الرئيس الصماد لصحيفة البديل المصرية: أيدينا ممدودة للحوار ونعول على الدور المصري “نص المقابلة”
موقع أنصار الله || أخبار محلية || قال الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى” أيدينا ممدودة للحوار منذ ما قبل العدوان، ولم نكن يوما نمثل عقبة أو حجر عثرة في طريق الحوار، بل كنا مساهمين إلى تقديم الكثير من التنازلات التي وصلت إلى حد الإجحاف”.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى في مقابلة مع صحيفة “البديل” المصرية أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أظهر سوء إدارته للمفاوضات وتبنيه لرؤى ومواقف الطرف الآخر الذي يمثل كبره النظام السعودي.. وأضاف ” لذلك في هذه الفترة لا يوجد أي بوادر لحلول سياسية إطلاقا”.
ولفت إلى أن المؤشرات الميدانية والسياسية تشير إلى أن هناك تصعيدا كبيرا جدا، كانت بدايتها ما حصل في السواحل الغربية وفي بعض الجبهات، لذلك حاليا ليس هناك أي تحرك باتجاه الحوار أو المسار التفاوضي، ومتى ما ارتكبت السعودية جريمة سيحصل تحرك لذر الرماد في العيون.. وقال ” أما مؤشرات أي حل سياسي فنحن نعتقد أن العدوان صمم على مواصلة المعركة وإطالة أمدها وارتكاب المزيد بحق هذا الشعب”.
وفيما يتعلق بتطوير قدرات اليمن الدفاعية كشف الأخ صالح الصماد أن هناك الكثير من الخيارات، وهناك قدرات يتم تطويرها ستسهم في تعزيز قدرات الدفاع الجوي، والإسهام بشكل كبير في تحييد الطيران، وأيضا صيانة الأجواء اليمنية، ولكن هذه لا زالت قيد التطوير وقيد التجربة، وبدأت بإسقاط الطائرة الأردنية في نجران وستتلاحق مثل هذه الإبداعات والقدرات والإنجازات.
وعبر الأخ صالح الصماد عن أمله في أن تعود مصر إلى دورها الريادي في المنطقة وقال “نحن لا زلنا نعول على دور مصري قادم وبارز في إعادة الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأضاف ” نحن نطمح لأن يكون للأشقاء في مصر دورا بارزا ومؤثرا وقويا في الإسهام لإيقاف هذا العدوان، سواء باستخدام ثقل مصر الإقليمي والدولي، أو من خلال عدم الاستمرار في الزج باسم مصر كغطاء لهذا العدوان وشرعنة للنظام السعودي للاستمرار في عدوانه وسنولي ثقتنا في الأشقاء في مصر فيما إذا قاموا بهذا الدور”.
وجدد رئيس المجلس السياسي الأعلى الترحيب بأي دور مصري في هذا الجانب وقال” نشد على أيدي النظام المصري والشعب المصري أن يسهموا معنا في تحقيق هذا الشيء حتى لا يبرز دور سلبي لمصر يؤثر على نفسيات الشعب ونفسيات القوى السياسية”.
وفيما يلي نص المقابلة:
يتبوأ كرسي الرئاسة في المرحلة الاستثنائية التي يمر بها اليمن، رجل بسيط يظهر على وجهه ثقل المسؤولية، وتلمس في حديثه بساطة أبناء صعدة، تجده متواضعا وبسيطا، رغم أنه أحد كبار رجالات أنصار الله وقياداتها الفاعلة منذ بداية مسيرتها التي انطلقت في العام 2004م.
صالح الصماد هو رئيس المكتب السياسي لأنصارالله، من مواليد محافظة صعدة – مديرية بني معاذ – نشأ وتلقى تعليمه في مدارس صعدة، وعلى يد علمائها، من أوائل المنتمين إلى حركة أنصارالله وشارك بفاعلية في كل مراحلها، وهو اليوم يقف على قمة سلطة الأمر الواقع في العاصمة اليمنية صنعاء كرئيس للمجلس السياسي الأعلى، الذي انبثق عن الاتفاق السياسي بين أنصارالله، وبين المؤتمر الشعبي العام قبيل نهاية العام المنصرم.
البديل حظيت بإجراء مقابلة تاريخية معه في مقر إقامته بالعاصمة صنعاء كشفت عن مفاجآت وأفصحت عن رؤى ومواقف، وناقشت القضية اليمنية بكل أبعادها المحلية والإقليمية والدولية، وعلى المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري.
سيرة مختصرة عن الرئيس الصماد:
الاسم: صالح علي الصماد
–متزوج ولديه أولاد
تاريخ الميلاد: 6 يوليو 1978م
مكان الميلاد: بني معاذ، محافظة صعدة
المؤهل: بكالوريوس لغه عربية/جامعة صنعاء
–تولى رئاسة المجلس السياسي لأنصار الله بعد ثورة 21سبتمبر الشعبية
–شغل منصب مستشار رئيس الجمهورية اليمنية في 24/9/2014م
–انتخب المجلس السياسي الأعلى الأستاذ صالح الصماد رئيسا للجمهورية اليمنية رئيسا للمجلس السياسي الاعلى في 6/8/2016م
–تسلم الرئاسة من رئيس اللجنة الثورية العليا بعد أدائه اليمين الدستورية في مجلس النواب في 14/8/2016م
الصحيفة: نبدأ معكم سيادة الرئيس من القرار الأخير لمجلس الأمن.. للمرة الثانية يصدر قرار من مجلس الأمن بتمديد عمل لجنة العقوبات، ويكتفي بالإشارة إلى الحاجة للانتقال السياسي دون أن يجزم بالإسراع في عملية الانتقال السياسي، مع أن ذلك كان سيكون له فاعلية في حسم مسألة التفاوض، وبعيدا عن موقفكم الرسمي الذي جاء على لسان مصدر في الخارجية.. نريد أن نعرف منكم مالذي يريده مجلس الأمن من هذا القرار تحديدا؟
الصماد: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، أولا نرحب بكم أجل الترحيب وأهلا وسهلا، ويسعدنا أن نلتقي مع صحيفة مصرية لإبراز صوت اليمن الذي تحاول المايكنة الإعلامية الضخمة للعدوان أن تكتمه كي لا يصل إلى العالم، وبالذات إلى الشعوب المؤثرة في المنطقة ومنها الشعب المصري الشقيق الذي طالما انتظرنا مثل هذه الأصوات أن تصل إليه لأهمية وثقل دور الشعب المصري، وكذلك النظام المصري في حال تحرك وعاد إلى دوره الريادي في المنطقة.
