لهذا السبب غزت الإمارات اليمن
نشرت قناة الجزيرة الإخوانية قبل أيام خبر مقتل ثلاثة جنود إماراتيين في مدينة عدن واصفة إياهم بالصرعى ولم تقل عنهم شهداء وهذا ما أثار حفيظة الإماراتيين وجعل ضاحي خلفان يخرج مشهرا بقناة الجزيرة ومحتجا على وصفها للقتلى الإماراتيين بالصرعى فكان الرد من إدارة القناة ومن ناشطين قطريين لو كنتم تحترمون شهداءكم كما تزعمون لما كانت قيادة من يخوضون الحرب ضد جنودكم في اليمن تقبع في أحد أبراج أبو ظبي قاصدين بذلك تواجد عائلة الرئيس السابق صالح في الإمارات ومع أنه لا يهمنا تسويق ونشر مثل هذه الأخبار بقدر ما يهمنا الاستفادة منها وتوظيفها في توضيح الأسباب والتداعيات التي جعلت الإمارات ترتمي بكل ثقلها العسكري في العدوان على اليمن .
كلنا يعرف أن الحكومة الإماراتيه في الأعوام الماضية كانت على عداوة شديدة مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ونعرف أيضا أن معاداة الإخوان المسلمين معناه أن الإمارات وضعت نفسها تلقائيا في مواجهة المشروع الإمبريالي لقوى الإستكبار العالمي الذي سبق وأن عقد بداية الألفية الثالثة صفقة رابحة مع جماعات الإخوان بموجبها تكفل الإخوان للغرب بتحريك ملف الفتنة الطائفية وتحويل الصراع في البلاد العربية من صراع عربي إسرائيلي إلى صراع سني شيعي مقابل وقوف الغرب معهم في إقامة دولة الخلافة الموعودة .
لذلك ولأن أمراء أل زايد لا يزالون قريبي عهد بما حصل لحلفائهم داخل الأسرة السعودية من اقصاء وتهميش واستبعاد عن مراكز النفوذ والسلطة نتيجة سعيهم لتقويض حكم الإخوان وإجهاض ثوراتهم المسماة بثورات الربيع العربي بعد أن أدركوا المخطط الدولي الإخواني الهادف إلى خلق الفوضى في المملكة وتقسيمها إلى دويلات صغيرة وكيف انتقمت أمريكا منهم وعاقبتهم بعد وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز بوضع كل بيضها في سلة الملك سلمان وإبنه الوضيع محمد الداعم بلا حدود لجماعة الإخوان المسلمين.
ولهذا فعندما نرى الإمارات ترتمي اليوم بكل ثقلها العسكري في الحرب العدوانية على اليمن فإن ذلك لا يعني إلا توبة وتكفير عن ذنب وعملية استباقية من أمراء أل زايد لسد أي ثغره قد يستغلها الإخوان في إثارة ضغينة الأمريكيين وبالتالي يكون مصيرهم كمصير حلفائهم السعوديين الذين سبق وأن دفعوا ثمن معاداتهم للإخوان .
ناسين بأنهم أي “أل زايد” جزء لا يتجزأ من الأنظمة المترهلة التي أجمع صناع السياسة الغربية بداية القرن الواحد والعشرين على ضرورة التخلص منها واستبدالها بتنظيمات دينية متطرفة لديها القدرة على تحريك الشارع العربي وتمرير مشروع الفتنة الطائفية وعلى رأس تلك التنظيمات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذين خدعهم الغرب مثلما خدعوا الشريف حسين في الحرب العالمية الأولى عندما وعدوه بتنصيبه ملكا على العرب مقابل تكفله بالثورة على الدولة العثمانية .