القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية:  الحملة الأمريكية في البحر الأحمر تواجه تحديات خطيرة قد تعرّضها للفشل

 

بعد أقل من أسبوع على استئناف العدوان الأمريكي على اليمن في منتصف مارس 2025، بدأت التداعيات العسكرية واللوجستية تتفاقم، مع تصعيد قوات صنعاء لعملياتها العسكرية ضد القطع الحربية الأمريكية، وعلى رأسها حاملة الطائرات هاري ترومان، التي تعرضت لأربع ضربات خلال أقل من 72 ساعة.

 

وفي هذا السياق، حذر القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، من أن الحملة العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد اليمن قد تؤدي إلى استنزاف مواردها البحرية وإعاقة أولوياتها الاستراتيجية، خاصة في المحيط الهادئ.

وقال فوتيل: “سيتطلب منا هذا الاستمرار في الحفاظ على مستوى من الجهد العسكري في المنطقة، مما سيأتي على حساب أشياء أخرى نريد القيام بها.”

وأضاف أن استمرار العمليات العسكرية في البحر الأحمر قد يزيد من المخاطر على السفن والطائرات الأمريكية، محذرًا من أن أي خسائر في الأرواح أو الأصول العسكرية ستؤثر على قدرة واشنطن على مواصلة حملتها.

واعترف فوتيل بأن قوات صنعاء أصبحت أكثر خبرة وقدرة على استهداف المصالح الأمريكية، مشيرًا إلى أن “الحوثيين لديهم الكثير من الموارد، وقد تعلموا الكثير خلال حربهم الطويلة مع التحالف السعودي”، مما مكنهم من حماية أصولهم العسكرية والاستمرار في القتال بفاعلية أكبر.

كما أشار إلى إمكانية وجود دعم خارجي لقوات صنعاء، قائلاً: “يجب أن ننتبه إلى الجهات الفاعلة الخارجية… روسيا، على سبيل المثال، أقامت اتصالات مع الحوثيين، وبعض القدرات التي حصلوا عليها قد تكون من الصين أيضًا، ويمكن استخدامها ضد الولايات المتحدة.”

وعلى صعيد المواجهة، أكد فوتيل أن قوات صنعاء أثبتت قدرتها على الانتقام على نطاق واسع، محذرًا من أن “مواردنا ومصالحنا في مجالات أخرى قد تكون مستهدفة أيضًا”.

هذا التصعيد جاء كرد مباشر على العدوان الأمريكي الذي استهدف أهدافًا مدنية في اليمن، متسببًا في مئات الشهداء والجرحى، ما دفع صنعاء إلى تكثيف عملياتها البحرية وضرب القطع الحربية الأمريكية في البحر الأحمر.

وبينما تحاول واشنطن منع اليمن من مواصلة فرض حصارها البحري على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، تواجه تحديات متزايدة مع استمرار استهداف قوات صنعاء لسفنها الحربية، وسط تحذيرات من أن استنزاف الموارد البحرية الأمريكية قد يعرقل أولوياتها الاستراتيجية عالمياً. في المقابل، تثبت قوات صنعاء أنها أصبحت رقماً صعباً في معادلة المواجهة، قادرة على تحويل العدوان الأمريكي إلى حرب استنزاف طويلة الأمد قد تعيد رسم التوازنات العسكرية في المنطقة.

قد يعجبك ايضا