العدو الصهيوني يقرر اغلاق مدارس “الاونروا” في القدس المحتلة‎

موقع أنصار الله  – فلسطين المحتلة – 14جمادى الأولى1440هـ

 

قرر العدو الصهيوني إغلاق مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس المحتلة، بدءا من العام الدراسي المقبل.

ووفق ما ذكرت “القناة 13″ الصهيونية فإن الإغلاق جاء بعد أسابيع من اجتماع سري لمجلس الأمن القومي الصهيوني في مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لإقرار خطّة لإغلاق وطرد المؤسسات التي تديرها الأونروا من القدس المحتلة.

يذكر أن الوكالة الدولية تدير مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، وهو المخيم الوحيد في المدينة، ولكن لها عشرات العيادات الطبية والمؤسسات التعليمية وعشرات المدارس في المدينة نفسها.

وفي تشرين أول/أكتوبر الماضي، كشفت وسائل إعلام عبرية عن مخطط لبلدية الاحتلال في القدس، يهدف إلى سلب جميع صلاحيات الأونروا وإنهاء عملها وإغلاق جميع مؤسساتها في المدينة المحتلة، بما في ذلك المدارس والعيادات ومراكز الخدمات المعنية بالأطفال، بالإضافة إلى سحب تعريف شعفاط كـ”مخيم للاجئين” ومصادرة جميع الأرض المقام عليها المخيم.

ويأتي ذلك في أعقاب وقف المساعدات المالية الأميركية المقدمة للوكالة الأممية التي يعمل فيها آلاف الفلسطينيين وتوفر خدمات صحية وتعليمية وتزود بالغذاء معظم اللاجئين، وسط مساع أميركية صهيونية إلى تغيير تعريف اللاجئين الفلسطينيين، ليقتصر على الجيل الأول من اللاجئين الفلسطينيين الذين أخرجوا من بلداتهم الفلسطينية قسرًا عام 1948، دون الالتفات إلى الأجيال التالية التي أوصلت عدد اللاجئين إلى خمسة ملايين لاجئ في جميع أنحاء العالم.

يشار إلى أن رئيس بلدية الاحتلال في القدس السابق، نير بركات، كان قد صرّح بداية أيلول/ سبتمبر الماضي، أنه سيعمل إلى طرد الأونروا من المدينة المحتلة، وعبّر عن ذلك في المؤتمر الذي عقدته “شركة الأخبار”، حينها، بالقول إن “إزالة الأونروا ستقلص التحريض والإرهاب، وستحّسن الخدمات للسكان، وستزيد من أسرلة شرقي المدينة، وستساهم في السيادة الإسرائيلية ووحدة القدس”، مدعيًا أن “الأونروا هي كيان أجنبي وغير ضروري فشل فشلًا ذريعًا، وأنا أعتزم إبعاده من القدس، كل جانب من أونروا يعاني من خلل وظيفي وفشل إداري”.

وأشارت القناة العبرية إلى أن المحرك الرئيس للمخطط طويل الأمد الذي أطلقت عليه بلدية الاحتلال في القدس اسم “خطة العمل من أجل القضاء على مشكلة اللاجئين في المدينة”، يكمن في البيت الأبيض، إذ إنّ الخطوات التي اتخذها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بحق المدينة المحتلة الموجهة بصورة مباشرة ضد الفلسطينيين، شجّعت الاحتلال على المضي قدمًا في مواجهة الوكالة الدولية.

وتسعى البلدية لنقل الخدمات والمؤسسات التي تقدمها الأونروا، للاجئين الفلسطينيين إلى يد ما وصفته القناة بـ”السيادة”، وبالتالي إلى سلطة بلدية الاحتلال بالقدس، على اعتبار أن “نهج الأونروا تجاه السكان كلاجئين يمنع نموهم ولم يعد ذا صلة، يجب وقف التعامل معهم كلاجئين، والنظر إليهم كسكان والعمل على إعادة تأهيلهم”.

وسيتم عرض الخطة التي تمت صياغتها بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، خلال الفترة القريبة المقبلة على الحكومة؛ التي من المتوقع أن تصادق عليها بشكل تلقائي، إذ ستصدر وزارة التعليم ووزارة الصحة أوامر فورية بإغلاق جميع المؤسسات التابعة لـ”أونروا”، في حين سيتم العمل على استيعاب الطلاب والمرضى في إطار المؤسسات التابعة لبلدية الاحتلال في القدس.

وعلى المدى البعيد، ستتم مصادرة جميع مباني “أونروا” في القدس، وتحويلها إلى مبان تابعة للبلدية، في حين سيتم إلغاء التعريف الرسمي لمخيم شعفاط كمخيم للاجئين وستعمل سلطات الاحتلال على مصادرة الأراضي المقام عليها لصالح الاحتلال.

ومن المتوقع أن تؤثر إجراءات الاحتلال بشكل مباشر وأساسي على 1200 طالب في مدرستين للبنات وأخرى للبنين في شعفاط، وعلى 150 طالبا وطالبة في مدرسة الوكالة الابتدائية في وادي الجوز، بالإضافة إلى مدرسة الوكالة الابتدائية للبنات في سلوان التي تضم حوالي 100 طالبة، ومدرستي الوكالة الابتدائية والثانوية للبنات في صور باهر التي تضمان نحو 350 طالبة.

من جهتها، قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، ان  قرار حكومة الاحتلال الرامي الى إغلاق مدارس وكالة الاونروا في مدينة القدس المحتلة هو تصعيد ممنهج للعدوان ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم “ان حكومة الاحتلال ماضية في مخططها لتهويد مدينة القدس وتمعن في تطبيق سياسة الابرتهايد العنصرية وذلك بهدف إفراغ المدينة من أهلها ومن مؤسساتها التعليمية والاجتماعية وغيرها من المؤسسات التي تقوم على خدمة ابناء مدينة القدس”.

واضاف الجاغوب: يأتي هذا القرار ضمن سلسة انتهاكات وخطوات صعدت سلطات الاحتلال من وتيرتها في المدينة المحتلة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من كانون أول/ ديسمبر 2017 بالاعتراف بالقدس المحتلة “عاصمة لإسرائيل” ونقل السفارة الامريكية إلى المدينة المحتلة، ضمن مخطط يهدف إلى طمس كل معلم عربي فلسطيني في المدينة واستبدال تلك المؤسسات بأدوات الإحتلال وفرض أنظمته التعليمية عبر استبدال مدارس الأونروا بمدارس تخضع لما يسمى ببلدية القدس بما تمثله من تكريس للإحتلال والإستيطان في القدس.

المصدر: موقع العهد

قد يعجبك ايضا