هل تكسر “معادلة المطارات” الحصار على صنعاء؟
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
تواصل القوات اليمنية ترسيخ المعادلة تلو الأخرى. فبعد استهداف المنشآت النفطية الحيوية بطائرات مسيرّة، وعلى وقع الزيارة التي قام بها وزير الدفاع اليمني إلى حدود نجران في السعودية، وذلك بعد السيطرة على أكثر من 20 موقعاً عسكرياً، أعلنت أنصار الله عن معادلة فكّ الحصار عن مطار صنعاء الدولي.
وزير الدفاع اليمني ظهر في المشاهد المصورة وهو يتجوّل ويشير بيديه إلى مطار مدينة نجران السعودي، في إشارة منه إلى مقاتليه لاستهدافه، الأمر الذي أثار سخرية غير مسبوقة على “عاصفة الحزم” التي أطلقتها السعوديّة قبل أكثر من أربع سنوات، فضلاً عن الصفقات التي فاقت المئة مليار دولار ولم تنجح حتى في تأمين الحماية للمواقع السعودية على الحدود الجنوبية.
على وقع هذه التطورات، وبينما كانت القوة الصاروخية اليمنية تستهدف مطار جيزان، أعلن الجناح السياسي لحركة أنصار الله عن أن السكوت على حصار مطار صنعاء لن يستمر إلى ما لا نهاية، ملوّحاً بأن الرّد سيكون عبر استهداف مطارات دول العدوان في إشارة إلى السعودية والإمارات.
وأكد عبد السلام أن الأمم المتحدة هي المسؤولة عن وفاة الأمين العام لاتحاد القوى الشعبية محمد الرباعي التي كانت حالته المرضية تستدعي تلقي العلاج في الخارج.
وتابع المفاوض اليمني في تغريدة لهُ “خاطبنا الأمم المتحدة مراراً بشأن حالة الأستاذ محمد الرباعي التي كانت تستدعي تلقي العلاج في الخارج وللأسف لم تحرّك ساكناً خضوعاً لرغبة مملكة العدوان باستمرار غلق مطار صنعاء الدولي”.
وأضاف عبدالسلام “بشأن جريمة إغلاق مطار صنعاء الدولي وتقاعس الأمم المتحدة عن فعل أي شيء، وتراجعها عن الجسر الجوي الطبي للأمراض المستعصية وما نجم جراء ذلك من مآسٍ إنسانية، فقد وجب إفهام دول العدوان بأن مطاراتها في مرمى النيران، وأن إغلاقها أو إصابتها بشلل تام هو أقرب الطرق لفك الحصار عن مطار صنعاء”.
معادلة “المطار بالمطار”
تعدّ المعادلة الجديدة التي أطلقها الناطق الرسمي لأنصار الله ورئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام بشأن إغلاق مطار صنعاء الدولي، تحوّلاً جديداً في مراحل التصعيد الاستراتيجي، وتأتي تكريساً لضربات سابقة لهذه المطارات، وإن لم تكن تحت معادلات ردع “العين بالعين”.
نجحت القوات اليمنية خلال الأعوام الماضية باستهداف مطارات دول العدوان مرّات عدّة، أبرزها مطار عبد العزيز الدولي في جدّة، وقد تذرّعت السعوديّة حينها بمحاولة أنصار الله استهداف مكّة بغية تشتيت الأنظار عن فشلها.
لم تقتصر ضربات أنصار الله النوعية على المطارات السعودية، فقد أعلنت القوات اليمنية العام الماضي استهداف مطار أبو ظبي عبر طائرة مسيرة، موضحةً أنها هاجمت مطار أبو ظبي بغارات عدة عبر طائرة مسيرة من طراز صماد-3، نفت الإمارات هذا الهجوم ولكن قد بثّت حركة ” أنصار الله ” مشاهد مسجّلة بعد عام من العملية، تعود لاستهدافهم منشآت في مطار أبو ظبي الدولي بطائرة مسيرة، لتكشفت زيف ادعاء الحكومة الإماراتية.
وبين مطار عبد العزيز الدول ومطار أبو ظبي، هناك العديد من المطارات المهمة التي تسمح لأنصار الله برفع الحصار عن مطار صنعاء الدولي، وبإمكان الطائرات المسيّرة التي تبلغ تكلفة الواحدة منها مئات الدولارات أن تكلفّ دول العدوان مليارات الدولارات عبر استهدف الطائرات الموجودة على أراضي المطارات، تماماً كما فعلت الطائرات السعودية في آذار عام 2015 عندما بدأت العدوان على اليمن.
كما كل المعادلات الأخرى، بدأت صنعاء هذه المعادلة بشكل تدريجي عبر مطار جيزان، وبالتالي لا نستبعد في الأيام القادمة اتساع دائرة الردع لمعادلة المطار بالمطار، الأمر الذي سيجبر دول العدوان على وقف حصارها لمطار صنعاء، وإلا فإن هذا الحصار سيطول الكثير من المطارات السعودية والإماراتيّة.