استمرار الانتفاضة رغم محاولة وأدها .. والشعب الفلسطيني يرفض مزاعم نتنياهو حول الأقصى

مع اقتراب الهبة الجماهيرية الفلسطينية من دخول شهرها الثاني؛ تتصاعد وتيرة التحركات الغربية والعربية الرامية للالتفاف عليها، وقطع الطريق أمام تحولها إلى انتفاضة شاملة، سيما وأن المتتبع لمجريات الأحداث يلمس حجم الأزمة التي باتت تعيشها “تل أبيب” وجنرالات حربها بفعل هذا الحراك الشعبي النضالي الذي أجبر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأمريكية جون كيري على القدوم إلى المنطقة سعياً وراء “التهدئة”.

الإجراءات القمعية الاحتلالية لم تفد في عضد الفلسطينيين المنتفضين
ولم تفلح المحاولات السياسية هذه في وقف مسلسل جرائم الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين، وخاصة عمليات الإعدام الميدانية للفتيات والأطفال، كما حصل الأحد قرب الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية مع الطالبة دانية ارشيد.

وتشير وزارة الصحة إلى أن حصيلة “انتفاضة القدس” التي تفجرت مطلع شهر أكتوبر الجاري بلغت 58 شهيداً، بينهم 13 طفلاً، وسيدة حامل، فيما بلغ عدد المصابين أكثر من 6500 مصاب.

وارتقى آخر الشهداء قبل ظهر اليوم –وهو رائد جرادات-؛ بعد تمكنه من طعن جندي صهيوني، وإصابته بحالة حرجة قرب بيت عانون شرق الخليل.

 

وفي المقابل أفادت “نجمة داود الحمراء” الصهيونية، بأن عدد العمليات الفلسطينية خلال 25 يوماً بلغت 138، وأسفرت عن مقتل 10 “إسرائيليين”، وإصابة قرابة 130؛ بينهم 15 بحال الخطر.

وفي غضون ذلك، لاقت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن أن حكومة الاحتلال ستواصل الالتزام بسياستها التي تتبعها منذ وقت طويل بخصوص العبادة في الحرم القدسي الشريف بما في ذلك الحقيقة الأساسية؛ ومفادها أن المسلمين هم الذين يصلون في الحرم وغيرهم يزورونه؛ لاقت رفضاً فلسطينياً كونها تشرعن تدنيس المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك.
وبدوره، حذر نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد من مغبة الاستجابة بأي شكل من الأشكال لضغوط واشنطن؛ لأن هدفها الحقيقي هو إجهاض الانتفاضة، مؤكداً في تصريح له أن ما يطرحه “جون كيري” متفق عليه مع الكيان الغاصب، وبالتالي يندرج في إطار المؤامرة.

وكانت حركة “الجهاد الإسلامي” نددت بالدعوات التي تُطالب بوقف الانتفاضة الشعبية، فيما وصفت حركة “حماس” الحراك الدولي بهذا الخصوص بأنه مراوغة للالتفاف على تضحيات شعبنا، وهو جزء من محاولة خبيثة بتواطؤ أمريكي لتثبيت السيطرة الصهيونية على المسرى الشريف.

وفي تطور لاحق، كشفت القناة الثانية في تلفزيون العدو النقاب عن أن حكومة الكيان المصغرة للشؤون السياسية والأمنية ناقشت قبل أسبوعين مقترحاً قدَّمه “بنيامين نتنياهو” يقضي بسحب الهويات الزرقاء من الفلسطينيين المقيمين في القدس المحتلة، وبخاصة في مخيم شعفاط، وبلدتي كفر عقب، والسواحرة.

وتبعاً للقناة، فإن الحديث يدور عن سحب هويات ربع السكان المقدسيين.
وفيما قلل أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات د. حنا عيسى من قيمة هذا المقترح، أكد في حديث لموقع “العهد” الإخباري أن هذا التوجه التعسفي ليس جديداً من حيث المبدأ.

وأشار الى ان “نتنياهو” يسعى من خلال هذا المقترح إلى التغطية على عجزه عن مواجهة الانتفاضة الثالثة، موضحاً أن سلطات الاحتلال سحبت فعلياً منذ عام 1967 وحتى عام 2011 قرابة 14 ألف بطاقة هوية من أهالي القدس، كما سحبت عشرات آلاف البطاقات الأخرى تحت طائلة إما تغيير مكان الإقامة إلى الضفة أو قطاع غزة، أو الحصول على جنسية أخرى.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com