من استحقاق السلم والشراكة إلى الخيارات الاستراتيجية.. اليمن في 2015.. محطات في مواجهة المؤامرة الكونية
إبراهيم السراجي / صحيفة صدى المسيرة
يطوي الـيَـمَـنيون عَامَ 2015 بشكلٍ مختلفٍ عن كُلِّ الأعوام السابقة، فقد شهدوا أكبر المؤامرات الإقليمية والدولية ضد بلادهم، وفيه أَيْـضاً واجهوا بشكلٍ مباشر القوى التي تقفُ وراء تلك المؤامرات، بعد سنين طويلة من مواجهة أدواتهم، وفي ذات الوقت شهد العامُ نفسُه صموداً يمنياً قَلَّ نظيرُه في العالَم بمواجهة عدوان لم يستثنِ أحداً من أهدافه وحصاراً شاملاً لم تشهده أيةُ دولة من قبل.
الانقلاب على استحقاق اتفاق السلم والشراكة
على عكس أسلوب المنتصر الباغي الذي يفرِضُ شروطَه بعد انتصاره في أيَّة معركة، إلا أن قوى ثورة 21 سبتمبر لم تسلك ذلك الطريق وفور إسقاط قوى النفوذ توجهت قوى الثورة إلى دار الرئاسة لتوقّعَ مع جميع المكونات السياسية اتفاق السلم والشراكة الذي يعطي الحق لجميع المكونات بالدخول في مرحلة حقيقية من الشراكة الفعلية عكس ما فرضته المبادرة الخليجية على ثورة 11 فبراير.
إذن بدأ الـيَـمَـنيون عام 2015م وهم يتطلعون لتنفيذ اتفاق السلم والشراكة لإنهاء الصراعات التي شهدتها البلاد، غير أن القوة السياسية على رأسها الإصلاح والرئيس الفار عبدربه منصور هادي لم تؤمن بالاتفاق رغم توقيعها عليه وظلت تتلقى التعليمات من الأمريكيين والسعوديين في محاولات متسمرة لإجهاض الاتفاق.
شكّل الفارُّ هادي بموجب التفويض الذي حصل عليه، حكومةَ برئاسة خالد بحاح ولم يأخذ في الاعتبار شروط التفويض الذي حصل عليه ولم يستشر مستشاريه الذين جرى تعيينُهم بناءً على اتفاق السلم والشراكة للإسهام في مشاورات تشكيل الحكومة، وعلى مضض تم القبولُ بتلك الحكومة رغم كُلّ الملاحظات، لكن هادي وحكومته بتعليمات أمريكية وسعودية سعوا للتنصل من جديد عن تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة، وكان هادي قبل تشكيله حكومة بحاح قد اجتمع بالسفير الأمريكي وخرج ليفاجئ الجميع بتعيينِ مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة، في خطوة فاجأت الجميعَ، بما فيهم مستشاروه، الذين لم يَعلموا بخطوتِه التي اتضح أنه اتخذها بناءً على أوامر من السفير الأمريكي لتشهد العاصمة في ذلك الحين المأساة التي تمثلت بالانتحاري الذي فجر نفسه بميدان التحرير بين المتظاهرين ضد تعيين بن مبارك وأوقع عشرات الشهداء والجرحى.
استقالة الفار هادي وحكومته.. فاتحة المؤامرة
في 22 يناير قدَّمَ الفار هادي استقالته من منصبه كرئيس للجمهورية، وما هي إلا ساعاتٌ وقدّم خالد بحاح استقالتَه أَيْـضاً كرئيس للحكومة دون أن يعلمَ أعضاء حكومته بذلك؛ لتتضحَ الرؤية في ذلك الحين أن أمريكا والسعودية أوعزتا إليهما بذلك بعد أن أفشلت اللجانُ الشعبية المؤامرة التي كانت تهدفُ إلى تمرير مسودة الدستور التي صاغها هادي ومَن معه على غير ما تم الاتفاق عليه، فكانت الاستقالاتُ بهدف خلق فراغ سياسي يعيقُ مسار ثورة 21 سبتمبر ويحمّلها العبءَ، وفي محاولة للضغط على قوى الثورة للرضوخ للمخططات الأمريكية بشأن الدستور ومسألة الأقاليم التي كانت مطروحةً في ذلك الوقت وسعي أمريكا لإقرارها دون دراسة بهدف خلقِ صيغةٍ تسهِّلُ تقسيمَ البلاد.
