الطفلة بثينة “عين الإنسانية” تفضح تحالف العدوان مجدداً

موقع أنصار الله || صحافة محلية || صحيفة المسيرة

 

في كُــلِّ يوم يزيدُ انفضاحُ تحالف العدوان، الذي بالغ في إجرامه بحق اليمنيين رجالاً ونساءً، أطفالاً وشيوخاً، وهذه المرة تأتي الطفلة بثينة الريمي “عين الإنسانية” لتفضح تحالف العدوان مجدداً، حيث اعتبرها أسيرة حرب أفرج عنها مقابل الإفراج عن مرتزِقته.

تحالف العدوان الإجرامي، حاول الهروبَ من انكشاف فضيحته بحق الطفلة بثينة، وقام بعملية استباقية أطلق من خلالها صراح بثينة وأقاربها المختطفين لدى الرياض، قبل مواعد تنفيذ اتّفاق تبادل الأسرى والمفقودين الذي أدرج قضية بثينة بين نصوصه؛ خوفاً من أن يعرف العالم أن العدوان يعتبر الأطفال المختطفين أسرى حرب، ولكن هذا لن يغنيه عن الفضيحة.

فقد قام رئيس لجنة الأسرى عضو الوفد الوطني عبدالقادر المرتضى بزيارة ميدانية لبثينة وعائلتها بعد عودتها إلى صنعاء أمس الأول، وعرف العالمُ أن بثينة قد فضحت تحالف العدوان للمرة الثالثة منذ قصفها مع عائلتها داخل منزلهم في حي عطان، منذ قرابة عامين.

وفي حوار خاص لصحيفة المسيرة كشف الأخ علي الريمي عم الطفلة بثينة عن كواليس اختطافه مع عائلته إلى الرياض، مؤكداً أن تحالف العدوان كان يهدفُ إلى التستر على فضيحته باستهداف الأطفال والأبرياء.

وشكر الريمي الوفدَ الوطني وكل من كانت له الجهودُ في الإفراج عنه وعن عائلته وعن الطفلة بثينة المعروفة بـ “عين الإنسانية”، فيما أكدت الأخيرة أن النظام السعوديّ وتحالفه الجبان لا يملك سوى قتل الأطفال وكبت طموحهم.

المواطن علي الريمي عم الطفلة “بثينة” الذي اختطف مع زوجته وأولاده “معين ومؤيد وهديل” بطريقة مخادعة كان الهدف منها الهروب من فضيحة “عين الإنسانية”، يروي العديدَ من الخفايا، وإليكم نصَّ الحوار..

 

حاوره: نوح جلاس

 

– بداية حدثنا وبيّن للجمهور كواليس اختطافك أنت وعائلتك من صنعاء إلى الرياض؟

حقيقةً كنا في مستشفى الدكتور عبدالقادر المتوكل نستكملُ علاج بثينة، ثم جاء إلى المستشفى المصور عبدالله الحرازي وزوجته سماء، وفؤاد المنصوري جاءوا وقالوا نريد نوصل رسالة سلام إلى العالم من أجل إيقاف الحرب على اليمن وتكون بثينة هي الشاهدة على كُــلّ جرائم هذا العدوان الغاشم.

أنا فكرت وقلت لهم حاضر، ما دام وهي رسالة سلام كلنا ننشد السلام ولا نريد أن تستمر الحرب التي يذهب ضحيتها أطفال ونساء وأبناء اليمن.

واتفقنا نصور في عمران وصنعاء وذمار ويريم “إب”، وأنا وثقت بهم ولم أكن أدر أنهم عُمَلاء للرياض.

رحنا ذمار ويريم وكنت على سيارتي أنا وبثينة وعائلتي “زوجتي وأولادي”.

وصلنا يريم وسيارتي تعطلت قلت نصلحها قال لي المنصوري نصلحها في دمت، قلت طيب، فقال المنصوري بأنه يريد يجيب زوجته معنا ونأخذها صنعاء؛ لأَنَّه قال مرت عليه ستة أشهر وما قد شافها، وقال: لأَن قد احنا قريبين منها نمشي نأخذها ونرجع صنعاء.

قلت حاضر وهو كان بسيارته وأنا بسيارتي مع عائلتي، فمشينا حتى وصلنا أول نقطة للجنوب، فقلت له يا خبير فين قد وصلنا حقيقة أنا مش مطمئن، أنا بدّي أرجع، فقام هو أبلغ عسكري النقطة واحتجزوني.

