تطوير بدائل طبيعية للمضادات الحيوية
موقع أنصار الله || صحة وطب || رغم التطور العلمي الكبير الذي وصل إليه العلماء في مجال الأدوية والعقاقير إلا أن الحاجة لا تزال قائمة لايجاد المزيد من الأدوية وخصوصاً المضادات الحيوية الجديدة في تركيبتها ومصادرها وذلك بسبب التأقلم والتكيف المستمر الذي بات يوجد لدى بعض البكتيريا والفيروسات في مواجهة هذه المضادات، الأمر الذي ينذر بخطر كبير على صحة البشر.
ومن المعروف علمياً أن مقاومة المضادات الحيوية هي سمة طبيعية في النظم الإيكولوجية الميكروبية المتنوعة، لذا ومع مرور الوقت تطورت دراسة مقاومة المضادات الحيوية من التركيز على كائنات حية محددة مسببة للأمراض إلى ثقافة محورية لدراسة مقاومة المضادات الحيوية من قبل البكتيريا المسببة للأمراض على مستوى المجتمعات الميكروبية بشكل عام.
وفي هذا الاطار تمكن جمع من العلماء السويديين والدنماركيين من التوصل لتركيبة طبيعية جديدة يمكنها الحلول مكان الكثير من المضادات الطبيعية وأن تلعب نفس دورها أيضاً.
وقال القيمون على هذه الدراسة من جامعة تشالمرز السويدية وحسب ما نشرته مجلة nature microbiolog: “الجميع يعلم أهمية اكتشاف البنسلين، والأثر الذي تركه هذا الاكتشاف في عالم الطب، وتعود أهمية هذا الاكتشاف كون المصدر الذي استخرج منه الدواء، مصدر طبيعي، وهو الفطريات.. لقد بينت أبحاثنا الأخيرة أن 9 أنواع من فطر البنلسيليوم لديها خواص ومكونات لم تكن معروفة من قبل، تلك المكونات يمكن استخدامها لاستخراج مضادات حيوية ومواد مضادة للسرطانات”.
وأضافوا: “أن الأبحاث التي قاموا بها مؤخرا على 24 نوعاً من الفطريات بينت أن معظمها قادرة على إنتاج مواد نشطة بيولوجياً، ومواد يمكن استخدامها كمضادات حيوية. وهذه المواد هي نفسها المواد التي تستخدمها الفطريات لحماية نفسها من مسببات الأمراض في الطبيعة.”
والجدير بالذكر أن الثورة العلمية في عالم المضادات الحيوية بدأت عندما استطاع العلماء من استخلاص البنسلينات من بعض الفطريات، الأمر الذي شكل انتقالة نوعية في هذا المجال، وقبل ذلك كان الفضل للعالم الاسكوتلندي الكسندر فيلمنغ الذي يعتبر أول من لاحظ مقاومة هذه المادة للبكتيريا وذلك في عام 1928.
وجاء بعد ذلك كل من ارنست تشين وهوارد فلوري ليكثفوا ابحاث الكسندر ويعملوا على عزل جزيء البنيسيلين والعمل على تركيزه وتطويره بعد الكسندر بعشر سنوات لينالوا مكافأة على جهودهم هذه تمثلت بجائزة نوبل للطب في عام 1945.
المصدر : الوقت التحليلي