كما تعلم أخي العزيز بالنسبة لمجلس الأمن لا يمكن إطلاقا أن يكون هناك تحرك إلا فيما يصب في مصلحة العدوان، فهو دائما يتحرك لإخراج العدوان من مأزقه متى ما وصل إلى مرحلة خطيرة من الحرج الأخلاقي والإنساني جراء هذا العدوان والحصار، فهو يتحرك لذر الرماد في العيون إن صح التعبير، ولإخراج النظام السعودي ومن يقف وراءه من قوى العدوان من الحرج الأخلاقي والإنساني. وكما تعلم أنه في المرحلة الأخيرة تصاعدت الجرائم البشعة للعدوان السعودي على مختلف الأصعدة، وبالذات الجرائم التي ارتكبت بحق صالة العزاء سواء في الصالة الكبرى أو صالة عزاء النساء في أرحب والطالبات والطلاب في كثير من المدارس في كثير من المناطق، فتأتي هذه الخطوات سواء تحركات المبعوث الأممي في المنطقة قبل فترة ليقول للعالم أن الحوار مستمر وأن النقاش مستمر، وإنه يجري لقاءات مع الأطراف… إلخ، حتى يقدم إحاطته لمجلس الأمن، ثم تراه يخمد ولا تسمع له صوتا إطلاقا، وهذا هو دأب المنظمة التي ينتمي إليها؛ فنحن لا نراهن على هذا الموقف ونعتبره موقفا فقط يصب في خدمة العدوان، ولن يأتي من مجلس الأمن أي جديد كما أعتقد إلا ما كان في مصلحة العدوان.
الصحيفة: ما مدى تأثير هذا القرار على مشروعيتكم كسلطة أمر واقع وعلى وضعكم كمكونات سياسية؟
الصماد: هذه القرارات لا تقدم ولا تؤخر نهائيا، وهي عبارة عن امتداد للعدوان، وشرعيتنا مستمدة من الشعب ومن العمق الاجتماعي والشعبي الذي ننتمي إليه، وبالنسبة للطرف الآخر فشرعيته واهية ولا أساس لها، وهم فقط يحاولون أن يتمسكوا بهذه الشرعية وأن يجعلوا منها ذريعة لتنفيذ مخططاتهم وعدوانهم.
الصحيفة: هل حديث مجلس الأمن عن الحاجة إلى الانتقال السياسي يهدد شرعية هادي؟ وهل ستستفيدون من ذلك؟
الصماد: الشعب بحاجة إلى الانتقال السياسي، وكان هناك إشراف على الوصول إلى حلول سياسية لولا قرارات مجلس الأمن التي أتت بعد العدوان بفترة لتشرعن هذا العدوان، فهم دائما حتى في أي حوارات سياسية يحاولون أن يجعلوا من شرعية هادي شماعة لعرقلة هذه الحوارات وهذه المفاوضات.
الصحيفة: قرار مجلس الأمن شدد على دعم جهود المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ، وبالعودة إلى رسالتكم التي طالبت الأمم المتحدة بتغييره، كيف تقرأون إدراج اسم ولد الشيخ والحث على دعمه ضمن بنود القرار؟ وما مدى إمكانية أن تتعاملوا معه مستقبلا؟
الصماد: ولد الشيخ عبارة عن ورقة سعودية بامتياز، في إطار تنفيذ المخطط العدواني على اليمن بعد أن كانت القوى السياسية قد شارفت على الوصول إلى حل سياسي في حوار موفنبيك تحت رعاية المبعوث السابق جمال بن عمر، لذلك هو يأتي في خدمة المشروع السعودي وتنفيذ أجندته، وهو عبارة عن موظف لا يستطيع أن يقدم ولا أن يؤخر، وهذا الذي أوصلنا إلى مرحلة من القناعة أنه لن يكون هناك أي دور جدي لهذا المبعوث الأممي الذي لم يستطع أن يفتح مطار صنعاء لجرحى الصالة الكبرى، جرحى في حالة واحدة، مع أن فرض الحصار على الشعب بشكل عام أمر ممقوت وغير أخلاقي ويتنافى مع كل القيم والأعراف؛ لكن هذا المبعوث لا يستطيع أن يقدم ولا أن يؤخر. حتى ونحن على طاولة المفاوضات في الكويت لم يستطع أن يعيد الوفد الوطني الذي خرج بضمانته، فأي مبعوث هذا الذي لا يقدم ولا يؤخر، ولماذا يبقى الوضع على هذا الشكل؟ لا نراه يتحرك إلا عندما يكون هناك إحاطة لمجلس الأمن، أو هناك جريمة بشعة للعدوان يحاول أن يغطي عليها.
الصحيفة: القرار.. هل يرد عليكم -على رسالتكم الأخيرة- أنه لا تغيير للمبعوث؟
الصماد: دائما السعودية هي من تحرك هذه القرارات، وهي من تسعى عند الدول الكبرى بأموالها ونفطها إلى تبني مثل هذه المواقف التي أعتقد أنها لا يمكن أن تمر على القوى السياسية التي وراءها هذا الشعب الذي يستطيع أن يخرج حتى إلى الشارع، وأن يرفض التعاون مع ولد الشيخ بغض النظر عن موقف القوى السياسية، لأنها تنطلق من هذا العمق الاجتماعي.
