين يهاجمون بشكل عشوائي السفن الحربية والسفن التجارية التابعة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن”.
كوريلا يزور الحاملة “ترومان” بعد تعرّضها لهجوم يمني خامس
أما في ما يتعلق بتحركات الفصائل الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، فقد قالت مصادر محلية في محافظة البيضاء، لـ”الأخبار”، إن التحركات العسكرية التي يقودها عضو “المجلس الرئاسي” في عدن، القيادي السلفي عبد الرحمن المحرمي، جاءت في أعقاب لقاء جمع الأخير المقيم في الرياض، بالسفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، الذي اجتمع كذلك مع قائد الفصائل الموالية للإمارات، والموجودة في الساحل الغربي، العميد طارق صالح. وأشارت المصادر إلى أن تلك الفصائل دفعت بالفرقة الثالثة من “قوات العمالقة” بقيادة عبد الفتاح السعدي إلى الخطوط المتقدّمة، وباشرت إعادة تموضع في جبهة يافع الحد – البيضاء، مضيفة أن هذه الترتيبات تعدّ الأولى منذ أكثر من عام، وتزامنت مع حدوث اشتباكات عسكرية خلال الأيام الماضية بين القوات الأمنية التابعة لحركة “أنصار الله”، وخلايا تابعة للتحالف في منطقة حنكة آل مسعود في مديرية القريشية في محافظة البيضاء، انتهت بمقتل عدد من المسلحين الذين تتهمهم أجهزة الأمن في البيضاء بالانتماء إلى تنظيم “داعش”، لافتة إلى أن “هؤلاء العناصر ارتكبوا أعمالاً تخريبية ووقفوا وراء نصب كمائن لدوريات تابعة لأجهزة الأمن وتنفيذ مخطّط تخريبي مدفوع من أطراف خارجية”. وأفادت مصادر أمنية في صنعاء، من جهتها، “الأخبار”، بأن الحملة الأمنية في البيضاء انتهت، أمس، بعد “تطهير مناطق حنكة آل مسعود من العناصر التكفيرية”.
ويرى مراقبون أن الحراك العسكري الأخير جاء بترتيب أميركي وضوء أخضر سعودي، ولا سيما أن المحرمي، على رغم تقلّده منصب نائب رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي للإمارات، إلا أنه أقرب إلى الرياض وواشنطن. وتزامن الحراك الأميركي الأخير لتفجير الوضع، مع حراك أممي موازٍ يقوم به المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، الذي اختتم زيارة لطهران، التقى خلالها وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وناقش معه جهود وقف التصعيد العسكري في اليمن، والمساعي التي تبذلها الأمم المتحدة لتنفيذ “خريطة الطريق” الأممية.
في المقابل، استبعد مصدر مقرّب من حكومة عدن، في حديث إلى “الأخبار”، “ضلوع الحكومة في أيّ تفجير محتمل للأوضاع”، وأرجع ذلك إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهها بعد فشل وديعة سعودية بقيمة نصف مليار دولار في وقف انهيار سعر صرف العملة، مع استمرار العجز عن توفير مرتّبات الموظفين، مشيراً إلى أن التصعيد العسكري في أكثر من جبهة داخلية بحاجة إلى موازنة عسكرية ضخمة، وهو ما تفتقر إليه سلطات عدن التي عجزت عن توفير شحنة وقود لمحطات الكهرباء في المدينة.
الاخبار اللبنانية: رشيد الحداد