اختيار القيادة وتربيتها قضية تختص بالله
|| من هدي القرآن ||
ولأن القضية هي بيد الله ـ كما قلنا أكثر من مرة ـ أن موضوع إقامة دين الله ، موضوع قيادة الأمة، وتربيتها لتكون على مستوى عالي في النهوض بمسئوليتها، أنها قضية تختص بالله، وأنها القضية التي لا يمكن للناس أن يختلفوا فيها إذا فهموها؛ لأن بقاءها بيد الله يشكل ضمانة للأمة، تبعدهم عن التزييف، تبعدهم عن الادعاءات الكثيرة، تبعدهم عن التضليل، تبعدهم عن القهر والتسلط والإذلال، تبقى القضية بيد الله، وهذه هي سنة الله، أنه هو الذي يصطفي ويختار {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} (القصص من الآية: 68) {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} (فاطر من الآية: 32) .
ولاحظ هنا في القرآن الكريم، ألم يقدم موضوع ولاية الأمر قضية تتركز بشكل أساسي على موضوع الكتاب، على موضوع الهداية، والتربية، وبناء الأمة، ليست الأشياء التي يسمونها الآن سلطة تنفيذية إلا جوانب قد تكون ربما لا تمثل إلا عشرة في المائة، قد لا تمثل فعلاً باعتبارها تنفيذية، إلا عشرة في المائة من مهام ولاية الأمر، في الإسلام، وأن هذا الجانب هو الجانب الذي سيخفق فيه أي شخص ليس ممن اختاره الله كائنا من كان، سواء من داخل أهل البيت، أو من خارجهم، سيخفق فيه، الجانب الآخر هذا مهما كان، أما الجانب الثاني: السلطة التنفيذية فيمكن أي واحد [يديول] لكن في الأخير انظر كيف آثار هذه الديولة في تاريخ الأمة من ذلك الزمن إلى الآن، كيف أصبحت الأمة هذه!؟.
مثلما قلنا سابقا في درس ربما قد يكون من أول الدروس في الموضوع، في [يوم القدس العالمي] اعتقد بأنه فعلا أن القرآن يقدم القضية بالنسبة للأمة هذه أمام أعدائها، أمام هذا الخطر الكبير الذي يدهمها الآن لا مخرج لها على الإطلاق إلا العودة إلى هذه الآيات، إلى هذا القرآن، التولي لله ورسوله والذين آمنوا، وفي مقدمة المؤمنين علي بين أبي طالب، قضية أساسية …
في الأخير قدمت ولاية الأمر بشكل آخر فلم تعد تعني إلا السلطة التنفيذية، حتى أصبحت المسألة بأنه إذاً لم يعد معناها إلا ما يسمونه احتكار، أو استبداد، أو بأي عبارة، عندما قدمت ولاية الأمر بالشكل الذي يمكن أن يكون من أهل البيت أو من غير أهل البيت، ألم تقدم هكذا؟ وإذا لم يبرز موضوع أن يكون من أهل البيت إلا قضية شكلية، الآخرون رأوا بأنها ليست منطقية هذه، فقط أن يكون من هؤلاء لمجرد السلطة التنفيذية ….
{قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة من الآية: 124) وإن كان من ذريته، وإن كان من آل إبراهيم، أو من آل محمد، لا ولاية له على الإطلاق، ولا يصح أن يعهد الله إليه نهائيا؛ لأنها قضية هامة جدًا، وواسعة جداً، وليست بالشكل الذي يقول الإمامية: هيمنة على ذرات الكون، ويجب أن يعلم الغيب .. لا، على النحو القرآني، من يخلف رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يجب أن يكون على هذا الأساس على النحو القرآني تماماً.
يأتي بالآية هذه، ألم يأت بها ثم يذكر في نهايتها: {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (المائدة: 56) في إطار الحديث عن بني إسرائيل من قبل الآية ومِن بعدها.
إذًا أليس هذا يعتبر من أبرز مظاهر رحمة الله بعباده؟ لكن هم الذين يظلمون أنفسهم هم، يعني: لا يزال أمام العرب، أمام المسلمين الآن أن يبحثوا كيف يسلمون شر هذا العدو الكبير، أليس لديهم هنا ما يجعلهم غالبين على العدو؟ لهذا قال بعد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً} (المائدة من الآية: 57) إذا كان لدينكم قيمة لديكم فهؤلاء هم يتخذونه هزؤا ولعبا، هل ينبغي أن تتخذوهم أولياء؟! {مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ} (المائدة من الآية: 57) لا تتخذوهم أولياء {وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (المائدة من الآية: 57) أليس هذا تحذيراً من جديد بمعنى: أن الإنسان في أي مرحلة من هذه المراحل التي يبدو أمامه شيء كبير، وأمامه أشياء خطيرة.
