سجون ابن سلمان السرية: جحيم الإخفاء القسري
موقع أنصار الله – متابعات– 5 محرم 1441هـ
لا تكتفي سلطات آل سعود بممارسة القمع وشنّ حملات اعتقال كبيرة ضد الناشطين السياسيين والناشطات الحقوقيات وإيداعهم السجن، بل إنها تقوم بإخفاء العشرات منهم في سجون سرية مرعبة من دون معرفة ذويهم أي أمر عنهم، فضلاً عن وجود شكوك بتعرض بعضهم للقتل بسبب التعذيب.
وفي هذا السياق، وثّقت منظمات حقوقية سعودية تنشط خارج البلاد، منها منظمة “القسط”، في تقرير لها بداية العام الحالي، خمس حالات من الاختفاء القسري في السعودية. كما تحدثت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان في أكثر من تقرير عن الإخفاء القسري في السعودية والمخاوف على مصير هؤلاء المخفيين، فيما قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في أحد تقاريرها أن الاحتجاز التعسفي يطال الآلاف في السعودية.
منذ وصول محمد بن سلمان إلى سدة ولاية العهد في يونيو/حزيران العام 2017، بدأ سعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي والذراع الأمني لابن سلمان، ببناء نظام سجون سرية عبر “رئاسة أمن الدولة”، وهو جهاز أمني تم تشكيله ليتولى الأمور الأمنية الخاصة بولي العهد من اعتقال وتحقيق وتعذيب وسجن، بعيدا عن إدارات السجون التابعة لوزارة الداخلية.
وتقوم السلطات السعودية بإيداع المعتقلين الذين تنوي تعذيبهم لإجبارهم على الإدلاء باعترافات، في “شقق مفروشة” أو مجمّعات سكنية تابعة لرئاسة أمن الدولة، تنتشر في طول البلاد وعرضها.
وأدلى بعض المعتقلين بشهادات لأهاليهم، تؤكد أنهم احتُجزوا لفترات طويلة داخل السجون السرية، كان من أبرزهم الطبيب الأميركي السعودي وليد فتيحي، والناشطة لجين الهذلول. وكشفت علياء الهذلول، شقيقة لجين، الناشطة الحقوقية والسياسية النسوية التي اعتقلت في مايو/أيار العام 2018، أن شقيقتها أخفيت في شقة مفروشة تابعة لرئاسة أمن الدولة، وتعرضت في هذه الشقة، التي تصنف بأنها معتقل غير رسمي، لحملات تعذيب وضرب من قبل الأجهزة الأمنية بإشراف القحطاني، فيما لا يزال المئات من المعتقلين الآخرين مخفيين داخل السجون السرية المنتشرة في البلاد.
ومن أبرز المختفين قسريًا في البلاد حتى الآن، الشيخ سلمان الدويش، وسط شكوك حول تعرضه للقتل بعد سلسلة عمليات التعذيب على يد الأمنيين التابعين لولي العهد.
وكان الدويش، وهو أحد المحسوبين على ولي العهد السابق محمد بن نايف، قد اعتُقل في إبريل/نيسان العام 2016 عقب سلسلة تغريدات حذر فيها الملك سلمان من منح الثقة لابنه محمد، ووصفه بالمراهق والمدلل.
ونقل الدويش بعد اعتقاله إلى السجون السعودية الرسمية. لكن مع وصول محمد بن سلمان إلى سدة ولاية العهد، أصدرت السلطات أمرًا بالإفراج عنه وإخراجه من السجن، وتسلمته رئاسة أمن الدولة، التي قامت بتعذيبه داخل سجونها السرية ما أدى لانقطاع أخباره، وسط حديث حساب “معتقلي الرأي” أنه تعرض للقتل.