جهاز الإحصاء في ذكرى «يوم الأرض»: العدو الصهيوني يستغل 85 % من أراضي فلسطين التاريخية

موقع أنصار الله  || أخبار عربية ودولية ||أعلن جهاز الإحصاء الفلسطيني، ضمن أرقام أوردها عشية ذكرى يوم الأرض الذي يصادف اليوم الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85% من مساحة «فلسطين التاريخية»، وأنه لم يبق للفلسطينيين سوى 15% من مساحة الأراضي فقط، في حين بلغت نسبة السكان الفلسطينيين 48 % من إجمالي سكان «فلسطين التاريخية»، في الوقت الذي شرعت فيه العديد من الجهات بتنظيم فعاليات إحياء لهذا اليوم.

 

واستعرضت علا عوض، رئيسة جهاز الإحصاء، في تقرير مطول لها بهذه الذكرى الأرقام والإحصائيات الخاصة بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال، وذكرت أن 40 % من مساحة الضفة الغربية تم تحويلها لأراضي دولة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه بعد الاحتلال “الإسرائيلي” للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، قامت سلطات الاحتلال بنقل ملكية الأراضي التي كانت تديرها السلطات الأردنية والأراضي المسجلة بأنها «أراضي دولة» منذ العهد العثماني إليها، وقامت بتجميد عمليات تسجيل الأراضي للفلسطينيين، وألغت جميع التسجيلات غير المكتملة.

 

وأوضحت أن “إسرائيل” بذلك حرمت السكان الفلسطينيين من حق التصرف في ملكية أراضيهم.

 

واستعرضت وضع مدينة القدس، حيث تستمر عمليات الاحتلال بهدم المباني الفلسطينية، مع مواصلة ووضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، في ظل قيام الاحتلال بالمصادقة على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في المستعمرات “الإسرائيلية” المقامة على أراضي المدينة.

 

وذكرت في التقرير الذي جاء في ذكرى «يوم الأرض» أن سلطات الاحتلال قامت خلال 2016 بهدم نحو 309 مبان تشتمل على مساكن ومنشآت تجارية وصناعية وزراعية.

 

يشار إلى أن الفلسطينيين يحيون في 30 مارس/ آذار من كل عام، ذكرى يوم الأرض وهو اليوم الذي خرجت فيه مسيرات جماهيرية حاشدة في المناطق المحتلة عام 1948، ردا على قرار سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب، وذلك في عام 1976، حيث أسفرت المواجهات وقتها مع قوات الاحتلال عن استشهاد ستة فلسطينيين. ومنذ ذلك اليوم وهذا اليوم ذكرى لتخليد وتجسيد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه.

 

وحسب التقرير الجديد فإن 48 % من مساحة المستعمرات “الإسرائيلية” مقامة على أراض ذات ملكية خاصة للفلسطينيين، حيث بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية “الإسرائيلية” في 2015 في الضفة الغربية 413 موقعاً منها 150 مستعمرة و119 بؤرة استعمارية.

 

وذكرت عوض أن سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” واصلت سياسة التطهير العرقي بحق المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية من خلال سياسة هدم المنازل والمنشآت بهدف اقتلاع المواطنين من أراضيهم.

 

وأوضحت أنه منذ بداية 2016 تم هدم وتدمير حوالى 1,023 منزلاً ومنشأة في مختلف مناطق الضفة الغربية، وأن هذه العمليات أدت إلى تشريد أكثر من 1,620 مواطنا فلسطينيا نصفهم من الأطفال.

 

وتطرقت في التقرير إلى الحصار المستمر على قطاع غزة. وذكرت أنه على الرغم من صغر مساحة قطاع غزة أقام الاحتلال الإسرائيلي «منطقة عازلة» على طول الشريط الحدودي، وهو يسيطر عملياً على حوالى 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم²، الذي يعتبر من أكثر المناطق ازدحاما وكثافة للسكان في العالم.

