في ذكراها.. “البنيان المرصوص” بداية طريق معركة التحرير
موقع أنصار الله || أخبار عربية ودولية ||يوافق اليوم الجمعة 7-7 الذكرى السنوية الثالثة لمعركة البنيان المرصوص، والتي أطلق عليها الكيان الصهيوني اسم عملية “الجرف الصامد”، والتي شنها العدو الصهيوني صيف عام 2014 على قطاع غزة واستمرت لـ (51) يوماً، وكانت أطول الحروب التي شنت على قطاع غزة.
فقبل ثلاثة أعوام، وفي السابع من يوليو لعام 2014 بدأ الكيان الصهيوني حربه الثالثة على قطاع غزة، حربٌ تصاعدت فيها حمم النار في كل شبر من القطاع وطالت البشر والحجر والشجر؛ عبر استمرارها بقصف القطاع جوًا وبحرًا وبرًا بالصواريخ والقذائف المختلفة والمحرمة دولياً، وإبادة سكان وأحياء بأكملها، كما استهدف الاحتلال منازل جماعية لعائلات فلسطينية، وقتل العشرات من ساكنيها دفعة واحدة، كما حدث مع عائلة كوارع والغنام وعائلة البطش والأغا وأبو جامع والحاج والأسطل والنجار ووالشيخ عيد وغيرهم؛ إلّا أنه ورغم ما جرى بقي متحزماً بالألغام وما كفَّ ينفجر عزةً وكرامةً في وجه عدو نازي أراد إغراقه في بحر من الدماء، وتمخض عنها استشهاد أكثر من 2100 شهيد، وجرح أكثر من 10 آلاف آخرين جلهم من النساء والأطفال، فضلاً عن تدمير ألاف المنازل.
في معركة البنيان المرصوص تميزت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة في أدائها وقدرتها على إيلام العدو عبر تنفيذ العديد من العمليات النوعية، وقد حققت المقاومة الفلسطينية في مقدمتها سرايا القدس، انجازات عسكرية تاريخية باستهدافها مدنا صهيونية تقع في عمق الكيان (تل أبيب)، كما استهدفت القدس المحتلة ونتانيا ومفاعل ديمونا ومفاعل ناحال تسوراك ومطار بن غوريون وغيرها لأول مرة، واستطاعت المقاومة أيضاً أن تهدد سلاح الجو الصهيوني، وسلاح البحرية بشكل محدود، إلى جانب تمكن المقاومة للمرة الأولى من ممارسة الحرب النفسية على جيش الاحتلال ومستوطنيه بصورة ذكية فاجأت العدو والعالم واستطاعت اختراق هواتف الجنود الصهاينة وبث رسائل تهديد لهم في حال فكروا الدخول برياً لقطاع غزة.
وأدارت المقاومة الفلسطينية المواجهة مع الاحتلال بثبات واستطاعت أن تتحكم بسير المعركة بطريقة أربكت العدو، وشكلت عنصر المفاجأة عاملاً أساسياً في ضرب معنويات الجبهة الداخلية للعدو.
حصاد المعركة
سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بدورها أعلنت عن دك حصون المحتل خلال “معركة البنيان المرصوص” الجهادية بـ3249 صاروخ وقذيفة، من بينها صواريخ براق 100 وبراق 70 وفجر 5 وجراد وقدس وقذائف هاون وصواريخ 107 وC8k وكورنيت ومالوتكا، في المقابل اعترف العدو الذي لا يزال يتكتم على حقيقة خسائره، بمقتل 32 جندياً وضابطاً صهيونياً، وإصابة العشرات، عدا عن إصابة العشرات من المستوطنين الصهاينة الذين وصفت جراحهم بين المتوسطة والخطيرة، إلى جانب تضرر العديد من المباني والممتلكات الصهيونية بصورة شبه كاملة بمدينة تل الربيع “تل أبيب” والقدس ونتانيا، وتوقف حركة الطيران في المطارات الصهيونية، حيث قدرت الخسائر السياحية والاقتصادية الصهيونية بمئات ملايين الدولارات.
أما على مستوى التصدي للعملية البرية التي شهدتها الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، فتمكنت سرايا القدس من استهداف العديد من الآليات العسكرية والقوات الخاصة بصاروخي كورنيت ، و4 صواريخ من طراز مالوتكا وعشرات العبوات الناسفة، وقذائف الـ RPG وتنفيذ عدة عمليات قنص واشتباكات وكمائن.