لم يمر سوى قليل من الوقت حتى جاء طقم عسكري عليه مجموعة عساكر كانوا منسقين مع المنصوري والحرازي لخداعي وإجباري على الذهاب، وأجبرونا على الذهاب إلى العند، فسلّمونا لقوات التحالف ومن ثَم احتجزونا في فندق المعلا في عدن لمدة أربعة أيام، ومنها أخذونا إلى الرياض بخداع وغدر.

 

– حسناً.. هل بالإمكان توضيح كواليس الأربعة الأيام في عدن والذهاب إلى الرياض؟

احتجزوني أنا وعائليتي في فندق المعلا بعدن لمدة أربعة أيام، وكانوا يفاوضونني من أجل أذهب أنا إلى الرياض لأقابل القيادة السعوديّة.

طبعاً أنا رفضت كُــلَّ هذا حتى تتم إعادة عائلتي وبثينة إلى صنعاء، فقاموا ووافقوا ووعدوني بأنهم سيأخذون بثينة والعائلة إلى صنعاء وأنا أذهب إلى الرياض.

بعدها قطعوا التواصلَ بيني وبين عائلتي في اليوم الرابع، على أساس أنا أذهب إلى الرياض بمفردي، فقاموا وأخذوا العائلة وبثينة على متن مدرعات إلى مطار عدن، بصُحبة فؤاد المنصوري وعائلته، وأدخلوهما الطائرة، وأنا لا أعلم.

ومن ثَم أخذوني أنا إلى المطار وأدخلوني إلى الطائرة بعد مشاجرة معهم حتى قطعت ملابسي، وهي ذات الطائرة التي ركبت عليها عائلتي وبثينة، وأنا لم أدر؛ لأَنَّهم وضعوني في خانة الطيارين، في الجزء الذي يجلس في الكباتنة “قائدا الطائرة”، بينما كانت عائلتي بين الركاب.

ولم أعلم بأنهم كانوا على متن الطائرة التي ركبتها إلا في الرياض، حين التقيت بهم في مطار “الرياض”، وتفاجأت، وانصدمت؛ لأَنَّني أيقنت أن أخلاقياتهم ستدفعهم إلى استغلال مظلومية بثينة.

 

– إلى أين وصلتم في الرياض؟ وما الذي حدث بعد وصولكم؟

وصلنا الرياض وملابسي مقطعة؛ بسببِ شجار سابق في مطار عدن، ومن ثم أخذوا بثينة إلى المستشفى وبقت زوجتي وابنتي عندها، وأنا وأولادي ذهبوا بنا إلى الفندق.

خرجت في صباح اليوم التالي وليس هناك حراسة أَوْ شيء، ولكن كانت هناك مراقبة خفية لا أعلم بها.

ذهبتُ إلى المستشفى لأطمئن على بثينة وزوجتي وابنتي، واشتريت لهم صبوح، وذهبت اليهم للمستشفى، واطمأنت عليهم.

بعدها خرجت إلى شارع في الرياض يوجد فيه العديد من المواطنين اليمنيين، وكنت أشرح لهم قصتي وعرّفتهم بي، وكنت أطلب منهم المساعدة، فكانوا يرفضون مساعدتي؛ لأَنَّهم كانوا يظنون أننا جئنا بإرادتنا إلى الرياض للمتاجرة في دماء أخي “والد بثينة” وزوجته وأولاده.

فوجدت واحد في الأخير وتفهّم قصتي وساعدني، فأعطاني تلفون بعد أن دفعت قيمته ودخلت على الانترنت وفتحت صفحتي على الفيس بوك، وكتبتُ عدة منشورات حكيتُ فيها أنني وعائلتي وبثينة وصلنا الرياض بعد عملية استدراج مخادعة.

وبعدها عدتُّ إلى الفندق ووجدت أمامي المخابرات والقوات المشتركة واللجنة الخاصة ومركزَ سلمان، وسائلوني أين كنت.

فقلت لهم أنا خرجت للمستشفى لأطمئن على عائلتي وأتمشى.

قالوا وماذا فعلت أيضاً؟، فقلت لهم عملت ما يلزم أن أفعله، قالوا ماذا؟، قلت أخبرت العالم أين أنا كي يعرفوا أين أنا وكيف وصلت الرياض، وكذلك لكي أؤمّن وأحمي نفسي منكم؛ لأَنَّكم أخذتموني أنا وعائلتي بغدر وخداع، ولكي يعرف العالم أننا لم نأتِ للمتاجرة بقضية بثينة.

