أكثر من 300مليون دولار حجم الخسائر التي لحقت بميناءي الحديدة والمخا جراء غارات العدوان
موقع أنصار الله || صحافة محلية || عبدالرحمن واصل / الثورة نت
■ موانئ البحر الأحمر تعرضت لتدمير شامل وممنهج واستهدفت البنية الفوقية والتحتية والرافعات الجسرية الخاصة بتداول الحاويات “
■ ميناء الحديدة يمتثل للمنظومة الدولية لأمن الموانئ وجميع السفن الواصلة تخضع لإجراءات رقابية صارمة من الأمم المتحدة
قال القبطان محمد ابوبكر إسحاق الرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ البحر الأحمر إن البيانات الأولية للخسائر الناجمة عن العدوان المباشر بالقصف والتدمير على ميناءي الحديدة والمخا تقدر بـ 300مليون دولار، فيما هناك خسائر أخرى ناجمة عن الحصار وفقدان النشاط تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
وأشار إسحاق في حديث لـ”الثورة الاقتصادي” إلى أن ميناء الحديدة يواجه العديد من العراقيل والصعوبات لإعادته إلى الخدمة عقب استهدافه المتكرر من قبل طيران تحالف العدوان بالإضافة إلى استهداف الرافعات الجسرية التي تم تدميرها كاملة واستهداف الغرف الزجاجية التي كان يطل من خلالها عامل الرافعة على المياه الزرقاء لميناء الحديدة والتي تعتبر أهم إدارة للعمليات التشغيلية بالميناء والتي تقوم بتداول الحاويات.
لافتا إلى أن ما تعرض له ميناء الحديدة في أغسطس 2015م كان بمثابة عملية تدمير شامل للبنية الأساسية التحتية للميناء الأمر الذي أدى إلى انعكاسات سلبية وتأثير مباشر في انخفاض وتقليص حجم الإيرادات السنوية المتحصلة بشكل كبير ومؤثر.
حدثنا عن أهمية ميناء الحديدة وعن الدور الاقتصادي والموقع الجغرافي؟
– ميناء الحديدة ..يعد عصب الاقتصاد اليمني وأحد أهم مصادر الدخل القومي في الوطن والذي من خلاله يتم رفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة .. يستمد ميناء الحديدة أهميته من خلال موقعه الجغرافي الذي يتوسط المحافظات الشمالية والوسطى ذات الكثافة السكانية العالية والتي تصل نسبتها إلى ما يقارب الـ 70 % من الحجم الإجمالي لسكان الجمهورية اليمنية وهذا الموقع ألقى على عاتقه حمل ومسؤولية توفير كل ما يحتاجه المواطن اليمني في هذه المحافظات من مواد غذائية وإعمارية وغيرها من متطلبات الدواء والكساء، ومع بداية العدوان وما ترتب عليه من استهداف وتدمير كلي وجزئي للعديد من الموانئ على البحر الأحمر وغلق للمنافذ البرية والجوية وصعوبة التواصل مع المناطق الجنوبية لاشك انه قد أضاف أعباء أخرى على ميناء الحديدة ، ومع ذلك فهو ومن منطلق المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه وما تحتمه طبيعة عمله فقد ظل وسيظل يعمل بكافة إمكانياته المتاحة لتقديم خدماته واستقبال السفن الغذائية والدوائية لتوفير الحد الأدنى من احتياجات المواطن اليمني في هذا الجانب.
العاصمة صنعاء واليمن بأسره يتابعون بقلق ما يجري من أحداث في ميناء الحديدة .. نريد أن نوضح لهم ما يحصل في ميناء الحديدة وحجم الأضرار التي لحقت به؟
– كنا قد حذرنا في السابق وقبل العدوان الغاشم من أن ما يشهده ميناء الحديدة من قصور وإهمال متواصل لبنيته التحتية ولأكثر من ربع قرن من الزمان وعدم مواكبته لما يجري من تطورات سريعة ومتلاحقة على مستوى الموانئ وعلى مستوى النقل البحري سوف يؤدي وبلا ادنى شك إلى خروجه عن الجاهزية وما يعنيه ذلك من كارثة اقتصادية قد تحل باليمن عموماً وبالمحافظات الشمالية والوسطى ذات الكثافة السكانية العالية على وجه الخصوص ، فما بالكم بما سيكون عليه الحال بعد ما تعرض له هذا الميناء وغيره من موانئ المؤسسة الأخرى من عدوان مباشر استهدف بنيته التحتية من (منشآت وآليات ومعدات) وغيرها ، وما نتجت عنه من مشاكل وصعوبات مالية وتشغيلية إضافة للأسف إلى أعباء جديدة على الأعباء السابقة ناهيك عن ما يتعرض له هذا الميناء من حصار بحري جائر وتهديد مستمر ومتواصل للإجهاز على ما تبقى منه .