عقبَ تقديم الفارِّ هادي ورئيس حكومته استقالتهما بخمسة أيام خرَجَ السيدُ عبدُالملك الحوثي بخطابٍ متلفزٍ ألقاه في 27 يناير وعلّق على أن خطوة اللجان الشعبية كانت في سياق العَودة للاتفاق المبرم والالتزام، وقال في خطابه: “كان يُفترَضُ أن تلقى هذه الخطوة، بمطالبها وما رمت إليه وسعت لتحقيقه، أن تلقى بالحدّ الأدنى تفهماً، تفهماً من الجميع، وتفاعُلاً إيجابياً، ولكن كانت الخطوة الغريبة، غريبة في مقابل ما حصل، في مقابل ما طُولب به، في مقابل ما سعينا إليه، كانت الخطوة الشاذة غير السليمة هي الخطوة التي تمثلت باستقالة الرئيس وكذلك تقديم الحكومة لاستقالتها”.
في ذات الخطاب وبينما كانت القوى المرتبطة بالخارج تنتظر رضوخ قوى الثورة للضغوط بفعل استقالة هادي وحكومته إلا أن السيد عبدالملك الحوثي قال معلقاً على الاستقالات تلك: “نحن ندرك ولربما الجميع يدرك، أو الأكثر يدرك، أنها كانت خطوة تهدف إلى مناورة، يعني كانت خطوة غير جادة، الهدف منها مناورة من أجل الابتزاز، من أجل العمل على فرض تلك الالتفافات التي يسعون لفرضها في الواقع، ولكن.. رُب ضارة نافعة”.
بكلمة “رُبِّ ضارة نافعة” التي قالها السيد الحوثي في خطابه أدركت القوى المرتبطة بالسعودية أنها فشلت في ابتزاز الثورة، ولذلك ولأسباب براغماتية خالصة ذهبت المكونات السياسية للمفاوضات السياسية في فندق موفمبيك برعاية المبعوث الأممي إلى الـيَـمَـن في حينه إسماعيل ولد الشيخ، وكانت لدى تلك المكونات قناعة بتجاوز مرحلة هادي والسير في طريق الوصول إلى فترة انتقالية بمشاركة المكونات السياسية كلها.
الإعلان الدستوري.. الثورة تؤكد جديتها في الخروج من حالة الجمود
منذ استقالة هادي وحكومته جرت المفاوضات برعاية أممية بُغية التوصُّل لاتفاق سياسي للمرحلة المقبلة إلا أن بعضَ المكونات المرتبطة بالسعودية على رأسها الإصلاح ظلت تماطلُ، ففي حين كان ممثلو الإصلاح في تلك المفاوضات يتوصلون إلى اتفاق مع القوى الأخرى كان الحزب بتعليمات سعودية يعود بعد ذلك بساعات ويصدر بيانات تؤكدُ تمسكه بشرعية هادي رغم أنه كان يصر على استقالته وبذلك يتم نسفُ الاتفاقات.
وأعطيت للقوى السياسية مُهلةً معلنةً للتوصُّــل إلى اتفاق يُخْرِجُ البلاد من حالة الفراغ السياسي، إلا أن المهلة انتهت ولم تتوصل المكونات السياسية لأي اتفاق فكان الإعلانُ الدستوري.
