ها قد حانت اللحظة التي طالما خشيتها العواصم الكبرى:
مضيق هرمز على شفا الإغلاق، ومضيق باب المندب بات ساحةَ نيران مفتوحة أمام السفن الأمريكية والإسرائيلية.
التحذيرات تحوَّلت إلى قرارات، والتهديدات إلى عمليات، والعالم أمام زلزال جيوسياسي لم يشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية.
طوفان ردع جديد..
تقوده طهران وصنعاء
إيران، الدولة التي بَنَت عقيدتها الأمنية على الردع الاستراتيجي، لوّحت اليوم بإغلاق مضيق هرمز؛
لا كتصرّف انفعالي، بل كقرار محسوب في توقيت بالغ الحساسية.
في الجهة الأُخرى من خارطة التوازن، أعلنت أنصار الله في اليمن بدء استهداف مباشر للسفن الأمريكية والإسرائيلية في باب المندب، كخطوة "طبيعية" في معركة مفتوحة لن تنتهي إلا برفع الظلم عن فلسطين والمنطقة.
رسالة بلا مواربة:
إما وقف العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وغزة..
أو شلل العالم
لقد تغيّرت قواعد الاشتباك، ولم تعد المقاومة تكتفي بردود فعل رمزية.
اليوم، النيران تطال شرايين التجارة والطاقة العالمية، والعالم بدأ يدفع الثمن الحقيقي لحماقة إسرائيل وصلف واشنطن.
> من يستهين بدماء الأطفال في غزة، عليه أن يُعِدّ العدة لمواجهة أزمات نفط، وانهيارات اقتصادية، وسفن عالقة في الظلام.
المضايق ليست مُجَـرّد معابر بحرية..
إنها مفاتيح توازنات كبرى
مضيق هرمز ليس مُجَـرّد ممر مائي، بل هو ورقة استراتيجية تمسك بها طهران، قادرة على شل صادرات النفط من الخليج بالكامل.
باب المندب، الذي يحرسه اليمن المقاوم، هو الرئة البحرية للبحر الأحمر، وأي اضطراب فيه يعني خنق قناة السويس
وخطوط الملاحة من آسيا إلى أُورُوبا.
اليوم، الشرق الأوسط يقبض على نبض الاقتصاد العالمي، ويعيد رسم معادلة الأمن الدولي.
الحقائق تتكلم.. والسفن ترتجف
أكثر من 40 % من ناقلات النفط العالمية بدأت تغيير مساراتها بعيدًا عن هرمز وباب المندب.
شركات التأمين البحري رفعت تكاليف التأمين على السفن بمعدلات جنونية.
الأسواق ترتجف، وأسعار الطاقة بدأت رحلة الصعود نحو مستويات غير مسبوقة.
الأسئلة التي يجب أن تُطرح اليوم في واشنطن وتل أبيب:
هل كان قتل الأطفال في غزة يستحق إدخَال العالم في متاهة اقتصادية؟
هل كانت غطرسة القوة تبرّر استفزاز إيران واليمن ولبنان وسوريا في آنٍ واحد؟
والأهم: هل كنتم تظنون أن شعوبنا ستبقى صامتة إلى الأبد؟
كفى عبثًا..
فلن تمروا.
من يعتقد أن بإمْكَانه ضرب دول وشعوب بأحدث الأسلحة، ثم يمرّ بسفنه عبر مضائقنا بأمان، يعيش في وهم كبير.
لقد انتهى زمن التهديد الأحادي، وبدأ زمن التوازن بالقوة.
اليوم، لم تعد المضايق مُجَـرّد جغرافيا..
بل صارت منصات للكرامة والسيادة.
ولمن لا يفهم لغة المقاومة...
انتظروا القادم، فالبحار لم تعد صامتة.