أحمد داود| أنصار الله:

ظهر رئيس "الهيئة العليا للتجمّع اليمني للإصلاح" الخائن محمد عبد الله اليدومي الجمعة في كلمة متلفزة بمناسبة مرور 35 عاماً على ذكرى تأسيس الحزب، متناولاً الكثير من المواضيع والقضايا ذات الصلة بالشأن اليمني.

لم يترك اليدومي هذه المناسبة دون توجيه سهامه صوب أحرار اليمن، الذين يقفون بكل شموخ مع فلسطين، ويسطرون أروع الأمثلة في التضحية والفداء إلى درجة أن قيادات حماس يصفون أنصار الله بـ«إخوان الصدق» نتيجة لهذه المواقف العظيمة.

ويسوّق الخائن اليدومي تهمًا عديدة لأنصار الله وللقيادة في صنعاء، من أبرزها أن العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر تهدد الملاحة الدولية ومصالح اليمن، وهو خطاب يتوافق مع الخطاب الإعلامي للحزب، الذي يردّد باستمرار على مدى ما يقارب عامين بأن عمليات اليمن المساندة لفلسطين وغزة ليست سوى "مسرحية".

ونكرّر هنا التساؤل الذي يطرحه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله ويرعاه – في خطابه يوم الخميس: هل منع الملاحة البحرية عن العدو الإسرائيلي مسرحيات، وهل يمكن أن تكون في هذا الموقف مسرحيات أو مزح أو مغالطات؟

ويؤكد السيد القائد: "نحن في موقف راقٍ ومتقدّم جداً، من أكبر وأعلى مستوى في المواقف.. هذا ليس فيه مجال للمسرحيات، هذا موقف صادق وجاد، وقوي، ومؤثر، ويشطب على العدو واحدًا من أكبر خطوطه الحمراء".

ويضيف أن القصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة إلى عمق فلسطين المحتلّة ضد العدو الإسرائيلي، هذا موقف لا مجال فيه للمسرحيات؛ إنما للجد، وبفضل الله وبـتوفيقه شعبنا في الموقف الصادق والجاد والعظيم، وفي مستوى عالٍ، وبسقفٍ عالٍ جدًا في موقفه.

وإذا كان الخائن اليدومي لا يرى ولا يسمع ولا يعي ما يجري من حوله من أحداث، فإن العدو الأمريكي والصهيوني يدركان جيدًا المخاطر الكبيرة للجبهة اليمنية عليهما، والتحليلات في وسائل الإعلام التابعة لهما لا تتوقّف عن الحديث عن تأثير العمليات اليمنية في مساندة غزة، ومطار اللد (بن غوريون) في يافا المحتلّة، ومطار رامون يشهدان على قوة وتأثير وفاعليّة العمليات اليمنية.

وعلى سبيل المثال تقول صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير سابق لها: «الحوثيون أثبتوا أنهم خصم صعب المراس بشكل مدهش، إذ اشتبكوا في أعنف معارك تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.. والمسؤولون الأمريكيون يعكفون الآن على تحليل ذلك».

وأدت العمليات اليمنية في البحر الأحمر إلى تعطيل ميناء أم الرشراش، الذي يطلق عليه العدو تسمية «إيلات»، وتكبيد الصهاينة خسائر مالية كبيرة؛ لأن هذا الميناء هو بوابة كيان العدو إلى آسيا وأفريقيا عبر البحر الأحمر. إضافة إلى ذلك، فإن العمليات اليمنية في عمق مغتصبات العدو في فلسطين المحتلّة تتجاوز الأثر المباشر للصهاينة المغتصبين؛ فبمجرّد إطلاق صافرات الإنذار يؤدي ذلك إلى شلل الحياة في الداخل الصهيوني، حيث يتجه السكان إلى الملاجئ، وتتوقّف الحياة العامة، لا سيما في منطقة «غوش دان».. فهل يعي هذا زعيم الإصلاح اليدومي؟

الميدان متاح للجميع لنصرة غزة

ويذهب الخائن اليدومي ليدغدغ مشاعر أنصاره المخدوعين به، ليسرد لهم تأكيداته بأن «الحوثيين» — بحسب وصفه — يستغلّون القضية الفلسطينية لخداع البسطاء والمتحمّسين.

 وهنا نقول له: ما الذي يمنعكم من ممارسة هذا الدور، وقطع الطريق أمام أنصار الله؟ الميدان متاح أمامكم.. استغلّوا القضية الفلسطينية، واخرجوا إلى الساحات في مأرب ومناطق سيطرتكم، وستجدون البسطاء والمتحمّسين كما تزعمون إلى جانبكم.

ويثار تساؤل كبير: لماذا ينزعج اليدومي وحزبه من مساندة اليمن -بقيادة أنصار الله- لغزة، وهي مظلومية يجب أن يساندها الجميع، وخاصة أن سكان القطاع يتعرّضون لأبشع حرب إبادة جماعية وتجويع وتعطيش لا مثيل له في التاريخ المعاصر؟

ويتضح من خلال صمت الأنظمة العربية والخليجية تجاه ما يحدث في غزة مدى أهمية الموقف اليمني وقوته وتأثيره، فالعدوان الصهيوني الأمريكي الغربي على غزة يجبر الكثيرين على بلع ألسنتهم والالتزام بالصمت والتواطؤ مع العدو ضد المجاهدين في فلسطين، وهذا ما دفع السعودية -على سبيل المثال- إلى الرقص وتبنّي مسابقة الكلاب بدل اتخاذ مواقف عملية جادة لوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة، وموقف حزب الإصلاح واضح وجلي ومتناغم مع المواقف السعودية والإماراتية تجاه القضية الفلسطينية.

وينطلق اليمنيون من موقفهم المساند لغزة باعتبار أن الكل مستهدف كما يقول السيد القائد، وهو موقف ضروري لنكون في موقف العز والمنعة والشرف والكرامة، وأن نبني أنفسنا لنكون أقوى، في عصرٍ لن يجديك فيه إلا أن تكون قويًا؛ قويًا بإيمانك، قويًا في معنوياتك، قويًا في إرادتك، قويًا في أن تبني نفسك بكل وسائل القوّة.

ويؤكد السيد القائد أننا «عندما نقدّم التضحيات في إطار الموقف الحق، لا يعني ذلك أن الآخرين من حولنا في كل هذا العالم العربي والإسلامي سيكونون في حالة سلام واطمئنان، فالكل مستهدف في هذه المنطقة، والكل مستنزف؛ يستنزفون في صراعات وفي مواقف كثير منها لخدمة الإسرائيلي والأمريكي. فما نقدّمه من تضحيات هي أقل بكثير مما يمكن أن يلحق بنا من خسائر لو كنا في خيار آخر وفي اتجاه آخر، ومن استنزاف لو كانت خياراتنا أخرى». فهل يعي ذلك اليدومي أم أنه يفضل التغافل؟.