كذبة ديسمبر!
بقلم / علي ظافر
” التحالف الإسلامي ” تحالف جديد تسعى السعودية على قدم وساق لتشكيلة، على أعتاب تسعة أشهر من فشل ” التحالف العربي ” في اليمن.
تختلف القراءات للإعلان السعودي المفاجئ لهذا “التحالف” المثير للجدل، ففيما يرى فيه البعض تغطية على الهزيمة المدوية التي منيت بها السعودية وحلفاؤها في اليمن، يعتقد البعض الآخر أن الهدف من وراء هذا التحالف هو نقل التجربة اليمنية إلى أكثر من بلد تحت مبرر مكافحة الإرهاب.
يتساءل البعض، ما هو ” الإرهاب ” في نظر السعودية التي يتهمها كثيرون بتفريخ الجماعات التكفيرية، الإرهابية ودعمها بدءاً من أفغانستان، مروراً بالعراق وسوريا واليمن، ثم في حال تشكل التحالف، فمن الجهات ” الإرهابية ” وفق النظرة السعودية ؟؟ سؤال مشروع ومثير للمخاوف لدى الكثيرين … سؤال لم يطرحه حتى أولئك الذين بادروا لموافقة هذا ” التحالف” وغفلت بعض الحكومات عن تصريح المراهق السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي قال :” التحالف الإسلامي لن يحارب “داعش” فقط.. ولا نستطيع القيام بعمليات في سوريا والعراق إلا بالتنسيق مع الشرعية والمجتمع الدولي ” .
المثير للمخاوف أن تكون السعودية تسعى، لنقل التجربة الى سوريا، تحت هذا المبرر، وتستهدف الموالين للدولة السورية ، كما لا يستبعد أن تكون السعودية تستهدف من وراء تشكيل هذا التحالف أنصار الله في اليمن، وحزب الله في لبنان خصوصا إذا ما ربطنا هذه الفرضية بقرارات سابقة صدرت عن مختلف الدول الخليجية بتصنيف ” الحوثيين ” وحزب الله، وغيرهم من الأطراف ضمن “الجماعات الإرهابية” !.
السؤال المهم هنا .. هل سيكتب لهذا التحالف النجاح ؟! أم أنه سيفشل كما فشل التحالف العربي – الذي دخل فيه مرتزقة البلاك ووتر البلاك ووتر للدفاع عن ” الأمن القومي العربي – ولماذا تسعى السعودية لفرض حالة الهيمنية وتصدر المشهد العربي والاسلامي ؟ وهل ستستطيع الرياض اقناع تركيا وباكستان بالدخول في هذا التحالف بعد أن فشلت في ذلك في تحالفها السابق ، وهل ستسمح لها مصر السيسيي وتركيا أردوغان بلعب دورها وتحويلهم إلى مجرد عبيد طيعين لها ؟ أم أن صراعاً مستقبلياً سيشتعل بين الرياض والقاهرة وانقرة على من يكون اللاعب القوي والمهيمن ؟ .