الصحيفة: الحوار يبقى له أهميته في ظل المتغيرات والمستجدات الداخلية وعلى مستوى المنطقة، هل لنا أن نطلع من خلالكم سيادة الرئيس على جديده؟ وإلى أين وصل مسار التفاوض بشكل عام؟
الصماد: بالنسبة للحوار كما تعرف نحن أيدينا ممدودة منذ ما قبل العدوان، ولم نكن يوما نمثل عقبة أو حجر عثرة في طريق الحوار، بل كنا مساهمين إلى تقديم الكثير من التنازلات التي وصلت إلى حد الإجحاف؛ وموقفنا ليس موقفا من السلام، بل موقف من المبعوث الأممي ولد الشيخ الذي أظهر سوء إدارته للمفاوضات وتبنيه لرؤى ومواقف الطرف الآخر الذي يمثل كبره النظام السعودي، لذلك في هذه الفترة لا يوجد أي بوادر لحلول سياسية إطلاقا.
المؤشرات الميدانية والسياسية تشير إلى أن هناك تصعيدا كبيرا جدا، كانت بدايتها ما حصل في السواحل الغربية وفي بعض الجبهات. لذلك حاليا ليس هناك أي تحرك باتجاه الحوار أو المسار التفاوضي، ومتى ما ارتكبت السعودية جريمة سيحصل تحرك لذر الرماد في العيون؛ أما مؤشرات أي حل سياسي فنحن نعتقد أن العدوان صمم على مواصلة المعركة وإطالة أمدها وارتكاب المزيد بحق هذا الشعب.
الصحيفة: وما مصير اتفاق مسقط بينكم وبين وزير الخارجية في الإدارة الأمريكية السابقة جون كيري؟
الصماد: اتفاق مسقط ليس المحطة الأولى ولا الأخيرة التي نقدم فيها الكثير من التفاهمات، كان هناك نقاط مسقط سابقا، كان هناك جولة الكويت، جولة موفنبيك، كان هناك خارطة ولد الشيخ الأخيرة التي قدمت والتي أبدت القوى السياسية فيها تفهمها وتفاعلها معها كأساس للنقاش، إلا أن هذه كلها ذهبت أدراج الرياح، وكان موقف الطرف الآخر من مرتزقة الرياض موقفا واضحا في رفض كل هذه التحركات والاتفاقات، ولهذا لو كان هناك جدية من الطرف الآخر نحن نعتبر أن تلك الاتفاقات ممكن ان تكون مقومات وأساس لأي نقاشات وحوارات قادمة.
الصحيفة: ما هو تصوركم حاليا للتعاطي مع أمريكا خاصة بعد تسلم ترامب الإدارة الأمريكية وفي ضوء ما اتضح مؤخرا من ملامح سياساته؟ وكيف سيكون التعاطي السياسي للولايات المتحدة، خاصة بعد تلميحات ترامب الدخول مباشرة في الحرب على اليمن؟
الصماد: الدور الأمريكي بارز وواضح في هذه الحرب منذ بدايتها، والحرب أعلنت من واشنطن؛ أمريكا هي من شرعنت للعدوان، من نقلت سفارتها في بداية العدوان دون أي مبررات، هي من أذنت للسفارات الأخرى بمغادرة صنعاء العاصمة والانتقال إلى عدن، هي من أعطت النظام السعودي الغطاء، هي من باشرت الحرب بشكل مباشر واستهدفت الرادارات في الحديدة وغيرها تحت مبررات وذرائع للتقليل من السخط الذي يتنامى بين أوساط الشعب من هذا الدور الأمريكي السلبي والمباشر في هذا العدوان. نحن نعتبر أن إدارة ترامب لن تغير شيئا في الصراع، هي عبارة عن امتداد للإدرات السابقة، بل إن اليمن سيكون حاضرا بقوة في ملف إدارة ترامب. كما تعلم أن أمريكا تخوض الآن حربا اقتصادية كبيرة مع الصين، ومن أهم وسائل الهيمنة الأمريكية على العالم هي الورقة الاقتصادية، وعندما برزت الصين كدولة عظمى قد تصبح في السنوات القادمة الدولة الأكبر في العالم الاقتصادي، الإدارة الأمريكية تحسب هذا الحساب وتعتبر أن اليمن سيكون الملف الأبرز في هذا الصراع حتى مع الصين نفسها، بحيث يبقى الملف اليمني مفتوحا لابتزاز السعودية البقرة الحلوب، أن يكون هناك بؤرة للصراع بجوار السعودية تستطيع أمريكا أن تبتز هذه البقرة الحلوب التي تصدر 13 مليون برميل يوميا، والذي يمثل عنصرا قويا جدا في حسم المعركة الاقتصادية؛ فبقاء الملف اليمني مفتوحا وإثارة الصراعات والمخاوف السعودية من الملف اليمني سيبقي السعودية مرتمية في أحضان أمريكا لتستفيد من هذا الكم الاقتصادي الهائل، وكذلك سيطرة اليمن على أهم منفذ حيوي، وكما تعلم أنها بدأت المؤشرات بالحرب والمعركة في الساحل، فنحن لم نعتبر الدور الأمريكي جديدا، هو دور مباشر منذ بداية العدوان وسيتضاعف الآن.
