العدو الصهيوني يعزّز الفصل العنصري شرق القدس المحتلة
موقع أنصار الله – فلسطين المحتلة– 25جمادى الأولى1440هـ
يواصل العدو الصهيوني فرض نظام الفصل العنصري في فلسطين، حيث افتتح مؤخرًا شارعًا جديدًا شرق القدس المحتلة يفصل بين سائقي السيارات من الفلسطينيين والمستوطنين بجدار يمتدّ مسافة ثلاثة كيلومترات ونصف.
الفلسطينيون أطلقوا على الشارع اسم “الابارتهايد” الذي أقيم على أراضي قريتي العيساوية وعناتا الفلسطينيتين، فيما يحدّه من الغرب جدار الفصل العنصري الذي بدأ بناؤه في عهد رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون عام 2002.
كما يحاذي الجدار الغربي بيوت أهالي ضاحية السلام وعناتا التي لم يتبقّ من أراضيها الأصلية البالغة 32 ألف دونم سوى ألفي دونم، أما الباقي فتمت مصادرته لصالح الاستيطان وغيره من مشاريع الاحتلال، بحسب رئيس بلديتها الأسبق طه نعمان.
منسّق الحملة الشعبية لمقاومة الاستيطان والجدار صلاح الخواجا يعتبر أن افتتاح شارع “الابارتهايد” تصعيد صهيوني في سياسة الفصل العنصري والاجرام وفي بناء أسوأ نظام “ابارتهايد” عرفته البشرية، ويضيف إن “شق الشارع الذي يربط بين بلدة عناتا والزعيم يأتي في اطار عملية التطهير العرقي وسياسة الفصل بين الاغوار عن مناطق الضفة الغربية”.
ووفقًا لمنسق الحملة الشعبية لمقاومة الاستيطان والجدار، كلّ ذلك يأتي في سياق سياسة الاحتلال الصهيوني لضم 65% من أراض الضفة الغربية.
بدوره، يقول المدير العام لدائرة العمل الشعبي بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمه إن “هذا الشارع يفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهي خطوة من خطوات تنفيذ المشروع الاستعماري التوسعي المعروف بمشروع E1، الذي يفصل بين وسط وشمال الضفة عن جنوبها، ويؤدي أغراضا استيطانية تهويديه، ويربط عديد المستوطنات بالقدس الشرقية المحتلة”، ويضيف “نحن ضد هدم التجمعات البدوية ومن حقنا الدّفاع عن أرضنا”.
وبحسب مخطط الاحتلال، فإن الحاجز سيمنع الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية بالدخول إلى القدس، وبالنتيجة فإن السائقين الفلسطينيين سوف يسافرون في الجانب الفلسطيني من الشارع حول القدس من جهة الشرق، دون السماح لهم بدخولها.
في المقابل، وصف رئيس المجلس الاستيطاني يسرائيل غانتس الشارع بأنه “أنبوب الأكسجين لمستوطني بنيامين والمنطقة كلها، الذي يعملون أو يتعلمون أو يقضون أوقاتهم في القدس”.
بدوره، زعم وزير المواصلات الصهيوني يسرائيل كاتس أن “شارع الأبارتهايد” هو “نموذج لإمكانية خلق حياة مشتركة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، من خلال الحفاظ على التحديات الأمنية القائمة”.
كما ادعت بلدية الاحتلال أن الشارع “يخدم سكان المدينة العرب، وخاصة سكان مخيم شعفاط للاجئين والمنطقة، ويخفف من الازدحامات المرورية في بسغات زئيف والتلة الفرنسية”.
وكلمة (أبارتهايد أو أبارتايد) هي كلمة أفريقية الأصل استُخدمت للتعبير عن نظام الفصل العنصري الذي حكمت من خلاله الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا عام 1948، وفصلت السكان السود الأصليين في معازل، ومنحتهم تصاريح خاصة بالتنقل لباقي المناطق وفقًا لاحتياجات الوحدات الإنتاجية للمستعمرين البيض من العمالة السوداء المتدنية الأجور.
وعلى مدى سنوات عديدة، حاول الاحتلال تقسيم المناطق الفلسطينية إلى مناطق متفرقة وعزلها عن بعضها وعن التجمعات الإسرائيلية على أسس عرقية، كما أقام جدار الفصل العنصري وحواجز التفتيش.
المصدر: موقع العهد