تراجع ترامب عن تهديداته.. دلالاتٌ وأبعاد
موقع أنصار الله ||مقالات ||فتحي الذاري
في السياق السياسي المتغير، كانت تهديداتُ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمقاومة الفلسطينية وللقيادات السياسية في المنطقة تشكل جُزءًا من استراتيجياته الدبلوماسية والعسكرية، ومع تراجع ترامب عن بعض التهديدات، يبرز السؤال حول الأسباب وراء هذا التراجع، وما يعنيه بالنسبة للمقاومة والقوى الأُخرى في العالم؟!
لقد أظهرت المقاومة مثل حماس وحزب الله، بالإضافة إلى اليمن تحت قيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “حفظه الله ورعاه”، قدرتها على الرد الفوري والفعّال على التهديدات الأمريكية والإسرائيلية؛ مما جعل من الصعب على ترامب التصعيد.
مع تصاعد الاحتجاجات الشعبيّة ضد السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، واجه ترامب ضغوطًا متزايدةً من قبل منظمات حقوق الإنسان والجماعات المناصرة للقضية الفلسطينية؛ مما أثَّر على قراراته.
كانت الولايات المتحدة تعاني من مشكلات اقتصادية عدة، بما في ذلك صدمات سلسلة الإمدَاد وارتفاع الأسعار، هذه الظروف جعلت ترامب أكثر حرصًا على تجنب أي تصعيد عسكري أَو دبلوماسي قد يؤثر سلبًا على الوضع الاقتصادي في بلاده.
التراجع عن التهديدات يعد دليلًا على قوة المقاومة وثباتها في مواجهة التحديات؛ فهذا التراجع ليس مُجَـرّد استجابة لواقع سياسي بل هو اعتراف بفشل المخطّطات الأمريكية في السيطرة على المنطقة.
أظهر هذا التراجع قدرة اليمن والمقاومة على مواجهة التهديدات وتأكيد وجودها كقوة مؤثرة في المعادلة السياسية.
يعزز التراجع الأمريكي من تماسك الفصائل المقاومة ويشجع على المزيد من التعاون والتنسيق بينهم بغرض مواجهة التحديات المشتركة.
يمكن لتراجع ترامب عن تهديداته أن يشجِّعَ قوى أُخرى حول العالم على الوقوف في وجه السياسات الأمريكية، خَاصَّة في سياق سعي بعض الدول لتأكيد سيادتها واستقلاليتها في اتِّخاذ القرارات.
مثل هذه التطورات قد تمنح الثقة للنظم السياسية والمقاومة في بلدان مثل فنزويلا، أَو كوريا الشمالية وغيرها؛ مما يعزز من فكرة مواجهة الضغوط الأمريكية.
من المرجح أن يؤدي تراجع ترامب إلى تعزيز التحالفات بين القوى المناهضة للهيمنة الأمريكية، سواء في المنطقة أَو على مستوى عالمي.
قد تنظر الدول الأُخرى إلى تراجع ترامب كنقطة انطلاق لبناء جبهة موحدة لمواجهة الاستراتيجيات الأمريكية، معززة بذلك من إدراكها لأهميّة الثبات والتكتل.
إن تراجع ترامب عن تهديداته أمام المقاومة يعد بمثابة برهان على عدم فاعلية الضغوط العسكرية والسياسية إن لم تكن مصحوبة بجدية وصدق في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان والإرادَة الشعبيّة، هذا التراجع يمثل انتصاراً للمقاومة ويعزز من موقف القوى الأُخرى الراغبة في الثبات أمام الأطماع الأمريكية.
إن التحولات السياسية الحالية تبرز الحاجة إلى إعادة نظر في الاستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وتؤكّـد أنه في مواجهة الجماعات المقاومة، قد ينقلب السحر على الساحر.