الصحيفة: تقولون أن الدور الإسرائيلي في العدوان على اليمن لم يعد سرا، هل تعتقدون بالفعل أن إسرائيل وأمريكا أيضا تشعر بأنكم خطر يهددها حاليا؟ وأين تكمن الخطورة تحديدا هل في مشروعكم أم في إمكاناتكم أم في إعاقتكم لمشروعهم؟ وما هو مشروعهم؟ وما علاقة كل ذلك بباب المندب تحديدا؟
الصماد: المشروع الأمريكي والإسرائيلي كما تعرف هو الهيمنة على المنطقة من خلال إيجاد الوسائل للهيمنة المباشرة على الشعوب من خلال تدجين الشعوب بالثقافات، وكذلك تدجينها للحكام الذين يرتمون في أحضان أمريكا وإسرائيل. والكيان الصهيوني هو أول من أبدى تخوفه من ثورة 21 سبتمبر خوفا على باب المندب، مع علمهم أن اليمن تحترم المواثيق الدولية والأعراف وقوانين الملاحة الجوية والبحرية، وظهر هذا التخوف في خطابات رئيس وزراء إسرائيل آنذاك عن خطورة أن توجد قوة وطنية فاعلة تستمد قرارها من العمق الوطني المستقل، وهذا يمثل خطورة عليهم سيسهم في إفشال مشاريعهم ومخططاتهم، ومشروعنا مناهضة المشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة.
لذلك هم يحاربون مشروعا في اليمن، وهذا الذي نحارب وندافع من أجله فمهما كان حجم وإمكانيات العدوان، ومهما سيطروا عليه من مناطق فهم لا يستطيعون أن يقضوا على هذا المشروع الذي يعتبر مشروعا فريدا في هذا العالم، واستطاع أن يصل بالشعب اليمني إلى مرحلة متقدمة جدا من النضج والوعي.
الصحيفة: من باب المندب ننتقل معكم سيادة الرئيس إلى الواقع الداخلي، ما مدى تأثير وضع قضيتكم على الواقع في المنطقة والعالم؟ وما هو تأثير الوضع في الخارج على وضعكم الداخلي وقضيتكم؟
الصماد: تعرف اليمن وأهميتها وحساسية موقعها الجغرافي والاجتماعي كقوة بشرية هامة جدا في شبه الجزيرة العربية، لذلك الملف اليمني مهم ومؤثر حتى على وضع المنطقة، فالأمريكان – ودائما في التاريخ متى ما حاول الأعداء استهداف شبه الجزيرة العربية وبالذات الحرمين الشريفين – لا يمكن أن يحتلوا هذه المناطق إلا بعد أن يكونوا قد حسموا أمرهم في اليمن، ولنا في التاريخ الأحباش والفرس وغيرهم، لذلك نحن نعتبر أن المرحلة القادمة هي على السعودية، وهذا كله تآمر على الحرمين الشريفين، وعلى ثروات المنطقة في شبه الجزيرة العربية، هم يعرفون موقع اليمن وأهميتها أكثر من هؤلاء الأعراب، وأن حسم اليمن أولا لحسم موضوعهم، وإلا فهي مرحلة ثانية.
الصحيفة: تقصدون أن هناك ترابطا بين ما يحصل في اليمن وبين ما هو مخطط في المنطقة؟
الصماد: نعم، هو في سياق مخطط شامل للأمريكان والصهاينة على المنطقة.
الصحيفة: بخصوص التطورات الميدانية خصوصا في الساحل الغربي بعد مرور ما يقارب العامين، هل تغيرت قراءتكم ونظرتكم للعدوان وأهدافه ومخططاته اليوم؟ وبالنظر إلى مسار الأحداث من عزل حضرموت عن عدن والتركيز على تعز، إضافة إلى فصل مأرب والجوف وشبوة من جهة، والاتجاه الآن نحو الساحل الغربي من جهة أخرى، ما مدى صحة الاعتقاد أن الهدف الأساسي من العدوان هو تهيئة الأجواء لتنفيذ مشروع الأقاليم؟
الصماد: أولا مخطط الأقاليم أتى ليمزق اليمن وليفتتها، ليس لدى الأمريكان والصهاينة ودول الخليج أي نية لبث الأمن والاستقرار في اليمن. الأقاليم أتت في سياق هذا المخطط، لم يأتوا ليضعوا مشروع الأقاليم من أجل أن ينعم اليمنيون بالرفاهية والخير والاستقرار والأمن؛ حتى تشكيلهم في تكوين الأقاليم بني على أساس كنتونات وعلى أساس طائفي مناطقي لإثارة صراعات دائمة داخل اليمن، وعندما رفضنا وأعقنا هذا المشروع كان هو الشرارة الأولى لهذا العدوان بعد أن حاول عبدربه منصور هادي إقرار مسودة الدستور التي تضمنت هذا المشروع الذي نحن نعترض عليه ونتحفظ عليه منذ بداية محاولة إقراره.
الصحيفة: لكن، هل تعتقدون أن العدوان يذهب الآن باتجاه فرض أو تهيئة الأجواء لفرض مشروع الأقلمة؟
الصماد: هي مدروسة لفرض الهيمنة على اليمن بشكل عام لأن مركز القرار والثقل الاجتماعي والاقتصادي هو في هذه المناطق التي لازالت تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، فهم يحاولون عزلها تماما بحيث يستطيعون أن يركعوا النظام السياسي في صنعاء التي تمثل المركز الرئيسي لليمن بشكل عام كعاصمة للجمهورية اليمنية، لذلك قرارهم هو الهيمنة على القرار اليمني، وجعل اليمن ساحة للفوضى والاختلالات والصراعات. عندك من المناطق مثل عدن وأبين وحضرموت والمهرة ما يسمونها مناطق محررة، وهي تحت الغزو والاحتلال، كان بالإمكان أن يجعلوها نماذج مشرفة إذا كانوا ذاهبين إلى مشروع الأقاليم كما يقولون؛ كان من المفترض عليهم أن يجعلوا من المناطق التي يسيطرون عليها نماذج في الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات للمجتمع بحيث يشدوا الناس إلى هذا المشروع الذي يتبنونه؛ لكن جعلوها ساحات للفوضى والقاعدة وداعش؛ سعر دبة البترول تتجاوز الـ 16 ألف ريال في بعض مناطق الجنوب رغم أن لديهم المصافي وآبار النفط كذلك؛ هم فقط جاءوا ليقولوا لليمنيين نحن أتينا لنركعكم.. لنمزقكم.. لنمكن سكاكين القاعدة وداعش من رقابكم.
