الثواقب
على قدر أهل العزم تأتي الثواقبُ
وتنهار من بأس الرجال الكتائبُ
وتصغُرُ في عين العِظام ( حجازها )
وتعظمُ ( صنعاء ) الصمود و ( مأربُ )
إذا دقّ طبلَ الحرب ( سلمان ) فابشروا
بنصرٍ ينادينا لهُ ويُطالبُ
أتحسبُ قصف الجو يُدعى بطولةً
وفي قتلكَ الأطفال تُؤتى المكاسبُ ؟
تُحاول بالغارات والقصف جاهداً
لتُخضع شعباً منهُ تدنو الكواكبُ
يخوض الرزايا ضاحكاً ويصُدّها
فكيف إذا ما خاضها وهوَ غاضبُ
تُحاربُهُ الدنيا بأطغى طُغاتها
مشارقها في صفهم والمغاربُ
يقوم من الأنقاض أعتى بسالةً
وينمو ، كأنَّ الطائرات سحائبُ
تحالُفُ أهل الأرض يُمسي مُنكَّساً
وعزمُ اليمانيِّين بالنصر صاخِبُ
صببتَ لنا أحقاد عمركَ كلها
كأنكَ تدري أنّ مُلككَ ذاهِبُ
وأشعلتَ حرباً لستَ أهلاً لخوضها
وقَفنا فلا نِدّّ ، ولا من نُحاربُ
نُواجهُ جيشاً لم نرى غير ظهرَهُ
أتينا كما يأتي الزميلُ المُناوِبُ
فلم ندرِ أرضٌ تحتنا أم خريطةٌ
ولم ندر جُندٌ جيشكُم أم أرانبُ
ذرَعنا جبالاً واكتسحنا مواقعاً
وما واجهتنا قوةٌ أو متاعبُ
إذا الأرض لم يصمُدْ عليها رجالها
فلا ترجو أن يحمي ثراها الأجانبُ
أتاكَ أولوا بأسٍ ، وعزمٍ ، وشدةٍ
فأنتَ بكل الاحتمالات خائبُ
أتاكَ اليمانيون والموت خلفهم
فحِلفكَ مهزومٌ ، وجيشكَ هاربُ
صواريخهم محمولةٌ في أكُفّهم
منصَّاتُها أكتافُهُم والمناكِبُ
على الدهر إن ثاروا أذلوا ملوكَهُ
وهانَت لهم في كل دربٍ مصاعبُ
فلا أملّ يُرجى ، ولا الحزم نافعٌ
وفي حضرة الطوفان تعمى المراكِبُ
قِيامتكُم قامَت ونحنُ جحيمُها
ونحنُ لكُم أهوالها والنوائبُ
حشدتُم طغاة الأر ض جمعاً لحربنا
عليكُم حشدنا الله ، والله غالبُ
متى أطلقَ الأحرارُ للصبر قيدهُ
تهاوَت عروشٌ واستُرِدّت مغاصبُ
ظننتَ سلاح الجو يُثني صمودنا
فجاءتك من بين الركام مواكبُ
وأخطأتَ فهم الصبر حتى تكشَّفت
معالمُهُ ، فاستدركتكَ العواقبُ
تُكابِدُ من خلف الفضاءات قصفنا
وقرنُكَ مكسورٌ ، ووجهكَ شاحِبُ
فيُشفِقُ قتلانا عليكَ أسىً ، ومن
هزائمكَ النكراء تبكي الخرائبُ
ولو كنتَ ترجو المستحيلات كلها
لأهون مما أنتَ راجٍ وراغبُ
ولكنكَ استعجلتَ حتفكَ طائشاً
تُصارعُ أمواجاً وفُلككَ قارِبُ
بِنا يجرحُ الموتُ السُعوديُّ نفسهُ
كما صخرةٍ رامَت آذاها المخالبُ
فما نحنُ عند الحرب إلا رجالُها
وما نحنُ للأعداء إلا مصائبُ
وما العصفُ إلا نفخةٌ من صدورنا
فيا عاصف العدوان من ذا تُداعبُ