أيهما أولى بالاحتفاء: المولد النبوي أم ميلاد الأمراء واليوم الوطني؟!
موقع أنصار الله || مقالات || غيـداء الخاشب
إن الذكرى العطرةَ لميلاد المصطفى على وشك القدوم والأمة المسلمة تقومُ بالتجهيزات اللازمة وخَاصَّةً الشعب اليمني؛ ابتهاجاً بالمولد النبوي الشريف، ولا يخفى على البعض أن اليمنيين وهم في ظل أسوأ الظروف والحصار المطبق عليهم من قِبل تحالف العدوان إلا أنهم يستعدون استعدادًا تاماً؛ للاحتفاء بميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين، وليس بِغريبٍ عليهم ففي كُـلّ عام نرى الملصقاتِ واللوحات المعبرة عن البهجة والاحتفال، والأنوار المضيئة في الشوارع والحارات، وكذلك نرى الزخمَ الشعبي في جميع الساحات المحضَّرة للفعاليات.
هكذا هم اليمنيون برغم ظروفهم الصعبة لكنهم ككل عام يستعدون للاحتفال بالمولد النبوي.
الاحتفال ليس محصورًا على اليمنيين أَو على فئةٍ وأحزاب معينة، بل على الأُمَّـة كافةً الاحتفاءُ بيوم ميلاد طه الرسول الذي أخرج الأُمَّـةَ من الضلال إلى النور وَالهداية، وَالذي يوافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول والاحتفال بهِ هو واجبٌ ديني، فرسول الله _صلوات الله عليه وعلى آله_ ليس بشخصٍ عادي، هو إنسان عظيم لدرجة أن لا يمكن وصفه أَو تقييمه في كتب ومجلدات أَو على هذه السطور القليلة.
أُكرّر مجدّدًا كلماتي التي جعلتها عنوانٌ لمقالي لعل البعض يستفيق ممن لا يزال متبرمًا وغاضبًا من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لأقول: إن الاحتفال بهذا اليوم المبارك هو واجبٌ ديني على جميع المسلمين المُحبين للرسول _صلوات الله عليه وعلى آله_، والاحتفال بالمولد لهُ عدة طرق ووسائل، والتفاعل مع هذه الاحتفالات والتجهيزات هو الذي يُثبت الحبَّ والولاءَ للرسول الأعظم وآل بيته الأطهار، كما إنها مناسبة من أهم المناسبات الدينية وليست كما يدّعي البعض بالقول إنها بدعة أَو ما شابه ذلك، وها أنتم تحتفلون بأعيادهم –منها ميلاد بن سلمان، اليوم الوطني للمملكة السعودية- التي لا أهميّة لها ولا أثرَ لها في قلوب الناس، وتجعلون الاحتفاءَ بمولد الرسول الأعظم بدعةً. أفلا تعقلون؟!
إن احتفالنا وتهيئتنا النفسية والعملية بميلاد طه والاقتداء به هو سرُّ العزة والقوة التي نمتلكها اليوم، أوَليسَ اللهُ يقول في محكم كتابه (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
إذًا فلتسعدي يا هذه الدنيا بميلاد طه رغم أنوف المعتدين والحاقدين، ولتُثبتْ يا يمنُ للعالم أجمعَ في هذا العام بحضورك ومواقفك المشرّفة وعطائِك السخي في مولد النبي المصطفى بأنك متمسكٌ بالعروة الوثقى متمسِّكٌ بالله وبرسوله، مُتشبِّثٌ بحب رسول الله وآل بيته، ولترتفعِ الأصواتُ بـ(لبيك يا رسولَ الله). ولتشهد الأكوانُ بأننا نحنُ اليمانيين في حب طه لن نستكين.