السيد القائد: سنستأنف التصعيد في أعلى مستوياته وسنعمل كل ما نستطيعه ضد العدو الإسرائيلي
الأنظمة العربية تحرض العدو لمواصلة عدوانه على قطاع غزة وهذه مسألة خطيرة تشجع الصهاينة.
لو تمكن العدو الإسرائيلي من تصفية القضية الفلسطينية لاتجه بإجرامه إلى بقية البلدان دون مراعاة أحد أبدا.
العدو الإسرائيلي لا يزال مستفيدا بشكل كبير من دول عربية وإسلامية في الجانب الاقتصادي.
أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له، اليوم الثلاثاء، عن آخر التطورات والمستجدات أننا سنستأنف التصعيد في أعلى مستوياته وسنعمل كل ما نستطيعه ضد العدو الإسرائيلي.
وأوضح السيد القائد أن شعبنا العزيز أكد في خروجه المليوني العظيم بالأمس موقفه بمساندة الشعب الفلسطيني. مضيفا أننا سنستأنف التصعيد في أعلى مستوياته وسنعمل كل ما نستطيعه ضد العدو الإسرائيلي وسنتصدى لأي عدوان أمريكي على بلدنا على خلفية عملياتنا ضد العدو الإسرائيلي.
وقال السيد القائد للشعب الفلسطيني: لستم وحدكم، فالله معكم، ونحن معكم نتألم لآلامكم، نحزن لحزنكم، ونتحرك بكل ما نستطيعه لنصرتكم، لن نألوا جهدا في نصرتكم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا ويوفقنا في ذلك.
وأوضح السيد أن من المهم على كل أبناء أمتنا في هذا الشهر المبارك أن يلتجئ إلى الله بالدعاء لكن مع التحرك العملي بما تستطيع وعلى كل إنسان مسؤولية نصرة الشعب الفلسطيني بقدر ما يستطيع، سواء بالمال أو المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.
ولفت إلى أن العدو يعتمد على الإمكانات المادية في تسليحه وحروبه، ولذلك من واجب الجميع المقاطعة الاقتصادية وعلى الجميع مسؤولية نصرة الشعب الفلسطيني كل في مجاله وتخصصه وإمكاناته.
وأوضح السيد أن العدو الإسرائيلي المجرم اللعين الخبيث قام باستئناف عدوانه بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة وقد نكث العدو الإسرائيلي باتفاق وقف العدوان وإنهاء الحصار والتجويع وسبق ذلك بأكثر من أسبوعين نكث بمنعه دخول المساعدات والعدو الإسرائيلي منذ استأنف إبادته الجماعية أباد المئات من أبناء الشعب الفلسطيني ومعظمهم من الأطفال والنساء. لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي استأنف إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بمشورة أمريكية كما أعلن الأمريكي نفسه.
وأوضح السيد أن الظروف في غزة بالغة الصعوبة والمعاناة كبيرة والحالة مأساوية بما لا مثيل له في كل الأرض وأبناء غزة لا يعانون من التجويع بل من التعطيش حيث أصبحوا يعانون حتى في الحصول على الماء للشرب. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي في إقدامه على الإجرام الفظيع والإبادة الجماعية والتجويع يعتمد على الشراكة الأمريكية
التخاذل العربي
وأوضح السيد أنه ومع الحماية الأمريكية للعدو الإسرائيلي يساهم التخاذل العربي في جرأة العدو الإسرائيلي وما يفعله من إجرام فظيع للغاية وعدوان كبير فلم يبق هناك أي خطوط حمر، والعدو الإسرائيلي لم يراع أي اعتبار فيما يقدم عليه من إبادة جماعية وتدمير شامل وقتل فظيع والعدو الإسرائيلي مطمئن إلى أنه لن يكون هناك من الجانب العربي أي تحرك جاد ولو في الحد الأدنى من الموقف.
وأكد أن بعض الأنظمة العربية تحرض العدو لمواصلة عدوانه على قطاع غزة وهذه مسألة خطيرة تشجع الصهاينة. لافتا إلى أن التخاذل العربي مؤثر على الموقف الإسلامي، ولو تحرك العرب بالشكل المطلوب لتحركت معهم الكثير من البلدان الإسلامية. مضيفا أن البلدان الإسلامية عندما تتحرك بسقف أعلى لنصرة فلسطين سرعان ما تبادر الأنظمة العربية لاتخاذ موقف سلبي تجاهها.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي ينكث بالاتفاق بما فيه من التزامات واضحة وعليه ضمناء ويعود إلى إجرامه في الإبادة الجماعية.
