وزير إسرائيليّ يُحيي مفتي السعوديّة بسبب موقفه من حركة حماس ويدعوه لزيارة تل أبيب
موقع أنصار الله || أخبار عربية ودولية || متابعات
لا يختلف عاقلان بأنّ العلاقات السريّة بين المملكة العربيّة السعوديّة وإسرائيل تعيش مرحلةً من الغزل والتحالف، أوْ كما أطلق عليها مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أليكس فيشمان: قصّة غرام نصف مخفيّة.
وفي هذا السياق قالت صحيفة (هآرتس) العبريّة إنّه إلى حد الآن، كان صعود محمد بن سلمان خبرًا مفرحًا بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، إذْ أنّ سياساته المتصلبة والمعادية لإيران تجعله حليفًا مهمًا، ليس فقط في هذا الصراع ضدّ إيران.
وتابعت أنّ بن سلمان يتفّق مع واشنطن في مسألة الحاجة لمجابهة النفوذ الروسيّ في المنطقة، وضرورة إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريّة، والتحرّك بكلّ قوةٍ ضدّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ ومنظمات أخرى تُتهم بالتشدد مثل الإخوان المسلمين وحزب الله. وشدّدّت الصحيفة العبريّة على أنّه خلال العامين الماضيين، ذكرت عديد المصادر الإعلامية العربيّة أنّ بن سلمان التقى بمسؤولين كبار إسرائيليين.
ويوم أوّل من أمس الأربعاء، شهدت أروقة الأمم المتحدة، تحالفًا ليس عاديًا بين تل أبيب والرياض بعد تبنّي إسرائيل مشروع قرار سعودي عن “حالة حقوق الإنسان في سورية” وانضمامها لقائمة الدول الراعية لهذا القرار في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
ونقل موقع (المصدر) الإسرائيليّ، شبه الرسميّ، والمُقرّب جدًا من وزارة الخارجيّة في تل أبيب، نقل عن مصادره قولها إنّ الدبلوماسية السعودية قد حققت نجاحًا في اللجنة فضلاً لمساعدة إسرائيل، حيث صادقت اللجنة على القرار ضد نظام الرئيس السوريّ، د.بشّار الأسد.
ويتحدث مشروع القرار عن تدهور الحالة الإنسانية في سوريّة جرّاء الحرب التي “شنّها الأسد ضدّ شعبه”، بحسب تعبير الموقع الإسرائيليّ. وفي حديثه عن مشروع القرار، قال مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، إنّ نظام الأسد، بمساعدة إيران، ذبح شعبه على مدار سنوات دون رحمة، على حدّ زعمه.
وبحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) فإنّه في السابق اكتفت إسرائيل بالتصويت على مشاريع قرارات تُقدّمها السعوديّة، وهذه هي المرّة الأولى في تاريخها التي تُعلن قبيل التصويت على مشروع القرار السعوديّ بأنّها تدعمه دعمًا كاملاً وستُصوّت إلى جانب القرار الذي يُدين النظام السوريّ، الذي بحسب سفير تل أبيب في الأمم المُتحدّة، داني دانون، يقوم بقتل شعبه منذ حوالي سبعة أعوام دون رحمةٍ أوْ شفقةٍ، كما قال للصحيفة العبريّة.
وكشف الموقع النقاب عن أنّه فيما أسماه بالتطوّر اللافت في ملف آخر على صعيد العلاقات الإسرائيليّة- السعوديّة، هنّأ وزير الاتصالات الإسرائيليّ، أيوب قرا، عبر تويتر، رئيس هيئة العلماء السعودية، عبد العزيز الشيخ، على فتوى أخيرة أصدرها ضدّ قتل اليهود وضد حركة حماس.
وختم وزير الاتصالات، وهو من أقرب المُرّبين لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، رسالته بدعوة المفتي السعودي لزيارة إسرائيل قائلا إنه سيستقبله بحفاوة. وأشار الموقع في سياق تقريره إلى أنّ مراقبين في الدولة العبريّة تساءلوا إنْ كان الوزير قرا وجّه الدعوة بالنيابة عن الحكومة الإسرائيليّة، أم أنّه فعل ذلك على عاتقه.
وأردف الموقع الإسرائيليّ شبه الرسميّ قائلاً إنّه في تطورٍ آخر يتعلق بذات الشأن، قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المحسوبة على حزب الله والنظام السوري، على الإنترنت، إنّها وضعت يدها على وثيقةٍ سريّةٍ للخارجية السعودية بعثها وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إلى ولي العهد، محمد بن سلمان، يتحدث فيها عن مشروع لإقامة العلاقات بين المملكة ودولة إسرائيل بموجب اتفاق الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدّة الأمريكيّة.
وحسب الوثيقة التي نشرتها “الأخبار” فإنّ السعودية ستوافق على المخاطرة بالتقارب إلى إسرائيل، في حال شعرت بتوجه الولايات المتحدة الصادق ضد إيران. وجاء كذلك في نص الوثيقة التي تقول الصحيفة إن كاتبها هو وزير خارجية السعودية، أن السعودية ستشغل دبلوماسيتها ومكانتها في العالم الإسلامي من أجل إيجاد حلول للقضية الفلسطينية حسب المبادرة العربية للسلام مقابل اتفاق إسرائيلي – سعودي يهدف إلى “التصدّي لأي نشاطات تخدم السياسات العدوانية لإيران في الشرق الأوسط”.
مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، عبّرت مصادر في تل أبيب عن “دهشتها” وعن “استغرابها” الشديدين من قيام قائد هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ بالإدلاء بحدثٍ صحافيٍّ لموقع (إيلاف) السعوديّ، مشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ هذه هي المرّة الأولى، التي يقوم فيها مسؤول إسرائيليّ رفيع بالتحدّث علنًا إلى وسيلة إعلام سعوديّة.