من معركة ميدي إلى معركة باب المندب وصولا إلى المخا وانتهاء بالتحركات العسكرية، وآخرها الإعلان الأمريكي بالتدخل في معركة الساحل الغربي، ماهي دلالات وأبعاد ومخاطر هذا التركيز على الساحل الغربي؟ وما مدى قدرتكم على مواجهة مخططات السيطرة عليه؟
التركيز هو حاصل على اليمن وعلى الشعب اليمني بشكل عام، والمعارك التي حصلت في نهم ومأرب معارك أشد ضراوة حتى من التي حصلت في الساحل، فهم من أين ما رفعت إليهم تقارير أو معلومات أن هناك منطقة رخوة أو ثغرة يمكن أن ينفذوا من خلالها، هم يحاولون وقد حاولوا من صرواح ومن نهم ومن منفذ البقع ومنفذ علب ومن ميدي. المعارك لا تكاد تتوقف بشكل يومي مسنودة بعشرات الغارات؛ لذلك معركة الساحل هي امتداد لمعركة اليمن بشكل عام؛ إلا أن هذه الطابع الدولي فيها أخذ يبرر بشكل مباشر من خلال التدخل الأمريكي، ومن خلال القلق الإقليمي والدولي من هذه المعركة التي ليس لديهم أي مبرر فيها كما يدعون لتأمين باب المندب وغيره؛ فباب المندب كان آمنا، وبشكل سلس وطبيعي منذ بداية العدوان، بل الآن وجد القلق والمخاوف الدولية من خلال المعارك والعدوان، لذلك نحن نعتبر أنه لا جديد في المعركة حتى الدخول الأمريكي المباشر، هو موجود لن يضفي شيئا على المعركة؛ هل سيستخدمون أقوى من طائرات الـ إف 16.. القنابل الذكية.. البارجات، لم يعد بأيديهم شيء، اليمن أصبح حقلا للتجارب كل الأسلحة الفتاكة التي انتجت منذ حرب الخليج الثانية إلى اليوم تم تجريبها في اليمن بدعم أمريكي إسرائيلي مباشر، ونحن مستعينون بالله، ونستمد قوتنا من عمقنا الاجتماعي والشعبي الذي يمثل رافدا قويا للمعركة، ولن يستطيع العدوان أن يفت في عضد هذا الشعب الذي لا يزال يخرج آلاف المقاتلين لرفد الجبهات.
الصحيفة: اسمح لي اتكئ على ما ذكرتكم، شاهدناكم مؤخرا تفتتحون معرضا نوعيا حوى تشكيلة من الطائرات بدون طيار منها ما هو هجومي والآخر استطلاعي، وهذا يحيلنا أيضا إلى سلسلة مفاجآت وخيارات عسكرية جديدة أعلنتم عنها مثل تطوير المدى الصاروخي، وتحييد الباتريوت، وتطوير منظومة الدفاع الجوي وغيرها؛ هل هذه إنجازات محلية بحتة، أم إنها ضمن صفقات مع قوى إقليمية ودولية حليفة؟
الصماد: كما تعرف أن ظرف العدوان أسهم في الدفع نحو بناء قدرات لهذا الشعب الذي استشعر أنه لا يمكن إطلاقا أن يراهن على أي قوى إقليمية أو دولية في مواجهة العدوان، هناك بعض المواقف الإيجابية والتي نشكر الدول الإقليمية على الدور الذي قامت به سواء ما يتعلق بالمواقف المشرفة للجمهورية الإسلامية في إيران، لحزب الله، لسوريا للعراق، وكثير من الدول التي كان لها دور واضح في إبراز مظلومية الشعب اليمني، لكن بالنسبة للقدرات فهم يمنعون حتى الدواء، بالنسبة للعدوان لم يسمحوا حتى لمرضى الكلى الذين يتعرضون لعشرات الحالات من الوفاة أسبوعيا.
لذلك هذه القدرات أتت من رحم المعاناة؛ الشعوب إذا لم تستشعر أنها تواجه عدوانا قذرا يقطع عنها كل شيء حتى الهواء إن استطاع، ولهذا عليها أن تبني نفسها، وهذه سنة الله إنه يقول ” وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين” ، استشعار العداء يجعل الإنسان يبني نفسه يصنع يبني يزرع، ونحن نعتبر أن هذه الإنجازات التي تحققت على أيدي الجيش واللجان الشعبية أتت في هذا السياق في قضية بناء الواقع الداخلي في الاعتماد على الذات في مواجهة هذا الصلف والتكبر الصهيوأمريكي.
الصحيفة: لكن، كيف نثق بفاعليتها وتأثيرها على معادلة المعركة في حين هناك من يقلل من أهميتها ويعتبرها مجرد حرب نفسية لا أكثر؟
الصماد: وصول الشعب اليمني إلى هذه المرحلة المتقدمة رغم العدوان والحصار نعتبره إنجازا نوعيا، وأيضا تصميما، وإرادة وقوة لدى هذا الشعب متمثلا في جيشه ولجانه الشعبية، و الإبداع في مواجهة هذا العدوان، لذلك نحن نعتبر أهميتها تأتي في هذا السياق في أن يقوم بعد سنتين من العدوان الذي كان العدو يراهن أن يكون الناس منها في حالة تراجع وانهيار وانكسار. أن ياتي هذا الشعب ليفاجئ العالم بابتكارات ومهما كانت بسيطة لكن مقارنة مع حجم الإمكانيات التي لدى الشعوب الأخرى؛ لا أخفيك القول نحن وصلنا في بعض القطع أو بعض الذخائر إلى اكتفاء ذاتي؛ منذ أكثر من عام سواء فيما يتعلق بالمدفعية أوغيرها من الذخائر، وسيكشف إن شاء الله في معرض قادم عن هذه الأنواع التي دخلت حيز المعركة من قبل أكثر من 18 شهرا اكتفاء ذاتي، ولم نعد نحتاج إلى استيرادها لا من الخارج ولا من السوق المحلية إطلاقا؛ في بعض أنواع قذائف المدفعية التي تستخدم بكثافة في المعارك.
