غزة: بين تحديات الإنسانية وغياب الضمير العربي والإسلامي

موقع أنصار الله ||مقالات ||د. شعفل علي عمير

إن غياب الضمير العربي والإسلامي يشكل جرحًا عميقًا في كرامة الأُمَّــة، الشعوب التي تُترك لتواجه مصيرها بمفردها ستظل وصمة عار على جبين كُـلّ من يتجاهل معاناتها.

يجب أن نتحلى بحس عالٍ من المسؤولية والواجب الديني والإنساني تجاه غزة، وأن نقوم بما يتطلبه الأمر لإعادة الأمل، لكي نلعب دورًا في رسم مستقبل أفضل لهم، وإلا فلن نكون سوى شهود على مأساة منسية.

إن الوضع في غزة يجسد صورة مؤلمة وشجاعة لصمود الشعب وإرادته، لكنه أَيْـضًا يعكس غيابًا فاضحًا للضمير العالمي، وخَاصَّة الضمير العربي والإسلامي، الشعوب العربية والإسلامية أصبحت لا تعبأ بما يجري من انتهاكات، وكأن قلوبها قد تحجرت، ففي كُـلّ مرة يشعل فيها فتيل العدوان على غزة، نرى نفس المشهد المتكرّر، تصعيد عسكري، معاناة إنسانية هائلة، ومشاهد لخسائر مادية وبشرية لا يمكن نسيانها.

ومع ذلك، فَــإنَّ الرد العالمي يكاد ينحصر في بيانات الشجب والإدانة التي تفتقر إلى أي تأثير حقيقي، لماذا؟؛ لأَنَّ الضمير العالمي يبدو وأنه أُصيب بالتبلد والتواطؤ الفاضح عندما يتعلق الأمر بمعاناة الفلسطينيين، اتضح ذلك من خلال عودة المجازر بوتيرة رهيبة تعبّر عن الضوء الأخضر الذي أعطاه الرئيس الأمريكي للكيان الصهيوني وكأنه يقدم رسالة لكل من يساند غزة بأنهم سوف يلقون نفس المصير.

إنه أُسلُـوب الجبناء، التاريخ لن يغفر لأُولئك الذين اختاروا الصمت أَو التواطؤ حينما كان بإمْكَانهم اتِّخاذ مواقف شجاعة وحقيقية لحماية الأبرياء ووقف هذا النزيف المُستمرّ.

إن غزة لا تحتاج إلى تعاطف عالمي منمق يخلو من الفعل، بل تحتاج إلى ضمير عالمي حيّ، قادر على اتِّخاذ مواقف حقيقية وفعالة لوقف الظلم.

إن رسالة الغضب من غزة تتخطى الحدود لتصل إلى كُـلّ زاوية في العالم العربي والإسلامي: كفى تواطؤًا وصمتًا، فحياة مليونَي إنسان تستحق أكثر من مُجَـرّد كلمات خاوية، علينا أن نستيقظ ونتحَرّك؛ لأَنَّ صمتنا اليوم قد يكلفنا الكثير غدًا.

بينما تنشغل الدول العربية والإسلامية بالاحتفالات والمناسبات، يُحرم أطفال غزة من أبسط حقوقهم في الغذاء، التعليم، والأمان، كيف ينام الضمير بينما يعيش أكثر من مليوني إنسان في سجن مفتوح تحت وطأة قيود يفرضها عليهم الكيان الصهيوني ليسقط أرواحهم قبل أحلامهم وطموحاتهم؟!

إذا ما أرادت الدول العربية والإسلامية حقيقة دعم فلسطين وغزة، فعليها أن تتجاوز الخطابات والانتقال إلى التنفيذ العملي والجرأة في اتِّخاذ فعل على الأرض، فالتحَرّك الجماعي والمنسق من شأنه أن يعيد الأمل لأهل غزة، ويشكل نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل.

إن التاريخ لن يرحم من يغفل عن نداء الضمير، ولن ينسى التضحيات العظيمة لشعب غزة، والذي يظل شعاع أمل للمقاومة والصمود في وجه الظلم والمعاناة.

قد يعجبك ايضا