حرب العدوان “النفسية”.. تخسر
حالة من التخبط والوهم تعكسها الشائعات التي لا تعبر إلا عن هزيمة من يروجها بغزارة، فالمعلومات ومصادرها وتناقضها من فئة إلى أخرى ومن شخص إلى خر تبنتها كثير من الوسائل الاجتماعية العبثية والمضللة التي لا تحصى مما جعلت الناس في حيرة خصوصاً وأن أغلبها تنشر أخباراً عن معارك وانتصارات وهمية للعدوان السعودي لا تمت للواقع بصلة وكل همهم بث أخبار بقصد المتابعة لإثارة الرعب والخوف بين فئات المجتمع بعيدا عن آي مصداقية أو واقع وهذا ما يقوم به بعض الخونة والمرتزقة فكيف يمكن مواجهة هذه الإشاعات والتغلب عليها.. في ظل العدوان السعودي الغاشم.. إلى التفاصيل:
بلغة حادة يوجه ياسين محمد سالم أستاذ تربوي خطابه لمروجي الشائعات إذ يقول :قولوا ما شئتم لأن أهدافكم معروفة وقد خبرها اليمنيون ..انتم تريدون تفكيك وحدة اليمنيين لكن تأكدوا بأن ثبات رجالنا في الميادين أقوى من إشاعاتكم الجبانة ..وسننتصر ولن نلتفت لأراجيفكم .
*إشاعاتهم سبب ضعفهم
الدكتورة نادية محمد الفقيه خبيرة اقتصادية تشير إلى أن العدوان السعودي لو كان بإمكانه تنفيذ حصار كامل بحري على ميناء الحديدة ومنع دخول السفن التجارية من سابق لما تأخروا دقيقة واحدة ، لكن هم يعلمون علم اليقين ما معنى الحصار الخانق للشعب اليمني و الإغلاق الكامل ومنع دخول البضائع وما سيترتب عليهم جراء استمرار هذا الحصار ولذلك فكوا الحصار جزئيا بعد أن منعوا دخول السفن بداية العدوان وفرضوا التفتيش قبل دخولها ولم يستطيعوا منع التجارة الدولية من الدخول إلى ميناءالحديدة .
وأضافت : ولذالك يسعون بكل الوسائل من خلال عملائهم من المرتزقة إلي نشر الإشاعات حول حصار سيفرض على شمال اليمن وكأنهم لم يقوموا بالحصار من قبل وما زال مستمرا ويحاولون أن ينشروا أخبارا عن ارتفاع أسعار الدولار وإشاعة أنهم سيغيرون العملة اليمنية بالرغم من أن سعر الصرف في البنك المركزي لم يتغير و سعوا إلى اللعب في السوق السوداء لكنهم لم يستطيعوا …
وتابعت قائلة :لذلك يجب على جميع أبناء الشعب اليمني إذا كانوا يريدون مصلحة اليمن أن لا يتعاطوا ولا يتناولون هذه الإشاعات ولا يعملون لها أي حسبان فخير الله موجود في اليمن و الله هو المدبر و هو يدفع كيد الكائدين المهم أن لا نساهم في زعزعة الوضع الاقتصادي بخلق أزمة مصطنعة إلى جوار الحصار القائم … وإلا فإننا سنكون أكبر وأعظم مشاركين في خدمة مخططات العدوان ..
*التغلب على الشائعات
الدكتور يوسف الحاضري الكاتب والمحلل السياسي يرى أن الإعلام سلاح لا يقل خطورة عن القذيفة والصاروخ والحصار الاقتصادي والقذارة السياسية … والشائعات هي أهم جزء في موضوع الحرب الإعلامية والتي إن نجحت فهي ستسهل مهام بقية أجزاء الحروب الاقتصادية والسياسية والقتالية … وهي جزء من مفهوم التضليل الإعلامي ثم التعليب العقلي والذي ينتهي بالتوجيه الإعلامي .
وحدد عدة طرق للتغلب على هذه الشائعات أهمها إقفال كل قنوات الشائعات والأكاذيب التي تعمل في ذاك الاتجاه وعدم متابعتها على الإطلاق … لأن اللبيب الفطن هو ذلك الذي يتحاشى البندقية والمدفعية قبل أن تصيبه وكذلك الإعلام، فيجب تحاشيه قبل إصابتنا منه حتى لو من رؤية تضليلية مضحكة ..
وقال :لابد من مواجهة ذلك التضليل من خلال فضح كل أكاذيبهم من خلال توضيح الحقائق أولاً بأول وليس العمل من مبدأ لكل فعل ردة فعل فلا يجب أن نبقي أنفسنا ردود فعل لأفعالهم لأن هذا بحد ذاته تضليل وتلاعب وتوجيه .. وأخيرا التعامل الصارم مع أصحاب الإشاعات حتى لو نقلوها بحسن نية لأن هؤلاء هم بذور الفتن والمشاكل.
*الإشاعات عدوان مدمر
الدكتور علي القدمي أستاذ مساعد في جامعة حجة كلية التربية والعلوم التطبيقية يؤكد أن الشائعات جزء من برامج المتحاربين وكل طرف يتفنن في حبكها بهدف تضليل المجتمع وتحقيق مكاسب تخدم الطرف الذي يلجأ إلى هذا النوع من السلوك غير الأخلاقي ويتنافي مع القيم الإنسانية..