وبيّن أن الأمريكي والإسرائيلي وجهان لعملة واحدة ولهما من رصيد إجرامي فظيع لا مثيل له في العالم. مؤكدا أن البعض من العرب يحاول أن يتجه بكل بلداننا نحو العلاقة الودية والإيجابية مع العدو الإسرائيلي تحت عنوان التطبيع ومن الجريمة والخزي أن يكون بلد عربي على علاقة إيجابية بجهة مثل الكيان الإسرائيلي بما هو عليه من حقد وإجرام
وأكد أنه لا مناص عن التحمل للمسؤولية في مواجهة العدو الإسرائيلي والتصدي له لأنه بهذه العدوانية والسوء والشر والطغيان والعدو الإسرائيلي يشكل خطورة فعلية على كل أمتنا بمختلف بلدانها وشعوبها. مضيفا أن الحقد والإجرام على أمتنا هي بالنسبة للعدو الإسرائيلي منهجية وسلوك راسخ وتوجه ينطلق على أساسه ولو تمكن العدو الإسرائيلي من تصفية القضية الفلسطينية لاتجه بإجرامه إلى بقية البلدان دون مراعاة أحد أبدا.
الالتفاف على الاتفاق
وأوضح السيد أن من يراهنون على الاتفاقات، فإن العدو الإسرائيلي لا يعطي أي اعتبار للاتفاقيات مع البلدان العربية حتى لو كان الأمريكي ضامن فيها فالعدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي ناكثان ومجرمان ولا يفيان بما عليهما من التزامات وهذا درس كبير لمن يراهنون على الاتفاقات ومن يراهن على الاتفاقيات معهم عليه أن يرى نكثهم للاتفاقيات وتهربهم منها ومن استحقاقاتها. مضيفا أنه وبكل وقاحة يحاولون أن يضغطوا على حركة حماس لأن تقبل باستكمال تبادل الأسرى بعيدا عن صيغة الاتفاق الواضحة ومن دون الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق والعدو الإسرائيلي يريد باستمرار الحرب أن يجرد حركة حماس من ورقة الأسرى من دون الدخول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق ، كما يتهرب العدو الإسرائيلي من استحقاقات المرحلة الثانية من وقف العدوان على غزة وإكمال الانسحاب من غزة.
وأكد أنه لا يمكن لحركة حماس أن تساوم في استحقاقات المرحلة الثانية أو تقايض بها من أجل ألا يحصل حرب لان العدو الإسرائيلي يريد أن يجرد حماس من ورقة الأسرى التي لا تزال ورقة ضغط في يدها ويريد العدو الإسرائيلي أن تمضي حماس في مسار بديل عن المرحلة الثانية دون أن يكون عليه الوفاء بما عليه من استحقاقات ولذلك لا يمكن لحماس أن تساوم في تجريد العدو لها من ورقة الأسرى ثم بعدها يعود الإسرائيلي إلى العدوان على قطاع غزة.
وأوضح أن ما يقومون به العدو الإسرائيلي من إبادة جماعية واستهداف للمدنيين والتجويع للمجتمع في قطاع غزة لا يبررها أي شيء على الإطلاق فالجرائم الصهيونية غير مبررة على الإطلاق حتى لو كان العدو في مواجهة مع المقاومة ولا يوجد ما يبرر الجرائم الصهيونية، لكنهم وصلوا إلى منتهى الوقاحة والعدوانية والانكشاف والجرأة.
مسؤولية الأمة وضرورة التحرك في كل المجالات
وبيّن أن الصهاينة مطمئنين إلى غياب أي تحرك جاد لمحاسبتهم على جرائمهم، بدءا من العالم الإسلامي إلى بقية دول العالم لأنه كان من واجب المسلمين أن يشكلوا تحركا عالميا فعالا وقويا ضد العدو الإسرائيلي. موضحا أن بقية بلدان العالم لن تتحرك بأكثر من المسلمين وهي تنظر إلى الكثير منهم بدون موقف والبعض متواطئ وبعض بلدان العالم تحركت بأكثر من غالبية الأنظمة الإسلامية ضمن المقاطعة السياسية والاقتصادية للعدو الإسرائيلي.
وأوضح أن ما يؤسف أن الأنظمة العربية وكثيرا من الدول الإسلامية لا ترقى إلى مستوى قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع العدو. موضحا أن على المسلمين مسؤولية دينية في نصرة فلسطين، وذلك يعني أن الله سيحاسبهم على تنصلهم وتفريطهم في هذه المسؤولية. لأن منتهى الإجرام والعدوان والطغيان والظلم موجود في العدو الإسرائيلي، وعلى الأمة مسؤولية الجهاد في سبيل الله.
وأكد أن الجهاد ما فرض إلا لمواجهة مثل الطغيان والإجرام والمنكر الذي يمارسه العدو الإسرائيلي فأين هو تحرك الأمة على مستوى المجالات كلها لتجاهد في سبيل الله عسكريا، سياسيا، اقتصاديا، إعلاميا في كل مجال؟. موضحا أن المسؤولية كبيرة جدا أمام ما يحدث ويجري بمرأى ومسمع من الأمة وداخل هذه الأمة في فلسطين وهناك إمكانية لتحرك واسع من كثير من الدول لكنهم يتأثرون بالموقف العربي والإسلامي.