لماذا ميناء الحديدة بالذات؟
– عندما تتحدث عن ميناء الحديدة فانت تتحدث عن قضية حياة تتحدث عن الشريان الرئيسي الذي يصل من خلاله المواد الغذائية والدوائية وحتى المساعدات الإنسانية والمشتقات النفطية .. ابسط مقومات الحياة الطبيعية .
الاثار المترتبة على الاقتصاد الوطني بشكل عام في حال توقف ميناء الحديدة؟
– في ظل الأوضاع الطبيعية نستطيع أن نتحدث عن الآثار المترتبة على الاقتصاد الوطني بشكل عام إذا ما تم إيقاف ميناء الحديدة ولا شك أنها ستكون هناك آثار كارثية على الاقتصاد الوطني، ولكن ما يهمنا الآن هنا وكما اشرنا سابقا هو الدور الإنساني البحت الذي يمثله هذا الميناء في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة والقاهرة التي يمر بها الوطن بعد إغلاق وتدمير جميع المنافذ البرية والجوية ومن خلال ما يتم استقباله بين الحين والآخر من مواد غذائية ودوائية ومشتقات نفطية وخاصة بعد استهداف وتدمير محطة الحاويات التي تعتمد عليها المؤسسة في تحصيل اكثر من 70% من إيراداتها السنوية وما ترتب عليها من انعكاسات سلبية في تدني وتدهور الاقتصاد الوطني .
خسارة بملايين الدولارات
كم تبلغ خسائر استهداف ميناء الحديدة وبقية الموانئ الأخرى التابعة لمؤسسة موانئ البحر الأحمر؟
– خسائر استهداف الموانئ التابعة لمؤسسة موانئ البحر الأحمر والمتمثلة بميناءي الحديدة والمخا تفوق الـ300مليون دولار وذلك بحسب ما تم رفعه من تقارير أولية متعلقة بحصر وتقييم الأضرار الناتجة عن العدوان والحصار ، مع العلم أن هناك عملية تحديث دورية ومستمرة للأضرار والخسائر طالما استمر العدوان والحصار .
ما تأثير استهداف الرافعات الجسرية بتلك الدقة وإعاقة عملها؟
– ما تعرض له ميناء الحديدة في أغسطس 2015م كان بمثابة عملية تدمير شامل وممنهج استهدفت البنية الفوقية والبنية التحتية للميناء حيث تم قصف الرافعات الجسرية ( الكرينات الخاصة بتداول الحاويات ) كما تم قصف وتدمير الهناجر والمستودعات الخاصة بمعدات المناولة الأرضية للحاويات من حاضنات وقواطر وغيرها .. حتى المستودعات الخاصة ببرنامج الغذاء العالمي لم تسلم من القصف والتدمير .. وقد ترتب على ذلك للأسف خروج محطة الحاويات عن الخدمة بالكامل وبشكل نهائي ومع خروجها فقد الميناء اكثر من 60 % من إجمالي قدرته التشغيلية ، وهذا بالتأكيد كانت له انعكاساته السلبية وتأثيره المباشر في انخفاض وتقليص حجم الإيرادات السنوية المتحصلة بشكل كبير ومؤثر..
كم تكلف إعادة تشغيل الرافعات الجسرية؟
– الرافعات الجسرية كما اشرنا في السابق تم تدميرها بالكامل وفقا لما حددته الشركة الفاحصة في تقريرها النهائي وما تم اعتماده وتوقيعه في محاضر الجهات الفنية المختصة بالمؤسسة حول عملية الإزالة وعملية الإحلال سوف تكلف ما يقارب الـ30مليون يورو ولعدد اربع رافعات جسرية فقط .