وبين أن مواجهة الإشاعات الخادعة والمدمرة لمصفوفة المجتمع القيمية النبيلة لا بد أن تنطلق من صدق الرسالة الإعلامية وإرساء الموثوقية في الوسائط الإعلامية. .وتفعيل المؤسسات التربوية والتعليمية ووضعها في الصدارة في مواجهة التحديات والإشاعات المضللة.
وأضاف إلى جانب ذلك بالقول : حث المؤسسات الإرشادية والثقافية في التصدي للأفكار والإشاعات الهدامة لمداميك المجتمع وتقديم رسالة واضحة المعالم مراعية لقيم وأخلاق المجتمع. . أيضا وضع ضوابط قانونية لكل من يتورط في بث الإشاعات الكاذبة ومحاسبتهم وفقا للقوانين الدولية والمحلية.
ومضى يقول : لابد من إيجاد قضاء مهتم بالحفاظ على تماسك النسيج الوطني والاجتماعي، وتشجيع منظمات المجتمع المدني في الشراكة الفاعلة في الحفاظ على قيم المجتمع وتنميتها ومراقبة أنشطتها الخدمية إن وجدت، وكذا الأحزاب السياسية من مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تنمية المجتمع في شتى المجالات المختلفة والتنافس فيما بينها على تقديم الخدمات والأنشطة التي من شأنها الحفاظ على قيم وأخلاقيات المجتمع والمشاركة الفاعلة في دحض الإشاعات الضارة بالمجتمع.
*خطر يتهدد المجتمع
وتابع :إن الإشاعات من أخطر ما يتهدد الأمة ووحدتها وقواها المعنوية والنفسية، ومواجهتها ترتكز على العلم والخبرة بشكل فعال لقطع جذورها من نفوس الناس واقتلاع أثرها لتبدو وكأنها لم تكن،وهذا الأمر على أقصى درجات الأهمية يتطلب اهتمام الدول بمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة وتخصيص أكفأ رجالها وأجهزتها الإعلامية والاستخبارية والمنظمات الشعبية المجتمعية والسياسية بهدف كبح جماحها وفرملة تقدمها وتغلغلها في الأمة ومكافحتها.
مشيرا إلى أهم الإجراءات والأساليب لمقاومة الإشاعات والتي قال أنها تأتي من خلال تعاون الجمهور في الإبلاغ عن الإشاعات والذين يروجونها. وتكاتف وسائل الإعلام من أجل عرض الحقائق في وقتها، ونشر الثقة وتنمية الوعي العام بين الجماهير. وكذا التوعية والإرشاد لتثبيت الإيمان والثقة المتبادلة بين القمة والمجتمع.. وإيكال الأمر في مواجهة هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة(الإشاعة) إلى أهل العلم والمعرفة والخبرة والخلق والدين.
وختم بالقول : ومن المهم تفنيد الإشاعة بالحجج والبراهين والأدلة والحقائق الثابتة، من خلال قيام المسئولين بتكذيبها والبحث عن مصدرها(منبعها الأول) والقضاء عليها من جذورها، وكشف مروجيها وأغراضهم الخبيثة. لذا يتعين على أفراد المجتمع الابتعاد قدر الإمكان عن الإشاعات، وعدم الهروب من الواقع الذي يعيشه الإنسان مهما كان قاسيا ومرا،مع ضرورة العمل المستمر والثقة بالنفس والإيمان بالله والكفاح والصمود، وعدم اليأس وسيادة المودة والمحبة بين أفراد المجتمع.
طرق مواجهة الإشاعات
لافتاً إلى أن فحص الإشاعات ودراستها ومن ثم وضع خطة مضادة لها تكون قادرة على احتوائها يقع على عاتق الخبراء والعلماء المتخصصين في مجالات علم النفس والاجتماع والإعلام والتربية،إضافة إلى خبراء في المجالات الأمنية والإستراتيجية والعسكرية، بحيث يكون من مهام هذا الجهاز دراسة الإشاعات وأبعادها وتأثيراتها على المجتمع، كذلك وضع خطط وبرامج مضادة مثل شن العمليات النفسية ضد”الخصم” وكسر شوكته. وتخصيص مكتب للاستعلامات لمقاومة الإشاعة ويمكن الاتصال به على عدة أرقام هاتفية بحيث يجيب المختصون على أي استفسار حول الإشاعات التي يتم ترويجها، وبذلك يتم القضاء على الإشاعة في مهدها قبل نشرها على الرأي العام.
*خبراء التخطيط للإشاعات
ويخلص الدكتور القدمي إلى القول : هناك ضرورة ملحة للتصدي للإشاعات التي هدفها الأول، ضرب أسس المجتمع من خلال تفحص الإشاعات ودراستها ووضع خطة مضادة لمقاومتها لأن الإشاعة تعتمد في الوقت الحاضر على العلوم والنظريات فهي ليست بسيطة كما كانت في الماضي، وإنما أصبح يشترك في وضعها وتخطيطها خبراء وعلماء في علم النفس والاجتماع والاتصال والطب، ذلك أن الإشاعة المحبوكة جيدا تؤتي نتائجها حتما وتحقق أغراضها في إحداث البلبلة في الرأي العام وتدمير المجتمع من الداخل حتى لا يستطيع المقاومة ومن ثم يفقد صوابه ويسلم بما هو قائم.
الثورة نت