الصحيفة: نسمع يوميا أن هناك خيارات حاسمة سوف تعلنونها، وأن من ضمنها تحييد الطيران بشكل كلي، هل بالفعل لديكم الإمكانية أن تحيدوا الطيران؟ وكيف تقرأون تأثير ذلك على مسار المعركة وعلى مسار العدوان عموما؟
الصماد: هناك الكثير من الخيارات، وهناك قدرات يتم تطويرها بإذن الله تعالى ستسهم في موضوع تعزيز قدرات الدفاع الجوي، والإسهام بشكل كبير في تحييد الطيران، وأيضا صيانة الأجواء اليمنية، ولكن هذه لا زالت قيد التطوير وقيد التجربة، وبدأت بإسقاط الطائرة الأردنية في نجران وستتلاحق بإذن الله مثل هذه الإبداعات والقدرات والإنجازات. وقضية الخيارات الحاسمة هي هذا الصمود وهذا الزخم الشعبي أمام الإمكانات الهائلة والتكالب والتآمر العالمي، أن يكون الشعب في حالة تقدم وتطور إمكانياته وقدراته الدفاعية بينما العدو لم يعد يملك أي خيار يمكن أن يهدد من خلاله إلا خيار الانهيار والانحسار والهزيمة.
الصحيفة: نعود إلى الدور الإسرائيلي في معركة باب المندب وفي ما يخص السواحل المصرية وجزر صنافير وتيران، هل كل هذه الأشياء مرتبطة ببعض، خاصة بعد أن نفذت إسرائيل عملية مؤخرا في سيناء، وتدخلت عسكريا في سيناء بحجة الرد على صواريخ وما إلى ذلك؛ كيف تقرأون خطورة إسرائيل على البحر الأحمر وعلى سيناء وعلى اليمن؟
الصماد: الكيان الصهيوني موجود في البحر الأحمر سواء في جزر اشتراها من الصومال أو من إريتريا؛ تواجده في ميناء عصب الإريتري وحربه المباشرة مع النظام السعودي في اليمن، وكل هذه تهدف في الأخير إلى خنق مصر، لأن أي اختلالات في طريق الملاحة الدولية فيما يتعلق بباب المندب الذي أثبتنا بكل ما تعنيه الكلمة وبددنا كل المخاوف لدى الأشقاء في مصر التي حاولت السعودية أن تهز من ثقتهم في الشعب اليمني، وها نحن نتعرض لعدوان كبير، وبدأت معركة الساحل من قبل أكثر من سنة وثلاثة أشهر أيام المعارك في باب المندب بعد دخول قوات الغزو والاحتلال إلى عدن وطريق الملاحة الدولية على أتم حال، بل ونحن متوقعون وتصلنا معلومات كثيرة أن السعوديين عازمون على استهداف الملاحة الدولية لكسب المزيد من الدعم، ولا يستبعد أن يقوموا بالكثير من الخطوات الاستفزازية، أو يستهدفوا البواخر والسفن المدنية لاستثارة الرأي العام العالمي وتحميلنا المسؤولية، ولمزيد من الدعم والحشد في معركة الساحل، وكان باستطاعتنا أن نفعل أشياء كثيرة حتى نلفت نظر العالم إلى ما يحصل في الساحل الغربي؛ لذلك مصر مهددة بالدرجة الأولى بما يحدث في اليمن وبالتمدد الصهيوني الذي يستهدف الأمن القومي العربي وبالذات المصري.
الصحيفة: على ذكر مصر، الجميع يعرف أن جمهورية مصر العربية أعلنت مشاركتها ضمن التحالف منذ البداية، هل لنا سيادة الرئيس أن نعرف على حقيقة رؤيتكم اليوم للموقف المصري من الحرب على اليمن شعبياً ورسمياً؟
الصماد: لم يكن الدور المصري بارزا بالشكل الذي كانت عليه دول التحالف، وقد أرسلنا الكثير من الرسائل والإشارات إلى الأشقاء في مصر، سواء ما يتعلق بالنظام أو الدور الشعبي، إننا نكن لمصر كل الحب والاحترام وإننا نقدر ربما الوضع الاقتصادي الذي يعيشه الأشقاء في مصر الذي يفرض عليهم مسايرة النظام السعودي بالشكل الذي لا يضر الشعب اليمني، ولكن الذي نريد أن نقوله أن السعوديين كالصياد لا يمكن أن يقدم للسمكة شيئا إلا لتأكلها كلها، لأنهم امتداد للنفسيات اليهودية والصهيونية والأمريكية، ونحن لا زلنا نعول على دور مصري قادم وبارز في إعادة الأمن والاستقرار في المنطقة. لاحظ الدور الكويتي، هناك ضغوط سعودية كثيرة جدا رغم وجودنا على أرض الكويت، وهي إحدى دول التحالف تأتي قبل يومين أو ثلاثة لتتباهى أنها شنت 3 آلاف غارة ضمن العدوان… إلخ. الذي يتولى كبر هذا التحالف هو النظام السعودي والإماراتي مدعوما بالكيان الصهيوني وأمريكا، أما بقية الدول نحن نقدر الوضع الاقتصادي الذي تعيشه.
