موقع أنصار الله - الحديدة – 28 محرم 1447هـ
عقد بمحافظة الحديدة اليوم الأربعاء ، لقاء موسع لعلماء وخطباء المحافظة تحت شعار "لا عذر للجميع أمام الله في نصرة غزة ومواجهة المخططات الصهيوأمريكية"، نظمه قطاع الإرشاد والأوقاف ووحدة العلماء بالمحافظة.
تناول اللقاء الذي حضره محافظ المحافظة عبدالله عطيفي، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، ووكيل المحافظة لشؤون الثقافة والإعلام علي قشر، ووكيل المحافظة علي الكباري، ومسؤول قطاع الإرشاد عبدالرحمن الورفي، جهود العلماء والخطباء في التعبئة ومواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي، وتوحيد الصف في معركة الأمة مع أعدائها.
وفي كلمة الضيوف، اعتبر الشيخ صالح الخولاني، ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من حصار وتجويع وقتل ممنهج، وصمة عار في جبين الأمة.. مشيرا إلى المواقف الرمادية والصمت المتواطئ يمثلان خيانة لله ولرسوله ولدماء الأطفال والنساء في غزة.
وأكد أن العدو الصهيوني والأمريكي يستهدف الإسلام كدين، ولا يفرق بين فلسطيني ويمني، ما يجعل من نصرة القضية الفلسطينية واجبا دينيا لا يسقط بالتقادم أو العجز.
وأوضح أن اليمنيين معنيون بتجديد موقفهم من هذه القضية المصيرية، من خلال تفعيل كل أدوات النصرة، سواء بالدعاء، أو التعبئة، أو الإعلام، أو السلاح.. مشيرا إلى أن ما يحدث اليوم في فلسطين كفيل بإيقاظ ضمير الأمة واستنهاض عزائمها من جدي.
ونوه الشيخ الخولاني بالمواقف العملية التي يجسدها أبناء اليمن، لا سيما في الجبهات وساحات الوعي والتعبئة.
ودعا العلماء إلى أخذ زمام المبادرة في تحريك الشارع، وحث الأمة على التحرك الفعال والمؤثر.. وقال" إن منبر المسجد هو المنبر الأقوى الذي يجب أن يصدح بالحق في وجه الطغاة، وأن الأمة بحاجة إلى خطباء يوقظون فيها الغيرة والعقيدة والكرامة".
من جهته، أشار عضو لجنة الإفتاء بالمحافظة الشيخ صالح العتمي، إلى أن ما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة وتدمير لا يمكن تبريره أو التغاضي عنه.. داعيا كل من يملك ذرة إيمان إلى الوقوف الصادق مع أهل غزة.
وبين أن الواجب الديني يحتم على الجميع إعلان النفير التعبوي والعملي، وليس الاكتفاء بالشجب والاستنكار.
وأوضح أن الأمة إذا أرادت النصر فعليها أن تعود إلى أصل دينها، وتتمسك بوحدة صفها، وتقطع كل حبال الولاء للأنظمة المتصهينة، وتستعيد وعيها بقضيتها الأولى التي يحاول الأعداء طمسها منذ عقود.. لافتا إلى أن الصراع مع الكيان الصهيوني هو صراع وجود ولا يمكن أن تغلق هذه الصفحة دون سقوط الكيان وزوال الاحتلال.
ودعا الشيخ العتمي إلى استمرار العمليات العسكرية في البحر الأحمر وضد المنشآت الصهيونية.. مؤكدا أن ذلك هو الرد الحقيقي على الحصار والإبادة، وهو جزء من التكليف الشرعي والواجب الإيماني، مطالبا العلماء في كل قطر إسلامي بالتحرك الجاد نحو نصرة فلسطين بكل ما أوتوا من وسائل وقوة.
من جانبه تحدث الشيخ محمد عامو عن أهمية الموقف الشعبي والرسمي في اليمن.. مؤكدا أن صمود غزة اليوم هو امتداد لصمود محور المقاومة، وأن ما يحدث فيها يمثل امتحانا حقيقيا لكل مسلم يدّعي الغيرة على الدين والعقيدة.
وأشار إلى أن الغارات والصواريخ التي تنهال على رؤوس المدنيين لا تفرق بين طفل وعجوز، وأن الجرائم ترتكب بغطاء دولي وصمت عالمي.
وأوضح أن من واجب العلماء أن يكونوا صوت المظلوم، ولسان المكلوم، ودرعا يحمي وعي الأمة من التزييف والتضليل.. مؤكدا أن المسجد الأقصى بحاجة اليوم إلى من يدافع عنه بالفعل، لا بالكلام، وأن النصرة واجبة بكل الصور، والتخاذل اليوم يعني الإسهام في استمرار المجازر.
وأشاد الشيخ عامو بدور الجيش اليمني والقيادة الثورية في التصدي للعدو ومناصرة فلسطين، واعتبر الضربات العسكرية اليمنية شرفا لكل يمني، ويجب أن تتواصل وتتسع.
