موقع أنصار الله - فلسطين - 12 ذو الحجة 1446هـ
قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن ادعاء العدو الإسرائيلي وروايته بوجود "نفق للمقاومة" أسفل المستشفى الأوروبي جنوبي قطاع غز، مفبركة، وساقطة، ومليئة بالثغرات والادعاءات الملفّقة، ولا تصمد أمام الحد الأدنى من التمحيص والمنطق.
وأشار المكتب في بيان اليوم الأحد، إلى أن العدو يواصل حملته الممنهجة لتضليل الرأي العام وتبرير جرائمه ضد المرافق الصحية، عبر ترويج أكاذيب ساذجة ومكشوفة.
وأضاف أن الفيديو الذي نشره جيش العدو يبدو ركيكًا ومصنوعًا بأسلوب ساذج؛ يظهر فيه أنبوبة حديدية ضيقة لا يتسع قطرها حتى لمرور شخص، ولا تحتوي على سلالم أو تجهيزات، ولا تصلح بأي حال لتكون نفقًا.
وتابع أن هذه المنطقة بالمناسبة هي منطقة تصريف أمطار. بل تشير المعاينة إلى أن العدو هو من قام بحفر الموقع ووضع الأنبوب ثم التقط مشهدًا تمثيليًا قرب قسم الطوارئ في المستشفى، وهو قسم مكتظ بالمرضى والزوار، ما يجعل زعمه أكثر سخفًا.
ولفت إلى أنه لم تكن هذه المرة الأولى التي يختلق فيها العدو روايات زائفة حول المستشفيات؛ فقد سبقتها محاولات فاشلة لتلفيق أكاذيب بشأن مستشفيات الشفاء وناصر وحمد.
وبين أنه في مجمع الشفاء لم يعثر سوى على بئر مياه قديم، وحاول عبثًا تصويره كنفق، لكنه فشل فشلًا ذريعًا، وحتى في مستشفى حمد، روّج لغرفة مياه على أنها نفق، لكن الحقيقة سرعان ما تكشفت، وانفضح زيفه.
وأما في مستشفى ناصر، فعجز تمامًا عن فبركة أي رواية تُبرر جريمته. ولم يتوقف الأمر عند هذه المستشفيات، بل امتد إلى منشآت طبية أخرى قام بتخريبها وتدميرها، بحثًا عن أي ذريعة، دون أن ينجح في إقناع أحد.
ونبه إلى أن الأكثر خطورة هو أن العدو نفسه أعلن سابقًا نيته إسقاط المنظومة الصحية في قطاع غزة، وأقر باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تزن أكثر من 40 طنًا لتدمير البنية التحتية للمستشفى الأوروبي.
وتساءل "كيف تُعرض جثامين سليمة وغير محترقة في موقع يزعم العدو إنه قصفه بهذه الشراسة؟، هذا وحده يكشف الكذب والتمثيل".
وأردف "حتى في تفاصيل الفيديو، يمكن رصد فبركة واضحة: في الثانية 14 ينتقل المشهد فجأة إلى لقطة أخرى مختلفة تمامًا في الثانية 15، مما يدل على قصٍّ ولصقٍ غير احترافي، وعندما طلب صحفيون أجانب النسخة الكاملة للفيديو، رفض العدو ذلك، ما يدل على خوفه من افتضاح التلاعب".
وأشار إلى أن العدو نفسه صرّح في مناسبات سابقة أنه استهدف مقاومين على بُعد أكثر من نصف كيلومتر من المستشفى الأوروبي، وهذه مسافة بعيدة تمامًا عن حرم المستشفى.
وتساءل "فهل يُعقل أن يكون نفقٌ في قلب مؤسسة صحية يعجّ بالحركة اليومية دون أن يلحظه أحد؟".
ووجه المكتب الإعلامي نداءً لأبناء شعبنا الفلسطيني، قائلًا: "لا تنخدعوا بروايات الاحتلال المفبركة، ولا تنجرّوا خلف الشائعات التي يروجها بعض الإعلاميين السطحيين الذين يعتدّون ويستندون بمقاطع الاحتلال ويهاجمون مقاومتنا الباسلة، الحذر مطلوب، والوعي هو خط الدفاع الأول".
وأكد أن هذه الأكاذيب لن تُخفي جريمة العدو الكبرى، لأن استهداف المنظومة الصحية وارتكاب جرائم حرب ممنهجة بحق المدنيين والمرافق المدنية والحيوية.