|| صحافة ||
قالت "القناة 12" الإسرائيلية، فجر اليوم الأحد، إن النيران اندلعت في أحد مباني معهد "وايزمان" للعلوم، الذي يحتوي على مختبرات، في "رحوفوت" جنوب "تل أبيب".
من جهتها، قالت "القناة 14" إن المختبرات في المعهد، تضرّرت من جراء القصف الصاروخي الإيراني، على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ما هو معهد وايزمان؟
معهد "وايزمان" للعلوم، إحدى أهم الجامعات البحثية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، ويُرَوّج كـ "أحد أهم المراكز البحثية عالمياً".
ويوفّر المعهد درجات الماجستير والدكتوراه في الرياضيات، والفيزياء، والأحياء، والكيمياء، والكيمياء الحيوية، وعلوم الحاسوب، وعلوم الدماغ، فضلاً عن المزيد من التخصصات والبرامج الأخرى.
ويلعب المعهد دوراً فاعلاً وبارزاً في البحث والتطوير في كيان الاحتلال، في المجالين العسكري والمدني، على حد سواء.
ويرتكز تمويل المعهد على الدعم الحكومي، إضافةً إلى دعم ضخم من الجاليات اليهودية، والمنظمات الصهيونية.
ويقيم شراكات واسعة حول العالم، أبرزها مع معهد ماساتشوستس للتقنية، وجامعة ستانفورد، ومعهد باكس بلانك الألماني.
خلفية تاريخية عن معهد وايزمان
تأسّس المعهد على يد حاييم وايزمان، أول رئيس لكيان الاحتلال، وإحدى أبرز الشخصيات الإسرائيلية، في عام 1934 (قبل 14 عاماً من الإعلان عن تأسيس ما عُرف بدولة "إسرائيل")، تحت اسم "دانيال سييف للبحوث".
وفي عام 1949، أُعلن رسمياً عن إنشاء المعهد تحت مسمّاه الحالي، وذلك بعد توسعته.
وبعد الإعلان عنه بـ 6 أعوام (1955)، تمكن من بناء حاسوب إلكتروني، ثم أنشأ ذراعه التجارية "Yeda R&D"، في العام 1959.
أبرز علماء معهد وايزمان الحاليين والسابقين
تضم هيئة التدريس في فرع علوم الحاسوب في المعهد، عَدِي شامير، وهو أحد أهم علماء التشفير والتعمية، في "إسرائيل"، وحصل بالشراكة مع الأميركيين ليونارد م. أدلمان، ورونالد ريفست، على براءة اختراع "التواصل المشفر النظام والتشفير"، والمعروف باسم "RSA".
إلى جانب شامير، يُعد أمير بنوئي، أحد أهم الباحثين في المعهد، والمتخصّصين في الرياضيات والحاسوب، حيث طوّر أنظمة للتحقق البرمجي الذاتي، بهدف تجنب الأخطاء الكبيرة في البرمجيات الأمنية.
وتبرز أسماء أخرى في تاريخ المعهد، مثل آفي ويغديرسون، وهايم حراري، ويوسف إمري.
ما هي مهمات معهد وايزمان؟
تعتمد "إسرائيل" على المعهد في مجالات عديدة، أبرزها إجراء الأبحاث العلمية داخل مختبراته.
وتجري هذه المختبرات أبحاثاً في علوم الأحياء، فضلاً عن دراسات وخدمات استشارية حول خدمات الطاقة وتجددها واستدامتها، إضافةً إلى أبحاث فيزيائية وكيميائية، متعلقة بالمواد النانوية وغيرها.
ويُضاف إلى كل ما سبق، إسهامه في تطوير تكنولوجيا الحاسوب والذكاء الاصطناعي، المستفاد منها في أكثر من ناحية، خاصةً الأمنية والعسكرية.
ويعد برنامج "كاتسير"، الذي أُطلق عام 1991، تحت إشراف وزارة "الأمن، أبرز نماذج التعاون بين المعهد والحكومة الإسرائيلية، حيث يجذب علماء متميزين للعمل في "التطوير الدفاعي"، ويعطيهم التدريب العلمي والتوجيه الأكاديمي.
