|| صحافة ||

الإعلام ميدان حرب، وحين يشتدّ وطيس المعركة العسكرية، يصبح هذا الميدان أرض قتال بامتياز. وإن كان العدوّ قد تمرّس سنين في استخدام سلاح الإعلام في حربه المتواصلة علينا. بردت ساحات المعركة أو اشتعلت، فإن مشهد الإعلام في إيران وهو يخوض حرب الدفاع عن الأمّة جمعاء يختصر بسلاسة ووضوح دور الإعلام المقاوم والمحارب من أجل الحقّ.

بالتكامل مع العمليات العسكرية والضربات التي توجّهها الجمهورية الإسلامية في إيران إلى الكيان المؤقت في فلسطين المحتلّة، يقوم الإعلام الإيراني الرسمي بعمل دؤوب على مختلف المستويات.

على المستوى التعبويّ مثلًا، يبثّ الإعلام الإيراني وعلى مدار الساعة المواد الإخبارية التي ترفع من عزيمة الشعب ومن مقدرته على فهم المرحلة وتحمّل صعوباتها.. بالتزامن مع رفع الجداريات في مختلف مناطق ومدن إيران والتي تؤكّد حقيقةً أنّ المعركة القائمة هي معركة كلّ إيراني مهما كان توجهه السياسي. وفي الوقت نفسه، يعمل الإعلام على إشراك كلّ مواطن في المعركة، فيدعو الكلّ إلى التبليغ عن أي "شبهة" يراها ولا سيّما في ما يتعلّق بالشاحنات والآليات التي قد تحمل مسيّرات أو ذخائر معادية، دسّها العدوّ عبر عملاء له بهدف تنفيذ عمليات أمنية عدوانية من داخل الجمهورية.

أما على المستوى الإخباري، فيرتكز الخبر الرسمي المتعلّق بالوعد الصادق ٣ على الخطابات والتصريحات الرسمية الصادرة عن آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، أو عن رئيس الجمهورية السيد مسعود بزشكيان، وكذلك عن المتحدثين والمسؤولين الإيرانيين المعنيين مباشرة بالمعركة، وعلى البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة ولا سيّما الجيش والحرس الثوري، وصياغة هذه البيانات تقوم على إبلاغ الشعب بمجريات المعركة وما تقوم به الدولة دفاعًا عن سيادتها وأرضها وشعبها.

على المستوى المهنيّ، والذي يقوم أولًا على المصداقية، يختصر مشهد الإعلامية الاستشهادية في التلفزيون الإيراني سحر إمامي حكاية الإعلام الإيراني: فبعد أن قام الصهاينة بالتهديد بقصف مبنى التلفزيون، رفض العديد من العاملين فيه ومنهم سحر مغادرته، تعبيرًا عن التزامهم الوطني الصادق وانتمائهم المتين لأرضهم وقضية شعبهم الذي يواجه العدوان بكل صلابة. واصلت الإعلامية إمامي تغطيتها على الشاشة حتى لحظة القصف الذي شوهد بالمباشر، توقّفت لدقائق ثمّ ظهرت على البث المباشر وقد اُستعيد بسرعة قياسية، لتواصل عملها الإعلاميّ المحارب. مشهد الصمود والتحدّي والثبات هذا يشكّل الآن مشهدية ستحكيها الأجيال عن دور الإعلاميين في الحرب.

في الحرب، الإعلام ليس مجرّد منصة تنقل الخبر، بل ميدان قتال، ينخرط فيه المؤمنون بقضيّتهم والمنتمون حقًا إلى أمّتهم من الذين يمتلكون الأدوات الإعلامية والقادرين على لعب دور فعال فيها. يحاربون الدعاية الموجّهة ضدّهم بشجاعة وجسارة وصدق، يرفعون من الروح المعنوية لمشاهديهم ولشعبهم، يكذّبون كلّ أضاليل العدوّ ويصنعون مع قيادتهم النّصر العظيم.

 

العهد الاخباري: ليلى عماشا