موقع Breaking Defense”” : البحرية الأمريكية تواجه تحديات تضع هيمنتها البحرية أمام خطر الانهيار

كشف تقرير جديد، نشره موقع Breaking Defense المتخصص في الأخبار والتحليلات المتعلقة بصناعة الدفاع عن أزمة غير مسبوقة تواجه البحرية الأمريكية، حيث تعاني من تراجع حاد في قدراتها التشغيلية، وفشل في مجاراة التحديات العسكرية الحديثة، مما يضع هيمنتها البحرية أمام خطر الانهيار.

التقرير، الذي أعده اللواء المتقاعد جون فيراري لصالح معهد “أميركان إنتربرايز”، يؤكد أن البحرية الأمريكية لم تعد قادرة على العمل في ثلاث مسارح عمليات متزامنة، وتعاني نقصًا كارثيًا في الذخائر والسفن والأفراد، في وقت تتصاعد فيه قدرات الدول المنافسة، لتكشف عن فراغ استراتيجي يهدد التفوق العسكري الأمريكي.

لطالما قدمت الولايات المتحدة نفسها كالقوة البحرية الأولى في العالم، لكن التقرير يفضح الواقع الصادم: واشنطن باتت غير قادرة على الحفاظ على أسطولها، وتعاني من عجز في إنتاج السفن الحربية، بينما لا تزال البحرية الأمريكية عالقة في مفاهيم تقادمت منذ الحرب العالمية الثانية.

التقرير يشير إلى أن اعتماد البحرية على السفن الضخمة والطائرات المأهولة بات غير مجدٍ، خاصة مع تصاعد دور الطائرات المسيرة في النزاعات الحديثة. ففي البحر الأحمر، على سبيل المثال، أظهرت عمليات القوات اليمنية ضعف البحرية الأمريكية وعجز دفاعاتها عن التصدي للهجمات الذكية، مما كشف عن هشاشة غير مسبوقة في القوة العسكرية التي كانت تُوصف يومًا بأنها لا تُقهر.

يرى التقرير أن واشنطن بحاجة إلى تحول جذري، يبدأ بالتخلي عن الطائرات المأهولة لصالح الطائرات المسيرة، وتقليص حجم الأسطول الأمريكي لصالح سفن صغيرة ذاتية التشغيل، قادرة على تنفيذ مهام محددة بكفاءة أكبر. كما يدعو إلى إلغاء مشاريع ضخمة مثل مقاتلة الجيل السادس (F/A-XX)، وتوجيه الاستثمارات نحو الأنظمة المستقلة، التي أثبتت تفوقها في ساحات القتال الحديثة.

من بين أكثر النقاط إثارة للقلق في التقرير، ما وصفه بـ”أزمة بناء السفن”، حيث تعاني الولايات المتحدة من ضعف الإنتاج وانهيار البنية التحتية البحرية، مقارنة بدول أخرى استطاعت تطوير قدراتها بسرعة كبيرة. فبينما كانت أمريكا تنتج مئات الآلاف من الطائرات خلال الحرب العالمية الثانية، تبدو اليوم عاجزة حتى عن الحفاظ على الحد الأدنى من متطلبات أسطولها.

في ختام التقرير، يحذر فيراري من أن البحرية الأمريكية تتجه نحو “نقطة اللاعودة”، ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذها. لكنه يلمّح إلى أن الأوضاع الاقتصادية المتردية، وتعدد الجبهات التي تنخرط فيها واشنطن، تجعل من الصعب تحقيق هذا التغيير.

فهل تدرك الإدارة الأمريكية أن زمن الهيمنة البحرية المطلقة قد انتهى؟ أم أن البحرية الأمريكية ستواصل التآكل حتى تجد نفسها غير قادرة على فرض سيطرتها في مواجهة عالم يتغير بسرعة؟

قد يعجبك ايضا