في حين زفت سرايا القدس إلى علياء المجد والخلود 135 من خيرة مجاهديها وقادتها الميامين الذين ارتقوا في عمليات استهداف صهيونية منفصلة في قطاع غزة، وأبرزهم الشهيد القائد صلاح أبو حسنين عضو المجلس العسكري ومسئول الإعلام الحربي في قطاع غزة، والشهيد القائد دانيال منصور عضو المجلس العسكري وقائد سرايا القدس بلواء الشمال.
وقد اعترف العدو الصهيوني بعد هذه العمليات بمقتل 32 جنديا وإصابة العشرات، حيث اعترف بمقتل جندي صهيوني بالقصف الذي استهدف موقع ايرز بالهاون بتاريخ 16/7، ومستوطن بعسقلان جراء قصفها بصواريخ جراد بتاريخ 17/7، وجندي بقصف كيسوفيم بتاريخ 19/7، وجندي في عملية تفجير آلية شمال بيت حانون بتاريخ 20/7، و4 جنود في كمين شرق خان يونس بتاريخ 23/7، وجندي بقصف تجمع للآليات شرق رفح بتاريخ 24/7، و4 جنود في كمين شرق حي الشجاعية بتاريخ 24/7، وجندي اثر استهداف آلية بصاروخ موجه شرق الوسطى بتاريخ 25/7، وجندي جراء قصف اشكول بقذائف الهاون وصواريخ الـ 107 بتاريخ 27/7، و 6 جنود في قصف آخر استهداف اشكول بتاريخ 29/7 ، ومقتل 3 جنود بتفجير منزل تحصنت به قوة خاصة شرق خان يونس بتاريخ 30/7، و 5 جنود بقصف آخر لأشكول بتاريخ 1/8، و 3 جنود بقصف اشكول بتاريخ 26/8 وأصيب العشرات بجراح في العمليات التي تم ذكرها وفي عمليات أخرى.
خسائر الاحتلال
ومنذ انتهاء العدوان قبل ثلاثة أعوام تتكشَّف يوماً بعد يوم الخسائر المهولة التي تكبدَّها الاحتلال على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية والاستخبارية خلال معركة “البنيان المرصوص”، إذ تُجمع كل الدوائر والمستويات الصهيونية المختلفة أن ما تكبده الكيان الصهيوني من خسائر خلال حربه على غزة يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هذه الحرب من أصعب الحروب التي خاضها منذ نشأته، في ظل القدرات الفائقة التي أبدتها المقاومة الفلسطينية وكشف الحساب باهظ الثمن الذي قدمته خلال المعركة.
وحول الخسائر البشرية والمادية، نقلت صحيفة معاريف خسائر العدوان الصهيوني على غزة، مؤكدةً أن الخسائر كانت كبيرة جدًا، ففضلاً عن الخسائر في الأرواح وصلت كلفة الحرب الإجمالية إلى أكثر من20 مليار شيكل.
وقالت الصحيفة: “إن الحرب انتهت والاحتلال سيحاول العودة مرة أخرى إلى الحياة الطبيعية، ولكن بالنسبة للعديد من العائلات فإن الحياة لن تعود كما كانت قبل المواجهة مع غزة ، مشيرةً إلى أن عدد الضباط والجنود الصهاينة الذين قُتلوا في المعارك وصل إلى 69 وأن 1.580 آخرين أصيبوا على مستويات مختلفة من الخطورة.
واعترف الاحتلال الصهيوني بمقتل 69 جندياً صهيونياً و3 مدنيين قتلى، كما أوضح في بيان له عقب انتهاء العدوان نحو 322 جندياً ممكن شاركوا في العدوان أصيبوا بإعاقة دائمة، وبين أن 177 جنديًا من المصابين، أصبحوا معاقين بدرجة إعاقة أكثر من 20%، في حين تم الاعتراف بإصابة 8 جنود بإعاقات كاملة وصلت نسبتها إلى 100%.
كذلك أعطي72 جنديًا نسب إعاقة ما بين 10-19% ، و73 جنديًا بنسبة وصلت إلى 9% ، بينما لا زالت طلبات أخرى للإعاقة قيد الدراسة.
المصدر : موقع “سريا القدس”