الصحيفة: وماذا عن رؤيتكم لبناء علاقة بين حكومة صنعاء وبين حكومة مصر، خاصة في ظل التباين المصري السعودي مؤخراً؟
الصماد: نحن نطمح إلى بناء علاقات متينة وتعزيز العلاقات الحاصلة التي تربط اليمن بمصر، وتعيد مصر إلى دورها الريادي في المنطقة الذي يحاول النظام السعودي أن يتقمصه، ولكن تقمص في خدمة أمريكا، مصر كانت رائدة المنطقة، وكان لها الدور الإقليمي المؤثر في كل قضايا الأمة العربية والإسلامية ونحن نأمل في إعادة هذا الدور، وقد أرسلنا الكثير من الإشارات سواء الأمنية والاستخباراتية وكذلك إطلاق العديد من المعتقلين الذين كانوا لدينا من الأشقاء في مصر، وهناك تراسل بيننا والخارجية المصرية حولهم، ونحن نأمل بإذن الله تعالى أن تتعزز هذه العلاقة، وأن يعود لمصر دورها.
الصحيفة: كيف تقرأون تقدير السعوديين السلبي لموقف مصر ومشاركتها الضعيفة من وجهة نظرهم، خاصة بعد رفضها إرسال قوات برية، وهو ما تسبب في قطع المساعدات السعودية عن مصر؟
الصماد: إذا لم تستفد السعودية من أموالها، أو من مساعداتها سواء الإنسانية أو القروض أوغيرها إذا لم تستفد إلى أقصى حد ممكن فتعتبر ذلك خيانة، من أي بلد سواء مصر أو غيرها، لذلك كان يكفي السعودية من مصر أنها لم تقف مع مظلومية الشعب اليمني بشكل بارز، وكان هذا يكفيها مقابل المساعدات التي تقدمها لمصر، لكن مع ذلك لم تقبل أن تغض مصر الطرف عن إدراج اسمها في التحالف وتستخدم السعودية ثقل مصر الإقليمي والدولي لتمرير عدوانها على اليمن ولن ترضى السعودية عن مصر إطلاقا إلا إذا كانت في مقدمة الصفوف وفي مقدمة الغزو.
الصحيفة: أتمنى من سيادة الرئيس الإجابة بشفافية هنا؛ ما مدى مقبولية التخطيط أو التنبؤ لإمكانية ظهور دور مصري في حل الملف اليمني سواء من خلال استضافة، أو رعاية المفاوضات على غرار الملف السوري مثلا؟
الصماد: نحن نرحب بذلك وقد قبلنا على مضض بالحضور في الكويت رغم تباهيها في المشاركة في العدوان، أما الدور المصري فلا زال أقل حدة من الدور الكويتي وغيره من دول الخليج، كما كنا نشيد بالدور العماني البارز، وطرحنا أن تكون مسقط إحدى الخيارات لاستقبال المفاوضات كنا نطرح كذلك أن تكون مصر؛ السعودية تتخذ موقفا من أي دولة نطرحها نحن كخيارات، وأي دولة ربما لدينا بها علاقات تعتبرها خارج نطاق أي مساومة في وجود القوى السياسية داخلها للمفاوضات، لذلك نحن نرحب بهذا الدور مهما كان ونشد على أيدي النظام المصري والشعب المصري أن يسهموا معنا في تحقيق هذا الشيء حتى لا يبرز دور سلبي لمصر يؤثر على نفسيات الشعب ونفسيات القوى السياسية .
الصحيفة: الصراع في الجنوب بين السعودية والإمارات طفا على السطح وظهر في كتابات متبادلة في الصحافة الرسمية للبلدين، السعودية تتهم الإمارات بأنها تريد فصل الجنوب للإمساك بمصادر الثروة وترك الشمال بؤرة فوضى في خاصرتها، والأخيرة تتهم الأولى بأنها تدعم الإخوان وفرضهم، وترجم ذلك الصراع في اشتباكات في عدن وتعز واغتيالات وغيرها، أنتم في صنعاء سيادة الرئيس.. ماذا يعني لكم ذلك الصراع؟
الصماد: نحن نعتبر أن وجود قوى الغزو والاحتلال بغض النظر عن التباينات بين هذه الدول على التراب اليمني يعتبر بادرة خطيرة جدا.. وهم يحسون بعقدة نقص، هم يجربون الاحتلال ويجربون أن يكونوا دولا عظمى وليسوا أهلا لهذا الشيء؛ هم الآن يتسابقون حتى على الساحل الإفريقي مثلما كانت بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس قبل الحرب العالمية الثانية، وكذلك أمريكا وإسبانيا وغيرها من الدول تتبادر الـ حجز أكبر نفوذ في العالم العربي والإسلامي إلا أن السعودية والإمارات تحاول أن تجرب أم تكون دولا عظمى في أن تحجز لها مقاعد سواعد على الساحل اليمني وداخل الجغرافيا اليمنية أو على الساحل الإفريقي، انظر الصراع والتلميحات بين السعودية وإريتريا لأن اريتريا بدأت تنسق مع الإمارات بشكل كبير، وكل ذلك امتداد لمخطط أمريكي السعودية والإمارات أجبن من أن يخرج جندي واحد من جنودها في أي مهمة خارج السعودية والإمارات لولا أنهم قائمون بالدور الأمريكي.. بدلا من أن أدخل أمريكا في المعركة، أمريكا كانت موجودة في الجنوب قبل العدوان في قاعدة العند.. وبمجرد وصل الجيش واللجان الشعبية خسرت أمريكا هذا النفوذ ثم عادت من جديد بعد الغزو والاحتلال.
الصحيفة: ماهو تأثيره على وضعكم عموما؟ وما مدى صحة القول أنكم تستفيدون منه؟
الصماد: الشعب اليمني مستفيد من أي شقاق أو نزاع، ولكننا لا نراهن على ذلك، بل نراهن على التصدي والمواجهة، على قوة إرادة هذا الشعب في طرد المحتل لأن اليمن لا زالت دولة بكر، ومحط أطماع الكثير من الدول الإقليمية والدولية. هم يحاولون في يوم من الأيام أن يجعلونا كما جعلتهم أمريكا خداما، وأصبحت أمريكا تستلم حصتها من الثروة في الخليج دون أن تخسر جنديا واحدا، أو دون أن تدخل في صراع معهم. هم أيضا يريدون أن يجعلوا اليمنيين خداما لهم لتصل إليهم ما يريدون من خلال احتلال الشعب اليمني وبأقل الخسائر.