وبعدها في الليل بعد أن انتشرت منشوراتي وتم تداولها، قامت قناةُ العربية في نشرتها الإخبارية بإعلان وصول بثينة إلى الرياض، ونشروا صورَها التي تم التقاطها في مكتب قيادة التحالف في عدن، فقمت في الصباح بالرد على قناة العربية بمقطع فيديو قلت إنهم خدعونا وجاءوا بنا إلى هنا وأن الصور التي نشرتها قناة العربية كانت في عدن.

ومن يومها فرضوا علينا الرقابةَ والحراسة والإقامة الجبرية وكل تحَـرّكاتي وسكناتي مصورة وموثقة ومراقبة مراقبة صارمة.

 

– كم مكثت أنت وعائلتك تحت الإقامة الجبرية حتى نقلت إلى السجن؟

طبعاً لم نمكثْ في فندق محدد تحت الإقامة الجبرية، حيث تنقلنا في عدة فنادق لمدة 4 أشهر، وبعدها استأجروا لي شقة أنا وعائلتي وبثينة ومكثنا فيها لمدة خمسة أشهر تحت الإقامة الجبرية.

فهم قالوا لي بأنهم سيضعوننا في شقة لنعيشَ فترة قصيرة ويدرسوا أولادي وبثينة حتى يتم إرجاعنا، وأنا وافقت على المكوث في الشقة ومكثنا فيها.

وحينها قالوا لنا بأنه ليس لدينا أية وثيقة لإثبات الهُوية، لا أنا ولا عائلتي؛ لأَنَّني تعرضت للنهب في عدن، حيث نهبت سيارتي وأوراقي ووثائقي وبطائقي المختلفة، وقالوا إن القانون عندهم لا يسمح بأن يدرس أولادي وبثينة دون وثائق إثبات الهُوية.

وطلبوا مننا أن نقطعَ جوازات لإثبات الهُوية، فرفضت، وقلت: أنا مختطف ردّوني إلى بلادي، أَوْ درسوا عائلتي دون قيد أَوْ شرط.

فرفضوا، وبعدها أنا كنت حريصاً على تعليم بثينة وأولادي، فوافقت على قطع جوازات، وجاءت لجنةٌ من مصلحة الجوازات في الرياض، وصوّرونا، وقطعوا لنا جوازات بتاريخ 25_3_2018، ولكنهم لم يعطونا الجوازات واحتجزوها لديهم في اللجنة الخاصة، وكذلك لم يدرسوا أولادي ولم يدرسوا بثينة.

وفي الأخير وصل خال بثينة إلى الرياض وكان متواطئاً جداً في القضية وكان متاجراً بنا وببثينة، وتم الزجُّ بي في السجن.

 

– حسناً.. لماذا زُجَّ بك في السجن؟

طبعاً بعد أن وصل خال بثينة الذي هو أيضاً خال أولادي “صهري”؛ لأَنَّني أنا وأخي والد بثينة متزوجان بالأُختين، تم استدعائي لأقابل القيادة السعوديّة وأظهر إعلامياً أمام العالم لأتنازل عن القضية وأبدي شكري لتحالف العدوان على الرعاية التي قدموها لنا، فرفضت ذلك وتم الزج بي في السجن “سجن الحائر” في الرياض.

وقضيت في السجن ستة أشهر، حتى جاءوا إلى وقالوا لي بأنهم سيفرجون عني.

 

– هل بالإمكان توضيح ما حدث لك في السجن؟

حقيقة في اليوم الأول عندما ذهبوا بي إلى السجن، جاء محققون ولم أكن حينها متجاوباً معهم ومع أسئلتهم، فكنت أخبرهم بأنني مختطف ولم آتِ بأقدامي إليهم، فاعتدوا عليَّ وهم أكثرَ من عشرين شخصاً.

اعتدوا عليَّ بالضرب واعتدوا عليَّ بالعقالات وقوارير الماء وأدوات المكتب وغيرها، وبعدها رموا بي في السجن الانفرادي، وكانوا يطلبون مني أن أتنازل، ولكنني كنت أرفض، وقضيت فترة وجيزة داخل السجن الانفرادي، ومن ثَم نقلوني إلى السجن الجماعي.

وسجنُ الحائر هذا هو بمثابة الأمن القومي عندنا في اليمن، وهو سجن كبير وواسع جداً تُقدر مساحته بـأكثر من 5 كيلو متر مربع، وكان يُمنع السجناءُ من الاختلاط ويتم معاقبة الأشخاص الذين يجتمعون أَوْ يتعارفون، وأنا حقيقة لم أتعرض للضرب خلال فترة السجن، ولكن كنت أسمع داخل بعض العنابر أصوات لسجناء بالتأكيد أنهم كانوا يتعرضون للتعذيب الشديد.

