موقع أنصار الله ||مقالات ||مراد شايع

نتابع ونشاهد ما يجري في الساحة العربية والإسلامية من أحداث جسيمة، خُصُوصًا ما يتعرض له قطاع غزة من قتل وتدمير وتجويع وتعطيش وتشريد بكافة الوسائل الوحشية. ولا غرابة فيما يفعله اليهود بحق أبناء الإسلام في غزة، فذلك يتوافق مع معتقداتهم الباطلة وطبيعتهم العدوانية.

لكن الغرابة الكبرى، التي أصبحت للأسف حالةً سائدةً في المجتمعين العربي والإسلامي، هي حالة السكوت والجمود التي تسيطر على أبناء الأُمَّــة، رغم تمسكهم بظاهر كتاب الله القرآن الكريم. فالقرآن كله حركة وعمل، ويحمل أوامر شديدة وغليظة بالعداء لأعداء الله وأعداء الإسلام والمسلمين.

إن الشعوب العربية والإسلامية اليوم في حالة جمود وسكون شبه كلي عما يحدث في غزة، وهو سكوت مخزٍ وعارٌ كبيرٌ عليها وعلى الإنسانية جمعاء. وكل ما وصلت إليه الأُمَّــة من جمود وتخاذل هو نتيجة انحراف عظيم حدث في صفوفها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وما زالت الأُمَّــة إلى اليوم تعاني من تبعات ذلك الانحراف الذي تسبب فيه بعض المحسوبين على الإسلام والمسلمين.

واليوم، عندما سُلّمت ولاية أمر الأُمَّــة إلى من ليس جديرًا بها، نشاهد اليهود يفعلون ما يفعلون بحق الأبرياء في غزة وفلسطين، وليس لشعوب الأُمَّــة أدنى موقف تجاه ذلك. هذا يعود إلى أن ولاية أمرها سُلّمت لمن دجّنوا الشعوب لأعدائها، دجّنوها لليهود الذين ضُربت عليهم الذلة والمسكنة.

وعندما سُلّمت ولاية الأمر في اليمن لرجل من آل بيت رسول الله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، أصبحنا نشاهد حراكًا كَبيرًا وواسعًا لنصرة المستضعفين في كُـلّ الأرض.

فولاية الأمر هي ولاية هداية، تقود الأُمَّــة وتخرجها من الظلمات إلى النور، وليست مُجَـرّد قيادة وإدارة لأعمالها الإدارية والمالية. الولاية الحقيقية هي التي تقود الأُمَّــة إلى ما فيه نجاتها في الدنيا والآخرة، إنها ولاية هداية.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.