ويُعد هذا البرنامج مثالاً على التعاون المستمر بين المعهد وحكومة الاحتلال في تعزيز القدرات العلمية والتكنولوجية في القطاع الحربي.
إسهامات معهد وايزمان النووية في "إسرائيل"
معهد وايزمان أسهم،بشكل فاعل، في تطوير الأبحاث والأنشطة النووية، في كيان الاحتلال، حيث طوّر علماؤه دراسات تهدف إلى حساب طاقات النوى الذرية في حالات مختلفة، إضافة إلى فهم الحركة الجماعية للبروتونات والنيوترونات داخل النواة، باستخدام التفاعل المغناطيسي بين النيوترونات والإلكترونات المحيطة بها.
وكان هاري جيه ليبكين، أحد الأساتذة في المعهد، ومؤسّس أول دورة دراسات نووية فيه، مشاركاً رئيسياً في لجنة الطاقة الذرية الفرنسية، التي أعدت الدراسات اللازمة لدعم إنشاء مفاعل ديمونا النووي.
وأنشأ المعهد قسماً للفيزياء النووية، الذي كان له دور بارز في تطوير النظرية النووية في الكيان، تحت إشراف آموس دي-شاليت.
كما أنشأ المعهد قسماً لفصل النظائر، تحت إشراف دافيد دوستروفسكي، حيث طوّر تقنيات لفصل نظائر الأوكسجين والهيدروجين، ما أسهم في تطبيقات صناعية.
ويمتد دور المعهد في بناء البرنامج النووي الإسرائيلي منذ السنوات الأولى لإنشائه، عام 1958، عندما تم بناء مفاعل "ناحال سوريك"، بالقرب من المعهد، الذي عمل أعضاؤه على تدريب العلماء على تشغيل المفاعلات النووية.
"أبو القنبلة النووية الإسرائيلية"، كما يُلقَّب، دافيد بيرغمان، كان أيضاً أحد أعضاء "وايزمان"، وكان له دور فاعل وملموس في بناء وتطوير البرنامج النووي لـ "إسرائيل"، حيث كان له دور في التعاون مع دول أخرى في مجال التكنولوجيا النووية.
هل لمعهد وايزمان دور في صناعة القرار في "إسرائيل"؟
فضلًا عن إفادته "إسرائيل" في الأمور البحثية، يلعب المعهد دوراً مهماً في صناعة القرار والتأثير عليه داخل الكيان.
حيث يقدّم المشورة التقنية، والعلمية، للحكومة الإسرائيلية، في مجالات داخلية عديدة، مثل الطاقة، والبيئة، وغيرها.
ويتعاون المعهد مع وزارات ومؤسّسات أمنية في الكيان، ما يُعزّز من تأثيره في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
كما يسهم في تطوير تقنيات متقدمة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، ما يُعزّز من قدرة "إسرائيل" التنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ورغم عدم إسهامه المباشر في صناعة القرار، يقدم المعهد الخدمات التقنية والرقمية، كتحليل البيانات، لمحاولة التنبؤ بسلوك الأفراد والجماعات، ما يسهم بشكل فاعل في رسم خطط الأجهزة الإسرائيلية، خاصة الأمنية منها.
وتستفيد من هذه الخدمات "وحدة 8200"، وهي وحدة الاستخبارات السيبرانية الإسرائيلية.
إيران تستهدف معهد وايزمان خلال الحرب
أقر معهد وايزمان، في 15 حزيران/يونيو الجاري، بتضرّر عدد من المنشآت التابعة له، من جراء قصف إيران الصاروخي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، فجر اليوم الأحد.
ورأى مراقبون أن استهداف طهران لمعهد "وايزمان" يعكس قراراً لدى قيادة الجمهورية الإسلامية باستهداف العلماء الإسرائيليين، رداً على استهداف العلماء في إيران.
فيما يرى آخرون، أن استهداف المعهد هو محاولة إعادة فرض معادلة رداً على الاستهداف الإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية في نطنز وأصفهان.
حيدر الرمح: الميادين نت