وكيل محافظة صنعاء عاصم: التحركات الأوروبية والعربية المناصرة لغزة ثمرة من ثمار التجمهر اليمني الأسبوعي في الساحات.
الباحث والأكاديمي شرف الدين: لا نجاة للأمة الإسلامية والعربية إلا بالعودة الجادة إلى القرآن الكريم وتولي إعلام الهدى.

موقع أنصار الله- محمد المطري

يتجدد الزخم الجماهيري الشعبي الواسع في مئات الساحات اليمنية أسبوعيا دعما للقضية الفلسطينية وانتصارا لمظلوميتها.

ويخرج الملايين من أبناء الشعب اليمني إلى الميادين استجابة لدعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، الذي يؤكد أسبوعيا على ضرورة التظاهرات الشعبية في كل نهاية خطاب حول مستجدات العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والمستجدات الطارئة في المنطقة، معتبرا ذلك الخروج جهادا في سبيل الله.

وتكمن أهمية المسيرات الشعبية الأسبوعية في كونها تعبر عن موقف الشعب اليمني الرافض للمجازر الصهيونية التي يرتكبها بحق أهالي غزة على مرأى ومسمع من العالم أجمع، بالإضافة إلى أنها تؤكد للفلسطينيين أن اليمنيين معهم ولن يتخلوا عنهم مهما بلغت الصعاب.

وفي هذا السياق يفيد وكيل أول محافظة صنعاء حميد عاصم أن الخروج الشعبي المتواصل في الميادين يؤكد ثبات الموقف اليمني المساند لغزة، والذي لا يمكن التراجع عنه وإن عظمت التضحيات.

ويوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن الشعب اليمني يؤكد بخروجه الواسع في الميادين استعداده التام لبذل الغالي والنفيس في سبيل إسناد غزة والانتصار لمظلوميتها التاريخية.

وعلى الرغم من أن الميادين اليمنية تشهد زخما شعبيا واسعاً طيلة الفترة الماضية، غير أن الخروج في مسيرات آخر جمعة التي حملت شعار "مستمرون في نصرة غزة والمقدسات الإسلامية مهما كانت التحديات" كان لافتا ومميزا، كونه أتى بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك، الأمر الذي جعل الكثير يتوقعون حضورا قليلاً، لكن ما حدث يثبت حضور القضية الفلسطينية في وجدان ومشاعر الشعب اليمني.

ومن دلالات التجمهر الشعبي في مسيرات الجمعة أنها أرسلت رسائل التحدي والثبات للعدو الصهيوني الذي يستهدف كل من يساند غزة، أخرها عدوانه الغادر والجبان على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة.

ويرى عاصم أن الخروج الشعبي في أكثر من ألف ساحة مثل صفعة مدوية لكيان العدو الإسرائيلي الذي توهم أن غاراته العدوانية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستجعل اليمنيين يتراجعون في موقفهم المؤازر لغزة خوفا من الاستهداف، فكانت الهتافات الشعبية المنددة بالعدوان والمتضامنة مع الإيرانيين خير شاهد على عنفوان وصلابة الموقف اليمني الراسخ في مساندة القضية الفلسطينية.

وللخروج اليمني المتواصل في الميادين أهمية بالغة في الحفاظ على القضية الفلسطينية وجعلها ضمن أولويات الأمة الإسلامية، الأمر الذي يحبط المخططات الصهيونية التي تهدف لفصل المسلمين عن المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها الأقصى الشريف.

ووفقا للناشط السياسي عاصم فإن استمرار التظاهرات الشعبية اليمنية المناصرة لغزة مثل حافزا كبيرا في تحرك الأحرار في مختلف بلدان العالم، معتبرا مبادرة أسطول الحرية التي حملت شعار "سفينة مادلين" وقافلة الصمود البرية ثمرة من ثمار التحرك الشعبي اليمني المساند لغزة.

