الكذب المعسبل وشر البلية
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
بعد أن أغرقت في أكاذيبها التي تتهم فيها إيران بإدخال الصواريخ الباليستية الإيرانية على حد وصفها إلى بلادنا وبعد أن استهلكت هذه الورقة مرارا وتكرارا متناغمة من خلالها مع النغمة الأمريكية المعادية لإيران ،المناهضة لمشروع الغطرسة والهيمنة الأمريكو صهيونية ، هذه النغمة التي تمت تعريتها ونسفها وإظهار زيفها وخداعها ودجلها ، هاهي قوى العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي تذهب مجددا لتبرير فشلها وعجزها عن التصدي للصواريخ الباليستية اليمنية بتوجيه الاتهامات هذه المرة لحزب الله اللبناني متهمة إياه بنقل صواريخ باليستية من الضاحية الجنوبية إلى اليمن، وذلك في إطار المقدمات التي تسعى أمريكا وإسرائيل للتسويق لها باعتبارها من المبررات التي تقود لشن عدوان همجي أمريكي صهيوني سعودي ضد حزب الله .
هذا الاتهام السعودي في الظاهر والعلن والصهيوني في الباطن والسر ، قوبل بنفي مصحوب بالسخرية من قبل حزب الله ، والذي سبق وأن وجهت إليه تهم مماثلة منها إرسال مقاتلين تابعين له للقتال في اليمن ،وادعاء أبواق العدوان العثور على جثث لمقاتلي حزب الله في بعض الجبهات الداخلية اليمنية في محاولة منهم لتمرير وتسويق الكذبة الأولى وإقناع البعض بصدقها ، وكذا اتهام الحزب بإرسال مدربين لتدريب أنصار الله ، علاوة على الاتهامات بتزويد أنصار الله بالأسلحة والعتاد العسكري وهي في مجملها اتهامات كاذبة ، من إنتاج المطابخ الإعلامية التابعة لقوى العدوان ، والتي تسعى جاهدة للتقليل من قدرات وإمكانيات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية ، ولتبرير فشلهم في التصدي للصواريخ الباليستية اليمنية أمام شعوبهم بادعاء أنها إيرانية دخلت من إيران ، أو بأنها إيرانية دخلت عبر حزب الله من الضاحية الجنوبية ، والكل يعرف بأن الصواريخ الباليستية اليمنية تم تطويرها وتحديثها وتعديلها بأياد وخبرات وكفاءات يمنية – يمنية ، حيث تعمل العقول اليمنية على التطوير والتحديث المستمر لتعزيز قوة الردع كحق مكفول لمواجهة الغطرسة والعربدة السعودية الإماراتية الأمريكية .
يكذبون كما يتنفسون ، بلا حياء أو خجل ، فبعد ثلاث سنوات من العدوان والحصار المطبق على شعبنا ووطننا تخضع خلالها السفن والبواخر التي يسمح لها بالدخول لميناء الحديدة المنفذ الوحيد المتاح بقيود صارمة ومشددة مفروضة على النشاط التجاري والملاحي فيه ، للتفتيش والاحتجاز والمصادرة يتحدثون عن تهريب أسلحة بل ونقل صواريخ باليستية تارة من إيران وتارة من جنوب لبنان ، بالله عليكم بأي منطق يتحدثون ؟! وبأي عقول يفكرون ؟! ومن هو الأحمق الغبي الذي سيصدقهم ؟! إنه السخف والسقوط والفشل ، كيف للسفن الإيرانية أن تجتاز الطائرات التجسسية والاستطلاعية والحربية المناوبة على مدار الساعة في الأجواء البحرية والبرية والجوية اليمنية ؟!
هل يعقل أن يصل العقل العربي إلى هذه السذاجة وهذا الحال من الطرح اللا معقول ؟! حزب الله المحاصر المحارب ينقل صواريخ باليستية إلى اليمن ؟! إنها ( كذبة إبريل ) بالتأكيد ، لو قلتم بأن الحزب قام بنقلها إلى سوريا لكان هضمنا للأمر مقبولاً نسبياً بحكم تواجد الحزب بعناصره ضمن التحالف المساند للجيش والقيادة السورية في مواجهة الإرهاب الصهيوسعودي الأمريكو وهابي الداعشي على سوريا المقاومة والممانعة ، ولكن لليمن فهذا من الخرف الفريد من نوعه ، وهذا من صنوف (الكذب المعسبل) المتعارف عليه في الشارع اليمني بكونه خارقا للعادة وغير منطقي وغير معقول ولا مقبول على الإطلاق .
بالمختصر المفيد يعسبلون في كذبهم ويرون بأن ذلك سيغير من الواقع المعاش المجسد للحقيقة الماثلة للعيان ، والمدركة نتائجها بالعيون على الأرض داخل العمق الإستراتيجي السعودي والإماراتي ، يظنون بأن حربهم القذرة المغلفة بالكذب والزيف والافتراء ستقودهم نحو النصر المستعصي عليهم بعد ثلاث سنوات من القصف والقتل والخراب والدمار والحصار ، يفشلون في ميادين المواجهة فيهربون للاحتماء بالأكاذيب والافتراءات التي أكل عليها الدهر وشرب ، وباتت عبارة عن أسطوانات مشروخة مل الناس من سماعها وتكرارها بلا فائدة ، قديما قال العرب في أحد أمثالهم (شر البلية ما يضحك) وتحالف العدوان أضحكنا كثيرا وما يزال بأكاذيبه وأساطيره وبطولاته وإكتشافاته وإتهاماته التي يوزعها لإيران وحزب الله ، مظهرا عجزه وفشله وهزيمته وعدم قدرته على استيعاب الحقيقة المرة التي تؤكد على قدرة وتمكن العقول اليمنية من تطوير وتحديث الصواريخ الباليستية ، وكذا عدم استيعابه للصمود اليمني الأسطوري لأبطال الجيش واللجان الشعبية والبأس اليماني الشديد الذي يمتلكه المقاتل اليمني حافي القدمين بسلاحه الشخصي والذي أكمل عامه الثالث متقدما منتصرا على تحالف يضم قرابة 18دولة بإمكانيات حديثة ومتطورة ، عليهم أن يعترفوا بهزيمتهم ويوقفوا حماقاتهم في اليمن ، قبل أن يسهموا في تحويل اليمن كوريا شمالية ثانية رغم أنوفهم ونتيجة حتمية لغرورهم وغطرستهم وسياستهم الخرقاء البلهاء الرعناء .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .