الرئيس الشهيد : قدوة المجاهدين وخيرة الرؤساء
موقع أنصار الله || تقارير- خاص|| أمريكا الشيطان الأكبر تلك التي لا يخيفها شيء سواء ثقافة الايمان والعزيمة ولا يزعجها شيء سوء الارتباط بالله وبمنهجه القويم، ولا يقلق شيء سواء مشاريع التحرر وهي تلك التي تهزمها الإرادة والعزيمة في ميدان المواجهة.
أمريكا التي تقتل كل شيء جميل في العالم، قتلت مئات الزعماء والقادة الذين يشكلون تهديدا لطغيانها وسيطرتها على حقوق ومصائر الشعوب، هي من قتلت الرئيس الشهيد صالح الصمّاد وهو يتحرك في ارضه وبين جماهير شعبه غير عابئ بالعدو وامكاناته وغدره مثلما قتلت عشرات الألاف من الأطفال والنساء اليمنيين.
أن تبث مشاهد تلفزيونية لرئيس دولة يحضر فعاليات تخرج دفع عسكرية وتبين تلك المشاهد أن الكتائب العسكرية المتخرجة تدوس علم أمريكا وإسرائيل فهذا يعني أننا أمام رئيس يحمل الروح العالية المتشبعة بثقافة القرآن الكريم والوعي الديني والجهادي والوطني والثقافي.
واستشعاراً للمسؤولية الدينية والوطنية الملقاة على عاتقة فقد كان الرئيس الشهيد الصمّاد لا يهدأ له بال وهو يرى تحركات قوى الاستكبار لاحتلال اليمن وتنفيذ مشاريعها الاستعمارية في المنطقة ولهذا فقد كانت تحركاته وحضوره بشكل مستمر فعاليات تخرج دفع عسكرية وافتتاح معارض للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والمعدات العسكري المصنعة محلياً موجعا لأمريكا لأنها شعرت بخطورة التحرك وسعت بكل امكانياته الشيطانية للنيل منه.
رئيس يحمل ثقافة قرآنية
لأول مرة في تاريخ الجمهورية اليمنية يترأسها رجل مجاهد يحمل في طياته مشروع قرآني يقارع مشاريع دول الاستكبار الاستعمارية، ويتمتع بخبرة فائقة، وينتهج سياسة قرآنية حكيمة في إدارة شؤون البلاد، ويسعى لبناء جيش وطني قوي.
إنه ذلك الرجل اليماني المجاهد الفذ البطل الرئيس الشهيد صالح الصماد – رحمه الله عليه– الذي حمل المسؤولية بكل جدارة رغم كل المعوقات التي يواجهها ورغم الظروف الصعبة التي تعانيها البلاد بسبب هذا العدوان الغاشم
الرئيس المجاهد صالح الصماد هو ذلك الرجل الهمام المتنقل من جبهة إلى أخرى لزيارة المجاهدين لرفع معنوياتهم وتعبيرا منه أنه معهم وإلى جانبهم يدا بيد وكتفا بكتف، في مواجهة العدوان ومرتزقته الأنذال..
إن خروج الصماد خلال مدة ترأسه المجلس السياسي الأعلى وقيادة القوات المسلحة من مقر الرئاسة والعيش الرغيد الى متارس القتال ومنصات تخرج الدفع القتالية ومنابر التوعية والخطابة وساحات اللقاءات القبلية ومعارض عروض الانتاج العسكري يعتبر ذات أهمية كبيرة وقيمة تزرع في نفوس المواطنين أنه يعيش في ظل قيادة حكيمة تعرف ما هي مسؤوليتها الدينية والوطنية والاخلاقية، فكان من أولويات الصماد تحركه في التحشيد للجبهات وحضوره ساحات التدريب واهتمامه بمتابعة التصنيع العسكري باعتبار ذلك كله هاما جدا في مواجهة العدوان وكسب ثقة الناس بقدرة الجيش واللجان الشعبية على استمرار المواجهة وتكبيد العدو الخسائر المادية والبشرية، ونادراً ما نجد شخص في حجم وثقل رئيس دولة يتواجد في متارس وساحات القتال والتدريب والتصنيع، خصوصاً في ظل ظروف استثنائية مستمرة باستمرار العدوان السعودي الأمريكي.
(إن أمسح الغبار عن نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا) بهذه الكلمات قاد الرئيس الشهيد صالح الصماد معركة الصمود والتحدي للمشروع الامريكي الصهيوني الذي يريد احتلال اليمن، ليحقق اهدافه الاستعمارية في المنطقة برمتها ونشر الفوضى الخلاقة … فكم شاهدناه في معسكرات التدريب والتأهيل، لتخريج الدفعات العسكرية تلو الدفعات، وتوجيههم نحو جبهات العزة والشرف، ولسان حاله يقول كلنا في ذات الدرب، رجال صدق ووفاء، لهذا الدين وهذه الأرض التي تأبى الاحتلال والخضوع لغير الله عز وجل، وضلت صامدة صمود الجبال الرواسي طيلة فترات التاريخ المتعاقبة، فلا يُمكن أن نسمّي الصمود صموداً إنّ لم يُكنّ الصمّاد العمود الفقري والمعنى الحقيقي للصمود في جسد هذه الأمة، صمود اكتسبناه وحصلنا عليه من شهيدنا الصمّاد وفي كل موقف نصدره، وكل تضحية نقدمها، وفي كل معركة وملحمة نخوضها مع العدوان الغاشم.