هل صحيح أن العدوان يمنع دخول قطع غيار إصلاح الكرينات إلى الميناء؟، لماذا برأيكم؟ وما تأثير ذلك في عمليات التفريغ للواردات من مواد غذائية وغيرها؟
– قوى تحالف العدوان للأسف أعدت قائمة أو لائحة بالمنع تضم اكثر من (400) صنف يأتي من ضمنها قطع الغيار عموما فهناك على سبيل المثال ستة رؤوس قاطرة لنقل الحاويات بقوة (50) طناً للرأس القاطر نوع (مافي) كانت المؤسسة قد تعاقدت على شرائها وتوريدها في بداية العام 2014م وكان من المفترض أن تصل إلى المؤسسة منذ فترة طويلة إلا أن تحالف العدوان ما زال يصر على منعها من الدخول .
هناك أيضا أربعة كرينات متحركة قدمتها الأمم المتحدة ممثلة بمنظمة الغذاء العالمية كمنحة ومساعدة منها لميناء الحديدة تقديرا منها لما تعاني منه آليات ومعدات مناولة البضائع العامة والمختلطة من قصور ووصولها لحد الإهلاك إلا أن تحالف العدوان اصر أيضا على منعها من الدخول .
ولا شك أن وجود مثل تلك الأليات والمعدات سوف يكون له الأثر الإيجابي في التسريع بعمليات التفريغ والحد من طول فترات انتظار السفن في الأرصفة والغاطس.
هل طالبت إدارة الميناء الأمم المتحدة بتحييد ميناء الحديدة بعيدا عن الصراع في اليمن؟
– تقدمت قيادة المؤسسة ببيان إدانة عقب ما تم نشره وتداوله في المواقع الإلكترونية التابعة لدول تحالف العدوان من ترويج عن استخدام ميناء الحديدة كقاعدة انطلاق للعمليات الارهابية، موضحين فيه ما يقوم به ميناء الحديدة من دور انساني بحت في خدمة السواد الاعظم من الشعب اليمني بالرغم مما يعانيه من حظر بحري جائر واجراءات تفتيش صارمة ودقيقة لجميع السفن التي ترتاد الميناء .
كما توجهنا بالعديد من الخطابات والمناشدات الى الأمم المتحدة وجميع المنظمات الحقوقية والانسانية العاملة فيها وجميع منظمات المجتمع المدني وطالبناهم ببذل المزيد من الجهود ولعب دور أكثر فعالية وان لا يقفوا موقف المتفرج على شعب يباد ويشتد التضييق والخناق عليه من جميع النواحي ، والأمم المتحدة لديها مكتب خاص بها في ميناء الحديدة يباشره موظفون تابعون للأمم المتحدة وهناك الكثير من التعاون والتنسيق من خلال ما تمنحه المؤسسة من أولوية استقبال سفن المواد الإغاثية وسرعة تفريغها وتوزيعها .
ما الدعوة التي تريد أن توجهها لقيادة العدوان كون ميناء الحديدة ليس له صلة بالصراعات الدائرة؟
– دعوتنا ورسالتنا ليست الى قيادة العدوان او المجتمع الدولي فقط .. وانما لكل من لديه ضمير انساني حي .. ان يراعي الدور الانساني البحت الذي يحمله ميناء الحديدة على عاتقه في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة والقاهرة التي يمر بها الوطن حيث اصبح هذا الميناء الرئة والمتنفس الوحيد المتبقي للمواطن اليمني بعد إغلاق وتدمير جميع المنافذ البرية والجوية ومن خلال ما يتم استقباله بين الحين والآخر من مواد غذائية ودوائية ومشتقات نفطية .
ونعيد التأكيد للجميع أن ميناء الحديدة لا يمثل أي تهديد لأحد واننا كقيادة عليا للمؤسسة أخذنا على عاتقنا تحييد موانئ المؤسسة عن أي صراعات وانها تمتثل تماما للمنظومة الدولية لأمن الموانئ (ISPS) وان جميع السفن المرتادة إلى ميناء الحديدة وغيرها تخضع لإجراءات رقابية صارمة من الأمم المتحدة (UNVIM) .