موقع أنصار الله - متابعات – 3 صفر 1447هـ

سلّط تقرير نُشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية" الضوء على الأثمان النفسية الباهظة التي بدأت تتكشف في صفوف الجنود "الإسرائيليين"، نتيجة الحرب المستمرة التي لا تلوح نهايتها في الأفق. وقد أشار التقرير إلى انتشار واسع للضرر النفسي بين الجنود النظاميين وجنود الاحتياط، رجالًا ونساءً، ممن تعرضوا لتجارب قاسية يصعب على النفس البشرية استيعابها، حتى بعد مرور الوقت.

ووفق الصحيفة، فإنّ البيانات الجديدة من "جيش" العدو الصهيوني حول عدد الجنود الذين يعانون من أزمة نفسية ويتلقون العلاج في طريقهم للاعتراف بهم كحالات ما بعد الصدمة، تكشف عن صورة قاتمة تزداد سوءًا مع مرور الوقت منذ 7 تشرين الأول 2023. المعطيات حصلت عليها حركة حرية المعلومات من الجيش، ووصلت إلى "يديعوت أحرونوت"، لكن الصورة الكاملة من شعبة إعادة التأهيل في وزارة الحرب تظهر أرقامًا أكثر خطورة، تحطّم الأرقام القياسية في الأمراض النفسية بين الجنود، وحسب كل التوقعات من الجهات المهنية، فإن الأسوأ لا يزال أمامنا، تقول "يديعوت أحرونوت".

وبحسب تقديرات حديثة لشعبة إعادة التأهيل في وزارة الحرب، فإنّه بحلول سنة 2028، أي في غضون أقل من عامين ونصف، ستعالج الشعبة وستعترف بما لا يقل عن 100 ألف جريح ومعاق من جنود "جيش" العدو الصهيوني، ما لا يقل عن نصفهم سيعانون أيضًا من إعاقات نفسية. هؤلاء المصابون هم من جميع الحروب الصهيونية، ولكن معظمهم، وفقًا للوضع الحالي، أصيبوا نفسيًا جراء هجوم حماس على الكيان الصهيوني الغاصب في 7 تشرين الأول، والأشهر الطويلة من الحرب التي تلت ذلك.

وتابعت الصحيفة "حتى المدة الأخيرة، رُبط تقدير "100 ألف معاق من الحرب" بتوقعات وزارة "الأمن" (الحرب) لغاية سنة 2030. لكن في الأشهر الأخيرة، بدأت أعداد الجنود الذين يعانون من أزمة نفسية ويطلبون المساعدة في الارتفاع بعشرات النسب. حركة حرية المعلومات تقدمت بطلب إلى "جيش" العدو الصهيوني وحصلت على بيانات محدثة حول الجنود الذين يعانون من أعراض ما بعد الصدمة وإصابات نفسية. منذ بداية الحرب، يواجه أكثر من عشرة آلاف جندي ردود فعل نفسية وما بعد الصدمة ويتلقون العلاج في وزارة "الأمن" (الحرب). حتى اليوم، تم الاعتراف بـ 3,769 جنديًا من هؤلاء كحالات ما بعد الصدمة".

ووفق الصحيفة، فإنّ "بيانات سنة 2024 تشير إلى رقم قياسي سلبي في عدد المقاتلين الذين أصيبوا بأعراض ما بعد الصدمة. حوالى 1,600 جندي تم الاعتراف بهم كحالات ما بعد الصدمة خلال سنة 2024، بالإضافة إلى حوالى 9,000 جندي، أغلبهم من الجنود القتاليين، الذين طلبوا الاعتراف بهم في السنة الماضية وهم في مرحلة الإجراءات. إذا أضفنا إلى ذلك بيانات سنة 2023 والبيانات التي تم جمعها حتى الآن هذا العام، فإن الأرقام تصل إلى 3,769 جنديًا، وهي أرقام مذهلة".

وقد أفادوا في "جيش" العدو الصهيوني بأن 9,000 جندي فقط في عام 2024، الذين هم في مراحل الاعتراف، طلبوا الاعتراف بإصابة نفسية قد تظهر على شكل قلق، صعوبة في التكيف، أعراض ما بعد الصدمة أو اكتئاب"، وفق "يديعوت أحرونوت" التي أكّدت أنّ " أغلب الجنود الذين تم الاعتراف بهم في السنة الماضية، وعددهم 1,600، هم رجال (1,512 جنديًا)، إلى جانب 88 جندية تم الاعتراف بهنّ كحالات ما بعد الصدمة، من بينهم 693 جنديًا في الخدمة الإلزامية، أي جنود شباب أصيبوا بأعراض ما بعد الصدمة بسبب الحرب، و144 جنديًا في الخدمة الدائمة، و184 في الاحتياط، بالإضافة إلى حوالى 500 جندي من فئات أخرى في الجيش، مثل الجنود الذين بدأوا العملية في خدمتهم ومن ثم تم تسريحهم".