اليمن وفلسطين: من التضحيات إلى النصر المُبين
موقع أنصار الله ||مقالات || د. شعفل علي عمير
استهداف السكان المدنيين والبنية التحتية بشكل متعمد يكشف الوجه الحقيقي لهذا العدوان، الذي لم يعد خافيًا على أحد، حَيثُ يُظهِرُ التحالف الأمريكي الإسرائيلي وحلفاؤه استهتارًا صارخًا بالقوانين والأعراف الدولية التي تحرّم استهداف المدنيين في النزاعات المسلحة، حَيثُ تستهدف الغارات الجوية الأعيان المدنية بلا هوادة، من منازل ومنشآت؛ بغية إرغام اليمنيين على الخضوع والتخلي عن مواقفهم الثابتة في دعم نضال الشعب الفلسطيني.
فمنذ أن اعتلى ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة، شهد العالم تغييرات دراماتيكية في السياسة الخارجية الأمريكية. لقد اختار ترامب منذ البداية مسارًا عدوانيًّا تجاه الشرق الأوسط، مؤكّـدًا انحيازه الكامل لـ “إسرائيل”، ومستعرضًا عداوة متصاعدة تجاه دول المنطقة، بما فيها اليمن. واليوم، نجد أن تواطؤ ترامب مع “إسرائيل” وحلفائهم في العدوان على اليمن لن يمر دون رَدٍّ ساحق ومزلزل يعيد هذا المعتوه إلى رشده
إن التصعيد الأخير ليس فقط محاولة لإخضاع اليمنيين، بل هو رسالة واضحة لكل من يجرؤ على دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في التحرّر من الاحتلال الإسرائيلي.
فبدعمهم للمقاومة الفلسطينية، يقدم اليمنيون نموذجًا وحدويًّا في الصمود والتضامن مع قضايا الأُمَّــة، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للمصالح الإسرائيلية في المنطقة، مما يحفز هذه القوى على استخدام كُـلّ الوسائل لكسر إرادَة الشعب اليمني، وهنا يجب أن يُشكل اليمنيون وحلفاؤهم جبهة مقاومة موحدة ضد هذا العدوان الغاشم، مستلهمين القوة من تاريخهم الطويل في مقاومة الطغاة والمحتلّين.
الشعب اليمني لن يتخلى عن دعمه لنضال الشعب الفلسطيني مهما كلفه ذلك من تضحيات، وسيظل واقفًا في صف الحق ضد الظلم والعدوان، مهما تعددت الجهات المعتدية ومهما تعاظمت قوة نفوذها، إذ يستند فهم الموقف اليمني الثابت إلى الجذور الدينية والأخلاقية، حَيثُ يستمد اليمنيون موقفهم من المبادئ الإسلامية التي تُعلِي من شأن العدل وتنادي بنصرة المظلوم، وهي أخلاقيات تتجلَّى في دعمهم المُستمرّ للشعب الفلسطيني.
لكل مسلم يمني، القضية الفلسطينية ليست قضية سياسية فحسب، بل هي قضية دينية وأخلاقية، تُعبر عن قيم النصرة والعدالة والتضامن التي نص عليها الإسلام.
حتمًا اليمن لن ينسى جرائم العدوان ولن يُفرّط في الرد كما لن يتخلى عن مبادئه، بل سيظل واقفًا كالطود الشامخ، مدافعًا عن الحق والحقيقة.
ومهما اشتدت الغارات أَو تعاظمت التحديات، فَــإنَّ الشعب اليمني لن يتوانى عن أداء واجبه الديني والأخلاقي والإنساني في الوقوف مع الشعب الفلسطيني، حتى يتحقّق النصر وتعود الحقوق إلى أهلها، فالنضال الحقيقي لا يعرف الحدود، بل يعتمد على المبادئ الراسخة في قلوب المؤمنين بقضيتهم العادلة.