بن سلمان وشراهة ترامب

موقع أنصار الله || تقارير – خاص|| فيما تبدوا العلاقة بين النظام السعودي وكيان العدو الصهيوني علاقة غزل حميمة انتقلت من الغرف المغلقة الى العلن، فإن علاقة النظام السعودي والإدارة الأمريكية منذ تولي ترامب الرئاسة تبدوا أكثر ابتزازاً مما سبقه من رؤساء أمريكيين لاسيّما وأن الرؤساء الأمريكيين كانوا يمارسون الابتزاز في الغرف المغلقة فجاء ترامب وجهر به الى العلن وتجاوز حدود ذلك الى الشراهة كما وصف ذلك السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

 

لا يزال مشهد المؤتمر الصحافي الذي عرض فيه ترامب ما تعهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدفعه لأمريكا في البيض الابيض الشهر الماضي ماثلاً أمام المراقبين، عندما حمل ترامب لافتات كرتونية وأسندها في حضن بن سلمان، شارحاً للعالم كيف يقارب ثروة السعوديين التي يسعى للحصول عليها.

وظهرت شراهة ترامب عندما كرر للمرة المئة أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البيت الأبيض ما يريده من دول خليجية، حيث جدّد استخفافه بالدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، قائلاً أن هذه الدول لم تكن لتبقى أسبوعاً واحداً لولا الحماية الأمريكية، ومطالبا أيّاها بدفع مزيد من الأموال قائلاً: “صرفنا 7 تريليون دولار خلال 18 عاماً في الشرق الاوسط ولم نحصل على شيء، هناك دول غنية تعرفونها جيداً سوف تدفع ثمن ذلك، وسنجعلهم يرسلون جنودهم على الارض، وسنعيد قواتنا الى الديار”، وأضاف ترامب،:” أن أمريكا لن تستمر في دفع مليارات الدولارات والمخاطرة بجنودنا دون أن نتلقى مقابلاً لذلك”، مشدداً على أن بعض الدول في المنطقة الشرق الأوسط لم تكن لتبقى أسبوعاً دون الحماية الأمريكية”.

 

وكان ترامب طالب ولي العهد محمد بن سلمان، بدفع تكلفة القوات الأمريكية في سوريا إذا أرادت الرياض بقاءها هناك، قائلاً:” نعمل على خطة للخروج من سوريا، وإذا كانت السعودية ترغب ببقائنا فيها فيجب عليها دفع تكاليف ذلك”، كذلك هاجم ترامب، خلال محادثات مع مسؤولين في إدارته الأسبوع الماضي، دول مجلس التعاون، ولاسيما السعودية والإمارات، بسبب عدم تقديمها موارد كافية لمحاربة “داعش” في سوريا، وقال” إن “الملوك الأغنياء لهذه الدول سيضطرون إلى التخلي عن طائراتهم الخاصة ونمط حياتهم الفخم في حال انسحاب أمريكا من المنطقة”، كما كشفت شبكة “CNN” أن ترامب قال خلال محادثاته الهاتفية مع أحد حكام دول مجلس التعاون مؤخراً “إنكم من دوننا ما كنتم لتستمروا في مواقعكم مدة أسبوعين، ولكنتم انتقلتم إلى رحلات تجارية عادية بدل طائراتكم الخاصة”.

 

المستوى المثير للشفقة الذي وصلت إليه السعودية في تعرضها للابتزاز العلني من قبل ترامب، يطرح سؤالاً جوهرياً حول خيارات السعودية في حال قرّرت عدم الانصياع لمطالب الرئيس الأمريكي.

هل يملك محمد بن سلمان فعلاً أن يقول “لا” لترامب؟ ويرفض دفع مصاريف التواجد العسكري في شمال وشرق سوريا؟ وهل سيتجرّأ على رفض إرسال جنود (سواءً جنوده أو حتى مرتزقة مجنّدين على غرار ما يحصل في اليمن)؟.

 

أن شراهة ترامب وأخر مقولاته عن تلك الحماية تقود إلى التساؤل: هل يمكن لدول في مقدمتها المملكة السعودية والتي قطعاً لا تستطيع حماية نفسها وضمان بقائها لأسبوع واحد بدون الحماية الامريكية، هل يمكن لها أن تشن حروبها التدميرية على دول عريقة كالعراق وسوريا وليبيا، وأن تشن هذه الحرب العدوانية الاجرامية على اليمن بدون أمريكا الحامية ؟؟

وبالتوازي مع ذلك، فقد اختار بن سلمان الوصول إلى العرش من خلال تلبية شراهة ترامب فهو لا يجد غير ترامب منقذاً للوصول إلى غايته، ليرسّخ قدميه بالحكم ، وذلك على حساب غيره من أمراء الأسرة الحاكمة، ناهيك عن الشعب العادي الذي فرض عليه الضرائب وزاد على كاهله أسعار السلع والخدمات، حتى وصل إلى نقطة لا عودةٍ.

وبالتزامن مع مطالبة الرئيس الأمريكي ترامب من السعودية دفع مزيد من الأموال لحمايتها، كشفت وثائق رسمية سعودية جديدة أن النظام السعودي يسعى الى بيع أغلب مؤسسات وقطاعات حكومية بحلول العام 2020م.

وبحسب الوثيقة التي اعترفت بها وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، فان النظام السعودي يهدف الى “توليد إيرادات غير نفطية تتراوح بين 35 مليار إلى 40 مليار ريال (9-11 مليار دولار) وايجاد ما يصل إلى 12 ألف وظيفة”.

 

ووفقا للوثيقة، فإن “المبادرة تستهدف استثمارات تتراوح بين 24 مليار إلى 28 مليار ريال في 14 مشروعا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتتضمن تحويل الموانئ السعودية إلى شركات وكذلك خصخصة قطاع الإنتاج في المؤسسة العامة لتحلية مياه البحر ومحطة رأس الخير لتحلية المياه وإنتاج الطاقة”.

وتشير الوثيقة إلى أن “السعودية تتوقع خصخصة دوري كرة القدم ومطاحن الدقيق التابعة للمؤسسة العامة لصوامع الغلال”، كما يحتوي “برنامج الخصخصة على 100 مبادرة محتملة في أكثر من 10 قطاعات”.

 

وتتزامن قضية بيع المؤسسات الحكومية في البلاد، مع مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من النظام السعودي بدفع مزيد من الأموال من أجل تأمين الحماية الامريكية له، أمر اعتبره السعوديون أن الملك وولي العهد محمد بن سلمان يريدان تأمين سيولة نقدية لدفع الجزية لترامب من حساب المواطن السعودي.

 

يعلم ترامب جيداً ظروف بن سلمان وكيف أنه وضع كل بيضه في سلّته، ولذلك يذهب بعيداً في تعمّد إذلاله عبر تكرار لازمة “الدفع” أمام الإعلام والكاميرات، هكذا ينظر الرئيس الأمريكي إلى من وصفه بـ “صديقه” عند استقباله في البيت الأبيض في 20 مارس /آذار الماضي هي نظرة الاحتقار سوف لن يتوقّف تعبير ترامب عنها عند كل مناسبة يرى فيها فرصة لابتزاز الأمير المغمور ليدفع أكثر.

قد يعجبك ايضا