يجب في البداية أن يلتفت إلى الله أولاً يتق الله، إذا نسي الله نسي نفسه، هذه القضية أساسية: أن الله ربط فيما يتعلق بالناس مصلحتهم وخيرهم، وعزتهم، واستقامتهم به؛ ولهذا قال: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (الحشر: 19) متى ما نسيت الله نسيت الموقف المناسب مع هذا العدو، ولا تدري إلا وقد أنت تتولاه، وتعمل لصالحه، وعلى أساس أنك تريد أن تسلم شره، ولن تسلم شره؛ ولهذا قال هنا: {وَاتَّقُواْ اللّهَ} يجب أن تكون هذه في المقدمة، أن نلتفت إلى الله سبحانه وتعالى، ونتقيه؛ لأننا إذا لم نتقيه سننسى أنفسنا، إذا لم نتقيه سندخل في مواقف يكون هو من يضربنا ضربة شديدة، لا تعتبر ضربة العدو شيئا بالنسبة لضربته، أي: فيجب أن نخافه هو، وأن نتقي ما يمكن أن يحصل من جانبه، إذا عدلنا عما وجهنا إليه، لا أن نتقي العدو، ونشغل أنفسنا ونخشى العدو ونحاول نسترضي العدو، وفي الأخير نرى أنه لا ينفع معه أي شيء .
هذه الحالة أعتقد إذا واحد تأمل ـ وعلى أساس كثير مما يبلغنا من مواقف الناس ـ أنها قضية منسية، تقوى الله في موضوع الحالة التي الناس فيها الآن في مواجهة الخطر الأمريكي والإسرائيلي، ترى الناس كل واحد في الأخير يحاول هو كيف يتقيه، وينسى أن يتقي الله، لكن عندما تتقي الله سيبين لك ما يشكل وقاية لك من ذلك العدو، إذا نسيت الله ستنسى نفسك، وتدخل في مواقف لا تشكل لك وقاية، لا من الله ولا من العدو.
هم هكذا عندما يقول الله عنهم أنهم يتخذون ديننا هزؤا ولعبا يقول: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ} (المائدة: 58) فكيف تتولوا هؤلاء، وهم لا قيمة لهذا الدين لديهم، لا قيمة للقيم الفاضلة لديهم، لا قيمة للإنسان عندهم.
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} (المائدة: 59) لاحظ على أساس الرؤية الدينية هذه من القضايا كلها، بما فيها تحديد الموقف من هذا العدو الذي يعني في الأخير أنه دعوة لهذا العدو أن يتجه إلى هذا الدين، فهو من الله الذي نعرفه نحن وأنتم، ونؤمن به نحن وأنتم، إذًا فماذا تنقمون علينا؟ ليس هناك شيء تنقموه علينا إلا أن آمنا بالله، وما أنزل إلينا، وما أنزل إليكم، فهل هذا شيء يدفعكم إلى أن يكون موقفكم منا على هذا النحو السيء، هل أنتم في مواجهة حالة سيئة من جهتنا أم أن الواقع أنكم أنتم سيئين؟ أنتم السيئون؛ ولهذا قال: {وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ}.
{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} (المائدة: 60) من ذلك أنك قد تعود إلى من يتولى هؤلاء لأي اعتبارات، يريد مثلا أن يحصل على مصالح، أو يأمن شراً معيناً من جانبهم، فيتولاهم، وبالنسبة لأهل الكتاب هم عندما يكونون رافضين معناه: أن القضية متضحة أن ما لدينا معناه: إيمان بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم، إذاً فأي شيء يدفعكم إلى أن تنطلقوا إلى أن تعادونا؟ مثلما قال في آيات أخرى يكون هناك دوافع بعضها دوافع مصلحية على طريقة {اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً} (التوبة: 9) هذا عندهم قضية ثابتة، فيقول: المثوبة التي هي الشر من كل ما أنتم تريدونه من وراء تولي، أو من وراء إعراض من جانب بني إسرائيل، أو تولي من داخلنا {مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} (المائدة من الآية: 60) هذا فيما يتعلق ببني إسرائيل أنه حصل منهم مسخ، لكن المسخ داخل هذه الأمة إن لم يحصل حقيقي ـ بل هناك روايات أنه قد يحصل ـ فقد يكون مسخا معنويا للنفوس من داخل، تكون نفوس قردة ولو ما زال الغلاف غلاف إنسان.
هذا جاء تهديد لبني إسرائيل، تهديد لبني إسرائيل عندما يكونون دائما يعرضون، ويصدون، ومعظم ما يحصل لديهم هو ماذا؟ قضايا مصلحية، أحيانا يحصل الصد مثلا من كبار الحاخامات حقهم، الأحبار والرهبان؛ لأن القضية قد قدمت بشكل وراءها مصالح كثيرة من العامة، هو يتصور بأنه أن يتجه إلى هذا الدين معناه يفقد كل تلك المصالح التي تربط العامة به على أساس ما هم عليه هو وهم، ما هم عليه، تلك الثقافة، وذلك الدين، فيكون عنده أنه سيخسر مصالح كثيرة، ومقاما معنويا.
{وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ} (المائدة: 61) بمعنى: أن هذه دعوة لهم إلى الإيمان بشيء هم لا يجهلونه في الواقع، ولا يستطيعون أن يعتبروه باطلا؛ ولهذا قد ضلوا ضلالا بعيدا، وضلوا ضلالا كبيراً، يتحولون إلى ماذا؟ إلى التضليل، لا يتحولون إلى الإيمان، إلى التضليل، وبهذه الطريقة المخادعة، {وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ} يخرجون من عنده كما دخلوا، كفر {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ}.
{وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (المائدة: 62ـ63) هذه الآية رجعت إلى عمق تاريخهم، تاريخ بني إسرائيل. عندما يكون هناك تضليل، عندما يكون هناك معاصي، والطرف الذي المفروض أن يكون هو من يتحرك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تصبح المسألة في الأخير سلوكا ثابتا عند المجتمع {وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ} هذه القاعدة الجماهيرية، وهذه النتيجة السيئة عندما كان أحبارهم ورهبانهم ضالين، وكانوا هم أنفسهم يأكلون سحتا، نفس كبارهم، يأكلون أموال الناس بالباطل، كما قال في آية أخرى، فترى كيف تكون النتيجة أن يكون مراجع الناس مهتدين، أو يكون مراجع الناس ضالين، إذا كان مراجع الناس ضالين في الأخير يتحولون هم إلى ضلال مثلما قال بالنسبة لهؤلاء: {وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } (المائدة: 62) .
من الذي أضاعهم؟ الربانيون والأحبار كما قال الله: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} (المائدة: 63) هؤلاء الربانيون والأحبار، لبئس ما كانوا يصنعون عندما كانوا لا ينهون الآخرين عن الإثم والعدوان، وأكل السحت. هنا يبين كيف هم في تعاملهم مع دين الله، وتعاملهم مع عباد الله إلى هذه الدرجة التي يتركون الناس يضلون مثلما قال: {يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ}.
تجدهم أيضا جريئين في منطقهم أمام الله سبحانه وتعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} (المائدة من الآية : 64) الآن في سياق الآيات أليست حول تبيين واقعهم، وضلالهم، وخبث نفوسهم، وجرأتهم على كتب الله ورسله وعباده؟ وأيضاً جرأتهم في منطقهم على الله، وافترائهم على الله سبحانه وتعالى، هذا هو سياق الآية، معناه هنا ماذا؟ أنهم اتهموا الله بالبخل {يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ} وفي اللغة العربية معناها: التعبير عن البخل، ليس المعنى فلان مربوطة يده إلى عنقه، عندما يقول: فلان يده مغلولة، أو فلان يده ناشف، أو يابس، أو أشياء من هذه ، هذه الأشياء التي تستعمل في اللغة العربية بشكل عام، أعني: مجمل العبارة تعني: هكذا، مجمل {يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ} تعني: هو بخيل، مثلما قالوا في آية أخرى: {إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء} (آل عمران من الآية: 181) ، إذًا يبين كما هي سنته في التبيين لهم، أمام كل ادعاءاتهم يبين لهم: لا، لأنه سبحانه وتعالى هو كريم، وسخي، وجواد، بعبارة عامة بمجمل قوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} .
إذًا سياق الآية واضح هو يتحدث عن بني إسرائيل، يبين كيف موقفهم من كتب الله ورسله ومن عباده، وموضوع الهداية في موقفهم من سبيل الله، وكيف هم دائما يحاولون أن يصدوا عن سبيله، ويجعلوها عوجاً كما قال في آية أخرى: {تَبْغُونَهَا عِوَجاً} (آل عمران من الآية: 99) ليس المقام الآن مقام أخذ ورد إلى حول كيفية الله، هل هو كذا أو كذا، المقام في هذا الموضوع يعطي موضوعا آخر. هذا التعبير اللغوي ما يزال عند الناس إلى اليوم، ألسنا نقول: [فلان يده ناشف]؟ لا يريدون أن يده يابس، هل هناك أحد يفهم هذا؟ يعرفون معناها كناية عن البخل، [فلان يده خضراء] ألسنا نقول: يده خضراء؟ يعني: كريم، لا يوجد أحد عندما تقول له: يده خضراء يتبادر إلى ذهن السامع أن معناها: يد خضراء، يد، هذه اليد، مع أن معه يد، أليس الإنسان معه يد؟ لا يتبادر إلى الذهن أن اليد عندما نقول له: يده خضراء أن هذه اليد نفس هذا العضو أخضر، يتبادر إلى ذهنك مجمل العبارة، مجمل العبارة ماذا؟ أنه سخي، عندما يقولون: [فلان لسانه طويل] في سياق كلام حول بذاءة، وأشياء من هذه، هل يتبادر إلى ذهنك أن لسانه إلى فوق صدره، أو يتبادر إلى ذهنه هو نفس السامع عندما تقول: أنت يا فلان لسانك طويل، يتبادر إلى ذهنه أنه بذيء أي: لا يتحكم في منطقه، ينال الناس بلسانه، بمنطقه.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
[الدرس الثالث والعشرون – من دروس رمضان]
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 23 رمضان 1424هـ
الموافق: 17/11/2003م
اليمن – صعدة.