ولفت إلى أن التحرك في سقف المسؤولية هو التحرك العسكري لما تمتلك الأنظمة العربية والإسلامية من قدرات لكن ذلك أصبح بعيد المنال. موضحا أن التحرك العسكري بات من الأشياء التي لا يمكن أن تقدم عليها الأنظمة والحكومات لكن لماذا لا تقدم الدعم العسكري للمجاهدين في فلسطين؟ وبالرغم مما يمتلكه العدو الإسرائيلي من إمكانات عسكرية تقدم له أمريكا السلاح بكميات هائلة وتقدم التمويل لذلك من ميزانيتها كذلك الدول الغربية كما هو حال بريطانيا وألمانيا تدعم العدو الإسرائيلي بالأسلحة.
وأكد أننا وأمام الدعم الغربي للعدو، لماذا لا تقدم البلدان العربية والإسلامية السلاح للإخوة المجاهدين في فلسطين؟ والبلدان العربية بدلا عن دعم المقاومة الفلسطينية تنتقد إيران عندما تقدم الدعم العسكري للمقاومة وتعاديها لأجل ذلك . موضحا أن المقاومة الفلسطينية بحاجة إلى المال والسلاح وهذه مسؤولية البلدان العربية والإسلامية.
وأوضح أن من المواقف السلبية تجاه المقاومة في فلسطين هو تصنيفها بالإرهاب، فلماذا لا تتخذ البلدان العربية خطوة لتغيير ذلك؟ لكن من الواضح أن الأنظمة العربية لا تريد أن تتحرك بشكل جاد وصادق ضمن مواقف عملية ضد العدو الإسرائيلي.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي لا يزال مستفيدا بشكل كبير من دول عربية وإسلامية في الجانب الاقتصادي فالعدو يستفيد اقتصاديا من تركيا ومصر والأردن، والسعودية والإمارات، ومن واجب هذه البلدان المقاطعة الاقتصادية. مؤكدا أن من له علاقة بالعدو مسؤولية أن يكون لهم موقف جاد ليقطعوا علاقاتهم الاقتصادية والسياسية معه فمن المفترض أن يكون هناك تحرك إعلامي واسع لفضح العدو الإسرائيلي وإجرامه ولمساندة الشعب الفلسطيني ومن المفترض أن يكون هناك تحرك إعلامي للتأثير على الرأي العام العالمي للتحرك العملي لمنع الاستمرار في الإبادة الجماعية.
وأكد أن هناك خطوات رسمية متاحة في عالمنا العربي والإسلامي لو هناك جدية وشعور بالمسؤولية للتحرك لفعل شيء ما فالاستمرار في التخاذل من أي مواقف فعلية أو خطوات عملية بأي مستوى يشجع العدو الإسرائيلي على الاستمرار فيما هو فيه والشعوب كذلك عليها مسؤولية كبيرة والمؤمل أن تتحرك بما تستطيع، المقاطعة الاقتصادية للأمريكي وللعدو الإسرائيلي أمر متاح في كل عالمنا الإسلامي والشعوب التي لا تستطيع أن يكون لها أنشطة واضحة لمساندة الشعب الفلسطيني تستطيع أن تقاطع البضائع الأمريكية والإسرائيلية.
وقال السيد: “وضعية الشعوب في دول الخليج ومصر وبلدان عربية أخرى لديها فرصة وعليها مسؤولية في أن تقاطع البضائع الأمريكية والإسرائيلية بمستوى واسع وكلما اتجهت الشعوب للمقاطعة الاقتصادية كان لذلك تأثير على الأمريكي.
ولفت إلى أن من المهم الضغط على الأمريكي لأنه شريك وحام ودوره أساسي في العدوان على غزة وهناك بدائل في مسألة المقاطعة غير البضائع الأمريكية والإسرائيلية فهناك مجال واسع في بلدان كثيرة للناشطين الإعلاميين وللوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وغيره لمناصرة الشعب الفلسطيني ومن المهم جدا أن يتم السعي في مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير في الساحة العالمية لتحريك الرأي العام وإثارته في مختلف البلدان لمناصرة الشعب الفلسطيني.
وأكد السيد أن من واجب الأحرار في مختلف بلدان العالم أن يعودوا إلى نشاطهم في التضامن مع الشعب الفلسطيني بمختلف الأنشطة ومن واجب الأحرار في مختلف بلدان العالم أن يعودوا إلى نشاطهم في التضامن مع الشعب الفلسطيني بمختلف الأنشطة كما ينبغي أن تعود التظاهرات والأنشطة الجامعية في دول العالم وأن يستشعر الجميع المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن التفرج على الإبادة في قطاع غزة هو فعلا أمر معيب ومخزٍ ووصمة عار على كل المجتمع البشري ولا أحد سينجو من عار التفرج على الإبادة في غزة ومن عواقبه السيئة في الدنيا والآخرة.