 

وفي ذكرى «يوم الأرض» يحيي الفلسطينيون العديد من الفعاليات، التي تؤكد تمسكهم بأراضيهم المحتلة، من ضمنها فعاليات ثقافية وفنية، وأخرى لها علاقة بالأرض من خلال زارعة العديد من الأشجار خاصة في المناطق المهددة بالمصادرة.

 

وفي هذا السياق أحيت بلدية خان يونس جنوب قطاع غزة هذه الذكرى من خلال زراعة 50 دونماً في المتنزه الإقليمي الواقع جنوب غرب المدينة بمشاركة الطلبة من مديرية التربية والتعليم.

 

وقالت إن الفعالية تأتي في إطار ترسيخ هذه الذكرى في نفوس الأجيال والمحافظة على الجذور الوطنية والتمسك بالأرض والهوية.

 

وأكد المهندس يحيى الأسطل رئيس بلدية خان يونس، خلال الفعالية، أن ذكرى يوم الأرض تعد بمثابة يوم وطني كبير كونه يربط الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي 48 والشتات كشعب واحد.

 

وبين أن إحياء فعالية يوم الأرض جاء لـ «التذكير بتضحيات الشهداء الذين سقطوا من أجل العزة والكرامة، وأن تبقى فلسطين عربية وإسلامية»، داعيا إلى «نبذ سياسة التنازل والتفريط بالحقوق، وإلى وجوب تحرير كل فلسطين».

 

وفي سياق فعاليات إحياء الذكرى، التي يمر عليها 41 عاما، في إطار التصدي للمحاولات الإسرائيلية الهادفة لطمس الهوية وسرقة الأراضي الفلسطينية، أطلق شبان فلسطينيون حملة للتغريد على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم «# يوم الأرض».

 

ومن المقرر أن تبدأ حملة التغريد مساء اليوم الخميس بالتوقيت المحلي لمدينة القدس.

 

وأعلن في هذا الإطار العديد من المؤسسات الأهلية عن إقامة معارض صور وتراث تجسد الواقع الفلسطيني وتؤكد التمسك بالأرض المحتلة.

 

ونظمت جمعية الثقافة والفكر الحر مهرجانا في قاعة مركز الشوا الثقافي حمل عنوان «أرضنا هويتنا».

 

وقدمت خلال المهرجان 150 طفلة من مدارس عدة في القطاع كورالا موسيقيا بعنوان «مين إلي قال نسينا الأرض».

 

إلى ذلك أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، تيسير خال، أن يوم الأرض الخالد أعطى لفلسطين هويتها الحقيقية إلى الأبد، وجسد من خلاله المعاناة والتضحيات الجسام.

 

وقال في بيان أصدره بهذه المناسبة أن إحياء الذكرى الواحدة والأربعين ليوم الأرض هو مناسبة ليس فقط للوقوف أمام الدلالات التاريخية العميقة لأحداث الثلاثين من آذار «بقدر ما هو مناسبة لاستنهاض الطاقات والهمم وشحذ أدوات النضال في معركة الدفاع عن الأرض، وفي معركة الشعب الفلسطيني في جميع مناطق وجوده، بما في ذلك شعبنا المرابط في الجليل والمثلث والنقب في مواجهة سياسات حكومات إسرائيل العدوانية التوسعية والتصدي لمشاريع التهويد والاستيطان ولسياسات التمييز العنصري».

 

وأكد على حق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال وبناء دولته الوطنية المستقلة على جميع الأراضي المحتلة في عدوان حزيران/يونيو 1967 وعلى حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها بالقوة العسكرية.

 

وطالب كذلك الدكتور أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي في ذكرى يوم الأرض، بـ «تحشيد موقف عربي وإسلامي فاعل، لإحباط الهجمة الصهيونية ضد الأرض والشعب والمقدسات».

 

المصدر: وكالة القدس للأنباء

قد يعجبك ايضا