المسيرة المليونية في صنعاء.. نبض الإيمان وذروة الولاء لفلسطين وقائد المسيرة

موقع أنصار الله ||مقالات || أصيل علي البجلي

كل أسبوع، تتحوّل شوارع العاصمة صنعاء إلى سيولٍ هادرة من البشر، في مشهدٍ مهيبٍ يُجسّد أسمى معاني الإيمان والثبات والولاء. حشودٌ مليونيةٌ لا تفتر عن الخروج، تلبيةً لنداء الضمير والواجب الديني والأخلاقي، لتُعلن بصوتٍ مدوٍّ موقفها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، قضية الأُمَّــة المحورية، ومواجهة العدوّ الصهيوني الغاصب. هذه المسيرات الأسبوعية ليست مُجَـرّد عادة، بل هي شريان حياة ينبض في جسد الأُمَّــة المريض، يُجدد فيه روح المقاومة ويرفض مشاريع الاستسلام والتطبيع المخزية.

إن هذه الجموع الغفيرة التي تملأ الساحات ليست مُجَـرّد أرقام، بل هي تجسيدٌ حيٌّ لمبادئ المسيرة القرآنية التي ننتمي إليها ونستمد منها قوتنا وعزيمتنا. في زمنٍ اختار فيه الكثيرون الصمت أَو الانخراط في مشاريع التطبيع، مُتنكرين لتضحيات الشعب الفلسطيني وآلامه، يقف هذا الشعب الأبي في صنعاء بشموخٍ وإباء، رافعًا رايةَ الحق، مُتمسكًا بموقفه المبدئي الرافض للظلم والعدوان. إنها ترجمةٌ عمليةٌ صادقةٌ للتوجيه الإلهي بالوقوف إلى جانب المستضعفين ومقارعة الظالمين، وتطبيقٌ لمفهوم الولاء والبراء الذي يُشكل أَسَاس الدين القويم. هذه المسيرات هي صرخة حق تتجاوز الجغرافيا، لتُسمع العالم أجمع بأن الإيمان يصنع المعجزات، وأن قضية فلسطين حية في القلوب، وأن محور المقاومة يزداد تلاحمًا وقوةً بفضل الله.

وهذا الثبات الأُسطوري، وهذه المواقف المشرِّفة التي تُبهر العالم، لم تكن لتُصاغ بهذه الصورة الباهرة لولا البصيرة النافذة والتوجيه الرباني الذي تجلى في قيادة سيدي ومولاي العلم القائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله ورعاه.

قيادةٌ تستمدُّ قوتَها وهديَها من نور القرآن الكريم، وتُجسّدُ أخلاق الأنبياء والأولياء في مقارعةِ الطغاةِ والانتصار للمظلومين. إننا نرى فيه نبراس الحق وهادي الأُمَّــة في هذا الزمن المظلم، ونجدد له كُـلّ أسبوع، في هذه المسيرات المباركة، عهدَ الحب والولاء المطلق، المستمد من حبنا لله ورسوله والأعلام من آل بيته الكرام. ولاؤنا له ليس مُجَـرّد شعار يُرفع، بل هو عهدٌ قلبيٌّ صادق، وتجسيدٌ لمبدأ الولاية التي أمر الله بها، وهو مصدرُ قوتِنا ومنبعُ بأسِنا وعنوانُ عزّنا في مواجهة أعداء الله والأمة. كُـلُّ خطوةٍ في هذه المسيرات، وكل هتافٍ يرتفع، هو تجديدٌ لهذا العهد المقدس، وتأكيدٌ على أننا نسيرُ خلفَ قائدٍ أضاء لنا الدربَ بنور الله، وقادنا نحو العزة والكرامة. إن مسيرات صنعاء الأسبوعية، بقيادتها الواعية وشعبها الأبي، هي شهادةٌ حيةٌ على أن النصر قادمٌ لا ريب فيه، طالما تمسكنا بكتابِ الله وسرنا على نهج أعلام الهدى.

قد يعجبك ايضا