الصحيفة: أخيرا سيادة الرئيس، بات واضحا مستوى كارثية الواقع الإنساني في الشمال والجنوب وقصدية التغطية الحقوقية والتعتيم الإعلامي على المأساة الاقتصادية وعلى جرائم السعودية، لكن برغم أننا تجاوزنا 700 يوم منذ بدء العدوان لايزال الواقع الإنساني غير واضح لمعظم الشعوب العربية، ومنها الشعب المصري وإن كان واضحا للنخب المتابعة سياسيا وإعلاميا، ماذا لديكم من ترتيبات لإيصال الصورة الحقيقة للشعوب العربية وشعوب العالم أيضا؟ أم أن ذلك ليس مهما باعتقادكم؟
الصماد: الوضع الإنساني كارثي جدا وتجاوز كل الخطوط الحمراء، هناك الملايين من أبناء الشعب يعيشون حالة من التقشف والمعاناة بشكل كبير جدا لولا أنفة هذا الشعب وعظمته لكانت هذه الحالات كفيلة أن تخرج ما يسمونه ثورة الجياع، لكن كثيرا من أبناء الشعب يدركون أن لدينا خطرا أكبر، البعض يكتفون بوجبة واحدة لا يوجد أسرة في هذا الشعب إلا وفقدت من أقاربها إلا وخسرت سواء فيما يتعلق بمصادر عيشها كان آخرها خطوة نقل البنك المركزي إلى عدن الذي أسهم في إلحاق الضرر بكل فرد في هذا الشعب أكثر من مليون ومئتين وخمسين ألف موظف يعتمدون على الرواتب وكل موظف لديه العشرات يعولهم، استطاع عبدربه منصور هادي وبدعم أمريكي وبريطاني وسعودي وإماراتي أن يتخذ هذه الخطوة لإلحاق أقصى الضرر وليس هناك أي خطوة يقومون بها إلا وتزيد من معاناة الشعب تماما.. هناك عشرات الآلاف من الشهداء، وعشرات الآلاف من الجرحى، وآلاف المدارس المدمرة، الأدوية في المستشفيات وصلت إلى حد النفاد، فقط يعتمد على ما يصل عبر الكثير من التجار تهريب أو غيرها. لذلك نعتبر الوضع الإنساني كارثيا بكل المقاييس، ولكن بقدرة قادر استطاع الإعلام الخليجي، وابن الشيخ أن يسهم بدور كبير في تغطية هذا، مشيدين بالدور الذي يقوم به وكيل مبعوث الأمم المتحدة لشؤون الإنسانية وتقريره الذي أوضح جزءا من الحقيقة مما يحصل وإلا فالمعاناة لا يستطيع الانسان أن يصف حجمها.
الصحيفة: قبل أن نختم معكم هذه الوقفة المهمة التي فتحتم لنا صدركم الرحب.. يشرفنا أن نحمل عبر صحيفتنا البديل المصرية رسائل تودون أن تبعثوا بها سواء للسلطات المصرية أو للشارع المصري، وأيضا للمجتمع الدولي والإقليمي؟
الصماد: رسائل الشعب اليمني باتت واضحة خلال سنتين من العدوان:
بالنسبة للشعب المصري نحن نطمح لأن يكون للأشقاء في مصر دورا بارزا ومؤثرا وقويا في الإسهام لإيقاف هذا العدوان، سواء باستخدام ثقل مصر الإقليمي والدولي، أو من خلال عدم الاستمرار في الزج باسم مصر كغطاء لهذا العدوان وشرعنة للنظام السعودي للاستمرار في عدوانه. وسنولي ثقتنا في الأشقاء في مصر فيما إذا قاموا بهذا الدور، أما بالنسبة للشعب المصري فهو شعب عظيم وشعب عريق، ولا يمكن أن يقبل الضيم إطلاقا، وننصح بأن يكون هناك النظر إلى الوضع اليمني بالعين المستقلة ومن خلال القنوات، ووسائل الإعلام التي تحمل هموم الشعب اليمني وتحمل معاناته بعيدا عن قنوات التضليل والفتنة التي تغطي على هذه الجرائم وسيكون للدور الشعبي المصر أثر حتى على بقية شعوب المنطقة. ونحن لم نسكت في أي يوم من الأيام على مظلومية في هذا الشعب فقد وقفنا مع مظلومية الشعب الفلسطيني والعراقي والسوري والبحريني وكنا نخرج بعشرات الآلاف في الشوارع ونرفع الشعارات المتضامنة مع هذه الشعوب ولا يحق لأحد أن يخذل الشعب اليمني في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة.
وبالنسبة للمجتمع الدولي نقول ألا يكفيكم عامين من التواطؤ.. وأصبح هذا العدوان نقطة سوداء في جبين الأمم المتحدة سقطت معه كل الشعارات الزائفة التي كانوا يتشدقون بها في رعاية حقوق الإنسان في حماية حقوق الطفل التي داسوا على ظهرها في اليمن، وعرفنا أنها كانت شعارات تستخدم لتنفيذ مخططات دول كبرى في هذا العالم، من المهم أن يدركوا أن مسؤوليتهم كبيرة وأن الدور الملقى على عواتقهم كبير جدا. وأن يضعوا حدا لهذه المعاناة ونزيف الدم، وأنه مهما وصل العدوان إليه من القوة والتمترس خلف المواقف الإقليمية والدولية فإن الشعب اليمني صامد وسيستمر في مشواره. ولا سبيل لنا أصلا إلا أن نواصل الصمود حتى يفتح الله بيننا وبين هذا العدوان الظالم .
سبأ