موقع أنصار الله - متابعات – 11 محرم 1447هـ
شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن تفلّت العدو الصهيوني من العقاب، يعزّز من ارتكابه المزيد من المجازر وإشعال الحروب في المنطقة.
واتهم وزير الخارجية الإيراني، كلّاً من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بتنفيذ «عدوان عسكري إرهابي» ضد بلاده، موضحاً أن هذه الهجمات تمثّل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ولمعاهدة عدم الانتشار النووي (NPT). وأكد أن «إيران، دون أدنى شك، ستواصل في المستقبل الدفاع عن نفسها بكل قوة في وجه أي اعتداء».
وجاءت تصريحات عراقجي خلال كلمته في قمة دول «بريكس» السابعة عشرة المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، حيث شدد على أن ما تعرضت له الجمهورية الإسلامية هو «هجوم منظم يستهدف البنى التحتية، والعلماء، والمنشآت النووية السلمية».
وقال عراقجي إن «الهجوم الإسرائيلي على إيران، في الساعات الأولى من يوم الجمعة 13 حزيران، شكّل جريمة موصوفة، حيث استُهدفت مناطق سكنية وقواعد عسكرية واغتيل قادة عسكريون وجنود، إضافة إلى عدد من الأساتذة والعلماء المدنيين».
وأكد أن «هذه الغارات استهدفت منشآت نووية خاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومراكز لإنتاج الوقود، إلى جانب منشآت خدمية وبنى تحتية مدنية».
وأضاف: «من المؤسف أن المجتمع الدولي عجز، خلال العامين الماضيين، عن اتخاذ خطوات فعالة لوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المجاورة. والواقع أن هذا العدوان على إيران هو نتيجة مباشرة للحصانة المطلقة التي توفرها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية للكيان الإسرائيلي، مما شجعه على ارتكاب كل هذه الجرائم».
وأشار عراقجي إلى أن «الولايات المتحدة انخرطت مباشرة في العدوان لاحقاً، من خلال قصف المنشآت النووية السلمية، ما يفضح تورّطها الكامل إلى جانب إسرائيل»، مضيفاً أن «هذا التدخّل لا يترك مجالاً للشكّ في طبيعة المشاركة الأميركية في العدوان، ويفضح زيف شعاراتها حول القانون الدولي».
وإذ رأى أن هذا الاعتداء يمثّل «انتهاكاً فاضحاً للمادة الثانية، الفقرة الرابعة، من ميثاق الأمم المتحدة»، أشار عراقجي إلى أن «أكثر من ستة آلاف مدني سقطوا بين شهيد وجريح، في ظل دمار واسع طال البنى التحتية والمنشآت المدنية».
وتوقّف وزير الخارجية الإيراني عند الأثر الدبلوماسي للهجوم، مؤكداً أنه «وجّه ضربة قاتلة للدبلوماسية، ولسيادة القانون، ولمنظومة عدم الانتشار النووي»، مشيراً إلى أن «إيران التزمت، طيلة سنوات، ببنود اتفاق 2015، وخضعت منشآتها النووية لأعلى درجات الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وتابع: «رغم ذلك، شُنّت علينا حرب عدوانية من قِبل نظامين يمتلكان أسلحة نووية، وبدعم صامت من دولتين نوويتين أخريين على الأقل من أعضاء مجلس الأمن».
وشدّد عراقجي على أن «عاشوراء كانت وستبقى مصدر إلهام لصمود الشعب الإيراني في وجه الظلم والاستكبار»، داعياً المجتمع الدولي إلى «التأمل في عواقب الإفلات من العقاب الذي يتمتع به الكيان الصهيوني في ممارساته الاحتلالية والإباديّة في فلسطين والمنطقة».
وفي 13 يونيو/ حزيران الجاري، شن العدو الصهيوني بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 935 شهيدا و5 آلاف و332 مصابا، وفق وزارة الصحة الإيرانية.
وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية الصهيونية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 29 قتيلا و3 آلاف و345 جريحا، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.
ومع رد إيران الصاروخي ضد الكيان الصهيوني وتكبيده خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران، مدعية “نهاية” برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة “العديد” العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين طهران والكيان الصهيوني.