هل لا زالت فلسطين قضيتَنا الأولى؟!
موقع أنصار الله || مقالات || محمد صالح حاتم
سبعون عاماً ونحن العرب والمسلمين نرفعُ شعارَ فلسطين قضيتنا الأولى!
سبعون عاماً ًوقضية فلسطين تتصدر اعمال القمم والمؤتمرات العربية والإسلامية!
ولكن ماذا قدمنا فلسطين منذ ذلك التأريخ حتى يومنا هذا؟
ما يزيد عن المليار مسلم، كانت لديهم قضية واحدة وهي فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، تريليونات الدولارات ترصد ميزانيات للجيوش العربية والإسلامية، لم يستطيعوا أن يحرّروا ما مساحته 27000 كم مربع، بل إن هذه الجيوش للأسف خسرت وانهزمت في الحروب التي خاصتها مع جيش الكيان الصهيوني الغاصب والمحتلّ لفلسطين والأراضي العربية، عدة مؤتمرات دولية وعدة اتّفاقيات باسم السلام في الشرق الأوسط، من كامب ديفيد إلى أوسلو ومدريد وغيرها، وكلها لصالح إسرائيل، كانت قضيتنا فلسطين كاملة ًواليوم بعد سبعون عاماً من التخاذل والتواطؤ العربي مع الكيان الصهيوني الذي صنع لنا مشاكل في كُــلّ دولة عربية وإسلامية في الصومال والسودان ونيجيريا ولبنان والجزائر والمغرب والبحرين وبعدها تونس ومصر وسوريا واليمن وبقية الدول فيها مشاكل وحروب بحيث أصبحت كُــلّ دولة لديها مشكلة تبحث لها عن حَـلّ وكل هذه المشاكل صناعة صهيونية بأيدٍ عربية عميلة وبأموال عربية وتنفّــذها أنْظمة عربية عميلة للصهاينة والهدف هو إبعادنا عن قضيتنا الأولى فلسطين، وللأسف الشديد أن هذه الأنْظمة العميلة هي من كانت تتزعم وتتكفل بمِـلَـفّ القضية الفلسطينية وتتغنى بها وتتاجر بها وهي من باعتها للكيان الصهيوني، مقابل الجلوس والبقاء على كراسي الحكم في بلدانها.
فلسطين التي كان يرتبط السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم بأكمله بِحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً بما يكفل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، اليوم بعد سبعون عاماً لم تعد قضيتنا الأولى ولم يعد الحلم هو عودة فلسطين إلى الحضن العربي، وخَاصَّــةً بعد الانحطاط والتخاذل والارتهان العربي وارتمى العرب في الحضن الصهيوني من خلال التطبيع العلني لدول الخليج العربي خَاصَّــةً السعوديّة والإمارات والتي على ارضها ولأول مرة في التأريخ رفع العالم الصهيوني وعزف النشيد الوطني الصهيوني على أرض عربية وعمان وقطر وبقية الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل كانت سرية وأصبحت اليوم علنية، والتي كان آخرها مؤتمر وارسو الذي عقد يومي 13 و14 فبراير بمشاركة 60 دولة برئاسة أمريكا ومشاركة الكيان الصهيوني وحضور وفود عربية إلى جنب رئيس وزراء الكيان الصهيوني وجلوسهم معه على طاولة واحدة، في مشهد مخز ٍومنحط، أغضب الشعوب العربية الحرة، فهذا المؤتمر والذي تعهد فيه المجتمعون بتوفير السلام والأمن الإسرائيلي، وإعلان قيام دولة إسرائيل الكبرى، والتنازل نهائيا ًعن القضية الفلسطينية، واعتبار إسرائيل صديق حميم للعرب، وانها ليست العدوّ الأول للعرب والمسلمين ولا تشكل خطر أَو تهديد على احد، وأن عدونا إيران وأنها الخطر الذي يهدّد أمن واستقرار المنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم بأكمله، وأن قضيتنا الأولى هي ازالة الخطر الإيراني ومواجهة ايران والعمل مع الكيان الصهيوني لمقاومة ومواجهة الخطر والارهاب الشيعي الإيراني، ونسيان فلسطين واستعادة الأراضي العربية وإقامة الدولة الفلسطينية وَعاصمتها القدس الشريف، فهذا هو المُخَطّط الذي من اجله تم إشعال الحروب وتدمير الشعوب العربية المقاومة والمناهضة للمُخَطّط الصهيوني ومنها الحرب على سوريا والحرب والعدوان على اليمن.
ففلسطين العربية لن تعود عربية ما دامت هذه الأنْظمة العميلة للصهيونية هي من تحكم الشعوب العربية وتتاجر بدماء أبنائها من أجل العدوّ الصهيوني، ففلسطين لن تعود إلّا بالقُــوَّة، والبداية تكون من خلال رفض الشعوب العربية لسياسة حكامها ورفضهم التطبيع مع إسرائيل، أَو بالأصح الاعتراف بوجود دولة اسمها إسرائيل، وأن هذه الأنْظمة لا تمثل الشعوب العربية وإنما تمثل نفسها وعندها ستعود فلسطين عربية حرة وعاصمتها القدس الشريف.