ويؤمل من كل الشعوب العربية أن يسهموا في تيسير قوافل الصمود الهادفة لكسر الحصار الصهيوني الجائر على قطاع غزة، لافتا إلى أن التحركات العربية والأوروبية الشعبية المناصرة لغزة تمثل بداية للصحوة العالمية تجاه المظلومية التاريخية لغزة.

ومع تصاعد وتيرة المواجهة بين كيان العدو الإسرائيلي والجمهورية الإسلامية في إيران إزاء تعرض الأخيرة لعدوان صهيوني غادر تسبب في استشهاد عدد من القادة العسكريين والعلماء، يؤكد الشعب اليمني وقوفه مع الشعب الإيراني، ويجدد من ميادين التظاهرات تفويضه المطلق للقيادة الثورية في اتخاذ الإجراءات المناسبة لردع كيان العدو، وإرغامه على وقف البلطجة في المنطقة.

ويلفت عاصم إلى أن الشعب اليمني يدرك تماماً أهمية المعركة التي تخوضها القوات اليمنية في مواجهة العدو الإسرائيلي، مؤكدا أن اليمنيين يعيشون مرحلة النفير العام تحسباً لأي تصعيد من قبل العدو.

ومع استمرار الموقف اليمني في مواجهة كيان العدو الإسرائيلي إسنادا لغزة، وتمكنه من هزيمة أمريكا، وإرغامها على ترك الكيان الصهيوني وحيدا، يندهش العالم من اليمنيين، ويتسألون عن المقومات التي أهلتهم لاتخاذ هذا الموقف الجريء والشجاع والاستثنائي!

وللإجابة على تلك التساؤلات يؤكد الأكاديمي الدكتور علي شرف الدين أن الموقف اليمني المتميز عالمياً في مناصرة القضية الفلسطينية يعود إلى تمسكه بالقرآن الكريم، وتوليه لإعلام الهدى.

وفي حديث خاص لموقع أنصار الله يوضح شرف الدين أن تولي الشعب اليمني للسيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله واستجابته المثلى لتوجيهاته أسهمت في تحقيق الحرية والاستقلال لليمنيين، وأخرجتهم من العباءة الغربية.

 ويشير إلى أن أحرار العالم العربي والإسلامي بدأوا في استيعاب المشروع القرآني بعد مشاهدتهم الانتصار اليمني التاريخي على الولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من فارق الإمكانيات الواسعة بين القوتين، لافتا إلى أنه لا نجاة للشعوب العربية والإسلامية إلا بالعودة الجادة إلى القرآن الكريم، والتولي الخالص لأعلام الهدى.

ويعتبر شرف الدين الانتماء إلى المشروع القرآني حصانة للمسلمين وفوزاً لهم في الدنيا والآخرة، موضحا أنه كما كان الإمام علي عليه السلام شاهدا على عظمة الدين الإسلامي في الماضي، ها هو حفيده السيد القائد شاهد معاصر على عظمة الدين الإسلامي، وذلك بمواجهته أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل.

ويذكر أن المنهج القرآني استطاع صناعة نموذج مشرف للأمة الإسلامية، وإخراجها من التيه والذل والهوان الذي وقعت فيه منذ تخليها عن القرآن الكريم، وركونها على الظالمين والطغاة.

وفي حين يحاول المشروع القرآني استنهاض الأمة الإسلامية وإعادتها لدورها الحقيقي المناط بها المتمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يسعى اليهود وحلفاؤهم في تدجين الأمة الإسلامية وحرفها عن مسارها الحقيقي، وذلك من خلال تغذية الصراعات فيما بينها.

وعلى الرغم من أساليب التدجين والإغواء والحرب الناعمة التي يخوضها الأعداء ضد الأمة الإسلامية، إلا أن تحرك المشروع القرآني وانتشاره الواسع كفيل بالتغلب على تلك الأساليب وإجهاضها، لتبقى راية الدين الإسلامي عالية، وتتحقق مصاديق قوله تعالى ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).