في ظل التصاعد الخطير للمخطّطات الأمريكية الصهيونية ضد اليمن، بات من الضروري أن يتحَرّك الشعب اليمني بكافة مكوناته، قيادة وشعبًا، بوعي عالٍ واستعداد دائم لمواجهة هذه التحديات. العدوّ لا ينام، ولا يتوقف عن العمل ليلَ نهارَ؛ بهَدفِ النيلِ من السيادة، وتمزيق الجبهة الداخلية، واستهداف القيادات الوطنية كما فعل في دولٍ أُخرى وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
محاضرات السيد القائد: بُوصلة الوعي والنجاة
من أبرز ما يميز الحالة اليمنية في هذه المرحلة أن لها قيادة قرآنية حكيمة وشجاعة، متمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يقدّم في محاضراته الأسبوعية كُـلّ خميس، تحليلًا عميقًا ومباشرًا لما يخطط له العدوّ.
هذه المحاضرات ليست مُجَـرّد خطابات بل هي وثائق استراتيجية، أمنية، وثقافية، تكشف مكائد الأعداء، وتضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بالحرب الناعمة، والأدوات الاستخباراتية، ومحاولات الاختراق السياسي والاقتصادي والثقافي.
واجبنا الوطني والإيماني أن نتعامل مع هذه المحاضرات بجدية قصوى، وأن تتحول إلى برامج عملية داخل المؤسّسات، والمعسكرات، والإعلام، والوعي الشعبي.
أدوات العدو: اختراق ناعم وعميل داخلي
العدوّ يعمل بأساليبَ غير تقليدية تعتمد على:
زرع خلايا تجسسية داخل البلاد، خُصُوصًا في مفاصل الدولة ومؤسّسات الإعلام والمال والتعليم.
حرب إعلامية ونفسية تهدف إلى بث الشك وزعزعة الثقة.
محاولات اغتيال وتخريب ممنهج تستهدف القيادات الوطنية والعسكرية والعلمية.
وكما حصل في إيران من اغتيالات وتفجيرات وتجنيد العملاء، فَــإنَّ العدوّ يسعى لتكرار ذلك في اليمن، مستغلًا الغفلة أَو التساهل في التعامل مع بعض الملفات الحساسة.
الدروس من إيران: الأمن لا يُؤمَّن بالصدفة
إيران قدّمت درسًا مهمًّا في حماية نفسها من الانهيار، عبر:
- كشف الشبكات الصهيونية داخل البلاد وإعدام كبار العملاء.
- تطوير أجهزتها الأمنية والاستخباراتية بصورة تكنولوجية عالية.
- بناء منظومة توعية شعبيّة ضد الاختراق.
- ربط الأمن القومي بالقضية الفلسطينية والموقف المبدئي من الاستكبار.
هذه التجربة تستحقُّ أن تُدرَّسَ في مؤسّساتنا الأمنية والتعليمية، وأن تُترجَمَ إلى إجراءات داخلية فاعلة في اليمن.
الضرب بيد من حديد: لا تساهل مع العملاء
كل من يتورَّطُ أَو يتعاوَنُ أَو يتسترُ على مشروع استخباراتي معادٍ، سواءً مع الموساد أَو مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية أَو البريطانية، يجب أن يُحاسب بأقصى درجات الردع، حفاظًا على أمن الوطن وسيادته ودماء الشهداء.
ولا بد من:
تفعيل الأمن الوقائي في كُـلّ القطاعات.
نشر الوعي المجتمعي عن أساليب العدوّ وأدواته.
الاستفادة من محاضرات السيد القائد كمنهجية كشف واستباق.
الوقوف مع غزة: شرف لا مساومة فيه
ندرك أن موقفنا الثابت مع غزة ومع المقاومة الفلسطينية هو ما يُغيظ العدوّ، ويجعل اليمن هدفًا لحملاته الخبيثة. لكننا أَيْـضًا نؤمن أن:
"الثمن الذي ندفعه في سبيل الحق، أقل بكثير من الثمن الذي سندفعه إن خذلنا الحق".
من وقف مع غزة، فَــإنَّ الله معه، ومن خانها فقد خسر نفسه وتاريخه.
على درب الوعي والجهوزية:
لن يُفلح العدوّ في اختراق اليمن ما دام الشعب واعيًا، وقيادته صادقة، ومحاضرات السيد القائد تُتخذ كوثائق توجيه واستبصار، لا ككلام عابر.
"وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (آل عمران: 139).
الحذر، الحسم، والارتباط الصادق بالله، كفيلٌ بأن يجعلَ اليمن عصيًّا على المؤامرات، حصينًا من الاختراق، ماضيًا في طريق العزة والنصر.