استشهدت، مساء الاثنين، طفلة جنوبي قطاع غزة نتيجة سوء التغذية بفعل الحصار الإسرائيلي على غزة والعدوان المتواصل منذ أكتوبر 2023.

وقال مصدر في مجمع ناصر الطبي بخانيونس إن الطفلة استشهدت بقسم الأطفال والولادة نتيجة سوء التغذية.

يأتي ذلك في ظل مواصلة العدو الإسرائيلي إغلاق معابر القطاع ومنع إدخال المساعدات وعدم السماح بعبور شاحنات الإغاثة.

وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن أن أكثر من 70 ألف طفل في غزة يواجهون مستويات حادة من سوء التغذية.

 

النظام الصحي على وشك الانهيار

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد حذرت من أن نظام الرعاية الصحية في غزة يوشك على الانهيار التام، في إطار الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بالقطاع منذ أكثر من ام ونصف.

وقالت اللجنة، في بيان صحفي الأحد، إن أغلب المصابين الفلسطينيين في الحوادث الأخيرة في غزة كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة للآلية الأمريكية الإسرائيلية.

وارتفع عدد ضحايا “فخاخ” المساعدات الأمريكية الإسرائيلية المزعومة إلى 125 شهيدًا و736 مصابا و9 مفقودين، منذ 27 مايو/أيار الماضي، بعد استشهاد 13 فلسطينيا وإصابة 153 آخرين في هجومين، الأحد.

ولفتت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت تصاعداً في وتيرة الأعمال العدائية حول المستشفيات القليلة المتبقية التي لا تزال قيد التشغيل بغزة. كما دعت إلى الحفاظ على ما تبقى من مرافق رعاية صحية بالقطاع لتفادي مزيد من الخسائر في الأرواح.

وشددت اللجنة على أن “الطاقم الطبي يواجه تحديا بإنقاذ الأرواح في ظل استمرار تعرضه للرصاص الطائش، ما يعرّض سلامة العاملين بالمجال الطبي والمصابين على حد سواء للخطر، ويهدد استمرارية عمل المستشفى الميداني”.

وأكدت أن “الوتيرة غير المسبوقة لوصول المصابين، الذين يحتاج كثير منهم إلى تدخل فوري، أنهكت الطاقم الطبي واستنزفته”. وخلص “الصليب الأحمر” إلى أن “نظام الرعاية الصحية في غزة يوشك على الانهيار التام”.

 

وفي وقت سابق اليوم، حذرت وزارة الصحة بغزة من أن نقص إمدادات الوقود تدخل ساعات حاسمة قد تتوقف خلالها عمل المستشفيات في القطاع، مبينة أن مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي العربي يتهددهم خطر الخروج عن الخدمة خلال 24 ساعة.

وخلال الأسبوعين الماضيين، اضطر مستشفى الصليب الأحمر الميداني في مدينة رفح إلى تفعيل إجراءات الاستجابة لحوادث الإصابات الجماعية 12 مرة، إثر استقباله أعداداً كبيرة من المصابين بطلقات نارية وشظايا، وفق البيان ذاته.

وأشارت اللجنة إلى أن عدد الحالات التي استقبلها المستشفى خلال هذه الفترة تجاوز 916 حالة، من بينها 41 شخصاً أُعلن عن مقتلهم فور وصولهم.

وبهذا الخصوص، قالت غريس أوسومو، مديرة المستشفى الميداني: “نواصل استقبال أعداد كبيرة من المرضى يومياً، ونضطر إلى وضعهم في أي مكان متاح، بما في ذلك النقالات الموضوعة على الأرض”.

 

بلديات غزة توقف خدماتها

وحذرت بلديات المحافظة الوسطى بقطاع غزة، من توقف خدماتها بشكل كامل خلال الساعات القادمة جراء أزمة الوقود الناجمة عن مواصلة العدو  الإسرائيلي إغلاق المعابر، ما ينذر بحدوث كوارث “صحية وبيئية خطيرة وانتشار للأوبئة والأمراض”.

وقالت البلديات في بيان الأحد، إنها تحذر من “توقف خدماتها الأساسية بشكل كامل خلال الساعات القادمة، بسبب عدم دخول الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي، وآليات جمع وترحيل النفايات، والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وفتح الشوارع”.

وأوضحت البلديات أنها واصلت تقديم خدماتها بالحد الأدنى رغم محدودية الموارد وانقطاع الوقود، لافتة إلى أنها اليوم في حالة “شلل كامل وتوقف تام عن العمل نتيجة رفض إسرائيل إدخال الوقود” إلى مرافقها.

كما حذرت البلديات من كوارث صحية وبيئية خطيرة وانتشار للأوبئة والأمراض نتيجة هذا التوقف، خاصة مع مواصلة إسرائيل منع وصول مياه شركة “ميكروت” إلى القطاع حيث تعد أحد المصادر الرئيسية التي تغذي المنطقة الوسطى وذلك منذ 23 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وفي 29 مايو/ أيار الفائت، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في “إنفوغرافيك”، إن نسبة انخفاض نصيب الفرد اليومي من المياه بغزة بلغت 99 بالمئة نتيجة التدمير الإسرائيلي الواسع للبنى التحتية المائية.

وبحسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، فإن العدو الإسرائيلي دمر 719 بئر مياه وأخرجتها عن الخدمة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما يتسبب بأزمة مياه حادة.

وأشارت البلديات إلى ازدياد خطر حدوث الكوارث البيئية والصحية مع حلول فصل الصيف في وقت تشتد فيه حاجة الفلسطينيين إلى المياه. وطالبت البلديات كافة المنظمات الأممية والدولية والجهات المعنية، بالتدخل العاجل “لتوريد الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه، ومضخات الصرف الصحي، وآليات جمع النفايات، والمعدات الثقيلة، بما يمكن البلديات من استئناف دورها الخدماتي والإنساني”.