 

– خلال ستة أشهر قضيتَها في السجن.. هل كنت تعلمُ بما يحدُثُ لعائلتك؟

لا.. لم أكن أعرفُ ما حدث وما كان يحدُثُ لعائلتي، وعائلتي خلال بقائي في السجن استطاعوا بصعوبة بالغة الحصولَ على تلفون ونشر مقطع فيديو لبثينة وهي تناجي العالم للإفراج عنا، وأنا لم أدر إلّا حين أخرجوني من السجن.

ووقت فترة سجني كانوا تحت الإقامة الجبرية.

 

– حدّثنا عن كواليس خروجك من السجن ووصولك إلى اليمن؟

طبعاً خلال فترة سجني لم يكن لديّ أيةُ معلومة عن ما يحدث خارج أسوار السجن، وتفاجأتُ عندما جاءوا إليَّ وقالوا لي أنه حان وقت ترحيلي، وأنا لم أكن أعرف أن هناك مفاوضاتٍ وأن هناك ملفاً لتبادل أسرى ومختطفين.

جاءوا وقالوا حان وقت ترحيلك، قلت لماذا وكيف وأين عائلتي وأين ابنة أخي “بثينة”؟، قالوا سنوصلك إليهم.

وأوصلوني إلى الشقة التي كانت فيها عائلتي وكان هناك العديد من الشخصيات السعوديّة وأنا لا أدري لماذا حضروا ولماذا قرّروا الإفراج عنا، ولا أدري ما هو الموضوع.

سلمت على عائلتي واطمأننت على صحتهم وعلى ما جرى لهم خلال فترة سجني، فأخبروني بأنه هناك جرت مفاوضات وأنه تم الاتّفاق على الإفراج عنّي وعن عائلتي وأن بثينة قد ناشدت العالم و… إلخ.

بعدها قالوا لنا يلاه الآن سترجعون إلى بلادكم وأخذونا بالطائرة إلى “شرورة ” ومن شرورة إلى منفذ الوديعة وسلّمونا لمدير منفذ الوديعة.

لأنني طلبت منهم أن يتمَّ تسليمي بسندات رسمية لكي لا أتعرضَ لغدرِ مرتزِقتهم وعملائهم في الطريق.

والحمد لله تم تسليمي بسلام ووصلت أنا وعائلتي إلى صنعاء.

 

– بعد عودك إلى صنعاء ورفضك تحقيقَ مطالب الرياض.. ما هي رسالتك لتحالف العدوان؟

رسالتي لتحالف العدوان وقيادته، بأن الكرامة لا تُشترى بالفلوس ولا تُشترى بأي ثمن مهما كان.

كما أن الكرامة لا يتم التنازلُ عنها بالسجن والتهديد وغيره؛ لأَنَّها أغلى ما لدى الإنسان، فالإنسان لا يملك إلّا كرامته وضميره.

وأنا الحمد لله رغم المعاناة والصعاب والسجن وظروف المعيشة بعيداً عن الأهل والبلد ورغم الإغراءات، لم أتنازل للرياض عن كرامتي وعن قضية أخي وأولاده الشهداء ولم أتاجر في قضية بثينة التي فضحت هذا التحالف مع شرعيته.

كما أنوّه وأوصل رسالةً للجميع أنني تعرضتُ للغدر والخداع وتم استدراجي بواسطة المصوّر عبدالله الحرازي وزوجته سماء وفؤاد المنصوري بطريقة مخادعة ذكرتُها سابقاً، حيث كانوا عُمَلاء للرياض، ولم أذهب بإرادتي ولم أفكرْ قَطُّ بالمتاجرة بقضية بثينة، وإلا لما زُجَّ بي في السجن حتى تم الإفراجُ عنّا جميعاً.

 

– رسالتكم للوفد الوطني وخصوصاً لجنة الأسرى التي وضعت نصبَ أعينها ملف بثينة وعائلتها؟

لا يسعُني قولُ شيء، فإحساسي وشعوري الذي أعيشُه لا يسمحُ لي بالحديث، ولكن أتوجَّهُ بالشكر الجزيل لكل مَن ساهم في إخراجي أنا وعائلتي من قبضة الرياض، وفي مقدمتهم الوفد الوطني الذي أثبت مجدّداً أنه مع أبناء الشعب اليمني ويلامسُ همومَه ومظلومية أبناءه، والشكر كذلك للأستاذ عبدالقادر المرتضى الذي زارنا بالأمس وكان لكل الأسرى والمختطفين خيرُ الوكيل.

 

 

قد يعجبك ايضا