بدوره، شدد مسؤول وحدة العلماء والمتعلمين بالمحافظة الشيخ علي صومل، على أن اللحظة التاريخية الراهنة تستوجب وحدة الكلمة والصف، والعمل المشترك بين جميع أطياف الأمة، بعيدًا عن الحزبيات والانقسامات.. لافتا إلى أن نصرة فلسطين توحد الجميع على مائدة القرآن والجهاد، وأن على الجميع أن يتركوا الخلافات جانبا ويتجهوا نحو ميدان المعركة الحقيقي.
وأشار إلى أن العلماء في اليمن يشكلون قدوة للمواقف الثابتة والمبدئية.. مبينا أن الصراع في فلسطين ليس شأناً محلياً بل معركة أمة، تتطلب تلاحما كاملاً بين الشعوب والقيادات والنخب.
وأشاد بما يصدر من مواقف جادة ومشرفة من الشعب اليمني في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي.
ودعا صومل إلى تحويل المساجد والمدارس والمراكز الثقافية إلى محاضن تعبئة دائمة.. لافتا إلى أن على كل من يقف على منبر أن يستشعر مسؤولية الكلمة، وأن يتعامل مع نصرة غزة كفرض عين في هذه المرحلة، لا كخيار تطوعي.
وصدر عن اللقاء الموسع بيان ختامي تلاه مفتي زبيد الشيخ عبدالرحمن الأهدل، اعتبر ما يجري في غزة من قصف وتجويع وحصار خانق، جريمة كبرى، تتطلب من الأمة أن تتحرك بكل طاقتها نصرة للمظلومين.. مؤكدا أن ما يرتكبه العدو الصهيوني الأمريكي هو إعلان حرب على الإسلام.
ودعا البيان إلى النفير العام في صفوف الأمة، ومواصلة تجهيز المقاتلين، وإسناد جبهات المقاومة في فلسطين واليمن، وإعادة تفعيل دور العلماء والخطباء في تحشيد الشعوب نحو الموقف الواجب.. مؤكدا أن من لم يتحرك اليوم فقد خذل دينه وتنكر لطريق الهداية.
وشدد على دور العلماء في الدعوة الواسعة إلى إدخال الغذاء والماء والدواء إلى أبناء قطاع غزة، ورفع الصوت عاليا في وجه الأنظمة المتخاذلة، واستنهاض الشعوب المسلمة، انطلاقا من قول الله تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر).
كما دعا البيان كل علماء الأمة الإسلامية على القيام بمسؤولياتهم وواجبهم الديني في تبيين الموقف الشرعي الواجب على المسلمين أنظمة وشعوبا وجيوشا في مواجهة المخططات الصهيو أمريكية، والوقوف الموحد خلف فصائل المقاومة، وتزويدها بالسلاح والمال والغطاء الشعبي والشرعي.. مؤكدا أن من يمنع عنها الدعم أو يضيّق عليها، فهو خائن للأمة.
وأكد العلماء في بيانهم أن من يرى ويسمع ما يحدث في غزة وفلسطين، ثم يسكت، فإنه شريك في الجريمة.. مشيرين إلى حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من رضي بفعل قوم فهو منهم"، مؤكدين أن الرضا عن الإثم بمثابة فعله.
وشدد البيان على أن مواجهة التطبيع، ورفض المشاريع الأمريكية، ونبذ الثقافة المستوردة التي تمجد العدو، هي من ثوابت الدين، ومن واجبات المرحلة.. مطالبا الشعوب بعدم الركون إلى إعلام التضليل والتخذيل.
وبارك علماء محافظة الحديدة الموقف الايماني المشرف للشعب اليمني وقيادته وقواته المسلحة المساند لغزة والمتضامن مع المظلومين في الأمة.. مشيدين بالحضور المليوني الأسبوعي للشعب اليمني، مؤكدين على ضرورة الاستمرار فيه باعتباره جهادا في سبيل الله.
وحيا العلماء والخطباء ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية من عمليات عسكرية إسنادا للشعب الفلسطيني المظلوم وما حققته في فرض حصار بحري شامل على ميناء أم الرشراش.. مؤكدين أن هذه الضربات تمثل شرفا لكل يمني ووساما على صدر كل مجاهد، مطالبين باستمرارها وإغلاق كل المنافذ البحرية للعدو.
حضر اللقاء نائب رئيس جامعة دار العلوم الشرعية الشيخ الدكتور علي عضابي، ممثلا عن أهل التصوف، ورئيس جماعة التبليغ الشيخ علي بكر، ورئيس جماعة أهل السنة الشيخ عبدالرحمن الوصابي، ومسؤول جماعة السلفيين الشيخ عبدالرحمن العبدلي، ومسؤول الصوفية بالجمهورية الشيخ رضوان المحيا.