عدن في مهب الفوضى.. وموجة اغتيالات تعصف بالكوادر الجنوبية
شهدت محافظة عدن أمس الأول يوماً دامياً يُظهِرُ مدى الصراع المحتدم بين مرتزقة الرياض؛ لفرض السيطرة والبدء بمرحلة التصفيات الثأرية بين المكونات المدعومة سعودياً ببعضها البعض.
واغتال مسلحون يعتقد انتماؤهم إلى تنظيم ما يسمى القاعدة مديرَ أمن عمليات عدن العقيد عبدالحكيم السنيدي، في منطقة المنصورة، حيث أطلق مسلحون كانوا يستقلون دراجة نارية عليه النار، ما أدى إلى مقتله على الفور ولاذ المسلحون بالفرار.
وَشنت عناصرُ مسلحة هجوماً على مقر محافظة عدن المؤقت في كلية العلوم الإدارية، في ما يبدو أنها محاولة فاشلة لاغتيال وكيل محافظة عدن المعيَّن من قبل الرياض أحمد سالمين.
وأدَّى الهجوم إلى إصابة مدير مكتب سالمين واثنين آخرَين، في ثاني عملية تستهدف قيادات الرياض في عدن، حيث استهدف مسلحون قبل أيام مكتبَ نائف البكري محافظ عدن المعيَّن من قبل الرياض.
وتعكس مثل هذه العمليات عن حجم الاختراق الأمني في صفوف مرتزقة الرياض الذي بلغ حد استهداف مقر المحافظة وأرفع القيادات التابعة للرياض في هذه المحافظة.
كما أعلنت مواقع إعلامية مقرَّبة من مرتزقة الرياض عن مقتل ما أسموه القياديَّ في المقاومة حمدي نصر الشطيري اليافعي، إثر عملية اغتيال بنفس الطريقة، حيث أطلق عليه النارَ مسلحون يستقلون دراجة ولاذوا بالفرار.
وفي ظل انفلات أمني كبير تشهده عدن وسيطرة تنظيم القاعدة على أجزاء واسعة من المحافظة بتواطؤ إماراتي سعودي أمريكي، تطفو على السطح ظاهرة الاغتيالات من جديد والتي كانت قد اختفت في محافظة عدن حتى وصول قوات الاحتلال السعودي الإماراتي في ما يبدو أنها عمليات مدبَّرة بغرض تصفية القيادات المناوئة للاحتلال الأجنبي في المحافظة وتمكين عناصر القاعدة من القبض على زمام الأمور.
وتحمل عملياتُ الاغتيال بصمات القاعدة، حيث استخدام المسلحون نفس آليات اغتيال التنظيم الإرهابي بواسطة الدراجات النارية ثم الفرار، على غرار التصفيات الواسعة التي قامت بها القاعدة بحق قيادات أمنية وعسكرية في وقت سابق بالمكلا تمهيداً للسيطرة عليها.
وفي تصريح للقيادي بالحراك الجنوبي ورئيس مُلتقى أبين للتسامح والتصالح قال حسين زيد بن يحيى: “إن العُــدْوَانَ السعودي الأمريكي ومرتزقة الرياض يشعرون بقلق بالغ من التواجد القوي للحراك الجنوبي وامتداد جمهورية الـيَـمَـن الديمقراطية الشعبية؛ كونها تحمل الطابع اليساري وتكن العداء لأمريكا والدول الرجعية كالسعودية”، حد قوله.
وزاد بقوله: سبق وَحذرنا إخواننا في الحراك الجنوبي وكوادر جمهورية الـيَـمَـن الديمقراطية الشعبية بأن هناك مخططاً سعودياً إماراتياً لتصفيتهم؛ لتمهيد الطريق لعناصر داعش للوصول إلى مفاصل السلطة.
وأضاف بن يحيى: في ما يتعلق باغتيال العقيد السنيدي فإن ذلك يعود إلى كونه من كوادر المؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية، ويأتي اغتيالُه في سياق تصفية الكوادر الأمنية التي تحمل الفكر اليساري المقلق لأمريكا والدول الرجعية، وتحاول المخابرات الأمريكية عبر أدواتها المحلية باستهداف هذه الكوادر استكمالاً لما بدأت به في 94 للقضاء على جيش جمهورية الـيَـمَـن الديمقراطية وكوادرها الأمنية في سبيل تمكين القاعدة من السيطرة على المحافظات الجنوبية.
وتستمر الفوضى في محافظة عدن حيث قام مسلحون بنهب فندق كريسنت الأثري في منطقة التواهي، وقال سكان محليون: إن مقتنيات قديمة مملوكة لفندق عتيق يعوده عمره إلى أكثر من 100 عام باتت تُباعُ اليوم بالأسواق بأسعار زهيدة عقب نهبها قبل أكثر من أسبوع.
وبحسب السكان فإن بين المقتنيات لوحات فنية وكراسي قديمة جداً ولوحات تعود إلى عهد الاستعمار البريطاني بعدن.
كما استقال ثلاثةُ مذيعين في قناة عدن الفضائية احتجاجاً على ما أسموه احتلالَ عناصر حزب الإصلاح للقناة والاستحواذ عليها، واستقال المذيع أسامة عدنان على الهواء مباشرة؛ بسبب ما اعتبره تهميشاً لقضية الجنوب، في مؤشر آخر لحالة الاحتقان التي تشهدها المحافظة.
الجدير بالذكر أن محافظةَ عدن شهدت حالات اغتيال واسعة وعمليات نهبٍ بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية منها وسيطرة المجموعات المسلحة الممولة من السعودية، حيث تعرضت المقرات والمنشآت الحكومية والخاصة ومنازل المواطنين وغيرها من محلات لعمليات نهبٍ وسطو مسلح كان آخرها نهب واقتحام مكتب الصليب الأَحْـمَـر، كما شهدت المحافظة عشرات الاغتيالات المدبّرة لتمكين القاعدة من السيطرة على عدن.