أُحلَّ لكم صيدُ البحر
موقع أنصار الله ||مقالات ||أحمد المساوى
هل يحوز الصيدُ في شهر رمضان؟ نعم، وبالأخص إذَا كان الصيدُ لسفن الكيان، لماذا سفن الكيان بالتحديد؟؛ لأَنَّ هذا الكيان لم يراعِ مواثيقَ وعهود وحقوق الإنسان؛ ولأنه لا يفهم إلا لغة الصواريخ والنيران.
ماذا عمل الكيان حتى حكمت عليه بهذا الكلام؟ ما قام به من مجازر وإجرام، بحق شعب فلسطين ولبنان، لا يمكن حصره بعبارات أَو أرقام؛ فهو من قال الله عنه في القرآن: {يَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَادًا وَيُهْلِكُونَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ}.
أما ما يفعله اليوم في غزة من منع إدخَال المساعدات وفرض الحصار، بعد اتّفاق لم يدم لبضعة أَيَّـام، هو قمة الإجرام.
وهل هو أرعنُ وجبانٌ، حتى ينكث العهود والمواثيق التي لا تنسجم حتى مع عبدة الأوثان؟ نعم، هو أرعن وجبان، وهو من قال الله عنه في القرآن: {أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ}.
وأين هي أُمَّـة المليار ونصف المليار، لتقضي على هذا الكيان الذي لا يرقب في مؤمن إلًّا ولا ذمّة، ولا يراعي اتّفاقات ولا حقوق إنسان؟
أُمَّـة المليار ونصف المليار، قد ضُربت بعصا الذل والهوان، وأصبحت منبطحةً تحت أقدام اليهود والأمريكان؛ فمنها بقرة حلوب كابن سلمان، ومنها عملاء وخُدَّام: كالسيسي، ومحمود عباس، ومحمد بن زايد، وعبدالله الثاني بن حسين، وغيرهم الكثير.
هل يعقل أن تكون أُمَّـةُ الإسلام بهذا الحالة من الذل والخضوع والعمالة والإذعان للصهاينة والأمريكان؟ نعم، هذا هو حال أُمَّـة الإسلام، ولا غرابة؛ لأَنَّها تولَّت الشيطان.
وما الذي أوصلها إلى هذه الحالة؟ تخلّيها عن القادة الأعلام، وخوفها مِمَّا لدى العدوّ أكثر من خوفها مِمَّا لدى العزيز الجبار الذي قال: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}، وقلة ثقتها بوعود الله بالنصر والتمكين، لمن يتحَرّكون في سبيله وسبيل نصرة المستضعفين، القائل: {إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
سحقًا لها من أُمَّـة تعطي الدنيةَ في دينها وتتولى عدوها، وتَسكت عن نصرة إخوانها، ألا يوجد فيها حرٌّ غيور، يتاجر مع الله تجارة لا تبور، ويساند هذا الشعب المحاصر المظلوم؟ بلى، لا زال هناك محورُ المقاومة من اليمن إلى لبنان، ومن العراق إلى إيران.
لا زال هناك يمن الإيمان، ونفَسُ الرحمن، ومصنع الطوفان، بقيادة حليف القرآن، وحفيد النبي العدنان، مُحطِّم كبرياء الشيطان، ومنكّس راية اليهود والأمريكان، السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين، الذي ساند وناصر شعب فلسطين منذ بداية الطوفان، فدكَّ حصونَ صهيون، وقطع عنهم طرقَ العبور، وقال لثلاثي الشر: ممنوع المرور من المندب ومن جميع البحور، حتى تم إيقاف العدوان، ورفع الحصار.
ثم قال في خطابه الأخير لأمريكا و”إسرائيل”: {إِن عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لَكُمْ حَصِيرًا}، فلما نكث الكيان الاتّفاق، ومنع إدخَال المساعدات، أعطاهم مهلة أربعة أَيَّـام لرفع الحصار وإدخال المساعدات.
لكن الكيان الأحمق لم يستغل الفرصة، وها هو قد فات الأوان، وَأعلن يحيى سريع البيان، وَأُحلَّ لنا صيد البحر وَالبر، فلا أمان لهم بعد الآن: فَارْتَقِبْ أَيُّهَا الْكيانُ، إنَّا مرْتقبُون.