وتحرك الرئيس الشهيد الصمّاد في مواجهة العدوان الغاشم من منطلق استشعار الخطر أن العدو السعودي الأمريكي يريد من وراء عدوانه على بلادنا استعباد الشعب وجعل اليمن حديقة خلفية للمستكبرين، وتحمل المسؤولية في وضع استثنائي حين تكالبت على البلاد أكثر من 15 دولة تقودها أميركا وإسرائيل، اجتمعت جميعها على قلب رجل واحد لإيقاف مشروع الشعب اليمني المتطلع بعد ثورة 21 سبتمبر الى الحرية والانعتاق من عبودية قوى الاستكبار.
لقد ادرك قائد الثورة والرئيس صالح الصمّاد جيداً بأن قوى العدوان وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني يعدّون عدتهم للبدء في شن معركة كبيرة والتي ستكون ساحتها الساحل الغربي لليمن الممتد من باب المندب مرورا بميناء المخاء، ووصولاً الى ميناء الحديدة الشريان الرئيسي والوحيد لحياة الشعب اليمني وهدفهم الاحتلال والسيطرة على ساحل اليمن وأهم بوابة استراتيجية باب المندب، فوهب الرئيس صالح الصمّاد نفسه لله سبحانه وتعالى ووضع نفسه في مترس من متارس المواجهة والمقاومة ضد العدوان السعودي الأمريكي على البلاد، فكان هناك قلعة صامدة، تحمي الوطن بيد وتنال مرتبة الشهادة باليد الأخرى.
الرئيس الذي وهب نفسه للشعب والوطن
المراقب لتحركات الرئيس الشهيد الصمّاد خلال مدة تولية الرئاسة سيجد أنه وهب نفسه لأجل الشعب والوطن حتى لا تتمكن منه قوى العدوان الساعي لتركيعه واذلاله، وسيجد أنه لم يجعل من منصبه كرئيس للجمهورية اليمنية سلما لرغبات شخصية أو لمآرب أخرى، بل سخر السلطة التي تحمل مسؤوليتها من أول يوم لخدمة الشعب، فلم يكن تحركه ذاك مجرد تحرك رياء لكسب حب الناس، وإنما كان تحركه جهادا في سبيل الله سبحانه وتعالى وايمانا منه بعدالة القضية اليمنية، ولم تقف أمامه أي عوائق تصنعها قوى العدوان التي جعلته الرقم الثاني في قائمة المستهدفين من قوى التحالف، بل جعل ذلك حافزا كبيرا لتحريك الشارع اليمني ضد قوى العدوان وركز على تحفيز القبائل اليمنية إلى رفد الجبهات بقوافل من المقاتلين الأكفاء بعد تلقيهم الدورات العسكرية اللازمة.
وترأس الشهيد الصمّاد اليمن في ظل وضع لا يحسد عليه وواجه كل التحديات الصعبة بكل صبر واقتدار، ولم يكنّ ممن يجلس على الكرسي وكل همه نفسه وأهله وجمع المال وشراء القصور والفلل، ولم يأت ليجلس على الكرسي وكل شيء مهيأ له على أطباق من ذهب، وخزينة الدولة مملوءة بالأموال ولم يكن همه الكرسي، فلم يستلم منصب رئيس الجمهورية حباً أو طمعاً في السلطة والمال وإنما استشعاراً بالمسؤولية الدينية والوطنية وهو يرى هذا الشعب المظلوم الذي تجرع الويلات والمآسي طيلة عقود مضت على يد الطامعين والفاسدين الذين نهبوا أمواله وجعلوه فقيرا منكوباً، فقد ترأس الرئيس الشهيد صالح الصماد المجلس السياسي الأعلى في ظل العدوان السعودي الأمريكي وأوضاع صعبة جدا للدولة التي مازالت تعج بالفساد والفاسدين والمنافقين والخونة الذين حاكوا مؤامرات داخلية لخدمة قوى العدوان الغاشم وعاثوا فساداً بمؤسسات الدولة ونهب مواردها، وأوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم.
الرئيس الشهيد صالح الصماد هو ذلك الشخص المناضل الشهم العظيم المؤمن الذي عاش مع شعبه المظلومية وحمل المسؤولية وصمد مع هذا الشعب ووقف معه في محنته فالوجع يوجعه والألم يؤلمه، وبذل جُلّ جهده ومعه الشرفاء والأحرار في الاهتمام بهذا الشعب ومحاولة الرفع من معاناته الكبيرة التي صنعها العدوان بحقه، فكان يحمل في قلبه هموم كل مواطن وسعى منذ اليوم الأول من تولية رئاسة الجمهورية إلى الوقوف جنبا إلى جنب مع أبناء شعبه في مواجهة العدوان الظالم.
لقد رحل الرئيس الشهيد صالح الصماد وهو يؤدي واجبه الجهادي والوطني في أعظم وأقدس معركة عبر تاريخ البشرية وضرب أروع دروس التضحية والكفاح عندما قدم حياته وروحه لله وللوطن، ومن أجل شعبه الذي تتربص به قوى الاستكبار العالمي والاستعمار العالمي.
وتعتقد أمريكا ومنظومتها الشيطانية انها باغتيال الرئيس الصماد ستحقق إنجازا في المعركة، ولكن هيهات أن تكون قد حققت إنجازا في المعركة، فالرئيس الشهيد الصماد كغيره من رجالات الوطن العظماء وقادات المشروع التحرري، هم مشاريع شهادة، ومثلما جميعهم يمتلك الكفاءة والقدرة والشجاعة لإدارة شئون البلد وقيادة السفينة التحرر من مشاريع الاستكبار والهيمنة، فان جميعهم أيضا ينتظر المكافأة الكبرى (الشهادة) .
وباستشهاد الرئيس الشهيد صالح علي الصماد ستزهر الأرض اليمنية بآلاف الرجال من مدرسة الشهيد الصماد، وما قبل اغتيال رئيسنا ليس كما قبله، فسلام الله عليك يا قدوة المجاهدين والرؤساء.