في 6 فبراير ومن داخل القصر الجمهوري وبحضور سياسي وقبَلي وعسكري كبير تم الكشف عن “الإعلان الدستوري” والذي أوضح في مقدمته أنه جاء بعد أن بذلت “المكونات السياسية المؤمنة بثورة الـ11 من فبراير والـ21 من سبتمبر، جهوداً مضنية لاحتواء الموقف، وإقناع المكونات السياسية بمبدأ السلم والشراكة للخروج بالوطن من الفراغ الذي خلّفته الاستقالة المفاجئة وغير المبرَّرة لرئيس الجمهورية والحكومة.
ولكن تلك الجهود قوبلت بالتعطيل والرفض والتنصُّل عن المسؤولية الوطنية، واستمرت بعضُ المكونات في نهجَها الانتهازي وتفريطها بالمصلحة الوطنية.
وأقر الإعلان الدستوري 15 مادة والذي نص على تشكيل مجلس وطني، وتشكيل مجلس رئاسي، واختصاص اللجنة الثورية باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الضرورية لحماية سيادة الوطن وضمان أمنه واستقراره وحماية حقوق وحريات المواطنين، ويمكن العودة إلى نص الإعلان الدستوري للتعرف على كافة مواده تلك.
مغادرة السفير الأمريكي وكواليس المؤامرة القادمة من الخارج
في 9 فبراير وعقب أيام من الإعلان الدستوري غادر السفير الأمريكي العاصمة صنعاء بعد أن فقد القدرة على التحرُّك خارج السياق الدبلوماسي المتعارف عليه بعد أن اعتاد على التحرُّك بحرية وامتلاك سلطات تطعن في سيادة البلاد في فترة حكم الفار هادي؛ ليجد أن وجودَه لم يعد مفيداً، حيث غادر العاصمة صنعاء، وهناك في واشنطن بدأت المؤامرة التي دفعت بمزيد من المماطلات في الوصول إلى حل سياسي بينما كانت واشنطن والرياض تعدان العُـــدَّة للعدوان.
اغتيال المناضل عبدالكريم الخيواني
بالتزامُن مع ذكرى مجزَرة جمعة الكرامة التي توافق 18 مارس جرى اغتيالُ الشهيد عبدالكريم الخيواني أمامَ منزله بالعاصمة صنعاء، كانت فاجعة اغتياله بما يمثله الخيواني من رمزية للحرّيات وحقوق الإنسان وما يمثله من رمزية للنضال والثورة خطوةً مدروسةً من قبل القوى التي تقفُ وراء اغتياله باعتباره صوتاً مسموعاً عالمياً سيُفسِدُ الكثيرَ من مخططات العدوان التي كانت تُطبخ في واشنطن.
اغتيال الخيواني شغل الرأي العام المحلي والعربي والدولي، حيث أشارت بعضُ التقارير التي تناولت اغتياله “أن اغتيال شخصية وطنية بحجم الشهيد الخيواني، جاء لاستكمال خيوط المؤامرة التي تُدبر للـيَـمَـن والـيَـمَـنيين؛ بهدف وضع العصي في دولاب الثورة الـيَـمَـنية، لحرفها عن مسارها أَوْ إيقافها، للحيلولة دون الوصول إلى أهدافها في التحرر من الهيمنة والتبعية للسعودية، وإسدال الستار على المسرحية الطويلة كُتبت فصولها في السعودية في زمن الملك محمد بن سعود، والتي فرضت على الـيَـمَـن دورَ التابع الضعيف، والمسكون بانعدام الأمن والفوضى، والمحتاج دوماً للخارج بهدف دفع شبح الجوع عنه”.
العدوان السعودي الأمريكي.. حين تعلن المؤامرة عن نفسها
في 26 مارس تم استقدامُ الفارّ هادي بملابس عُمانية إلى الرياض في خطوة تجميلية للمخطَّط الذي جرى الإعلانُ عنه بالغارات بعد ساعات من وصوله إليها، حيث استيقظ الـيَـمَـنيون ليلتها على وقع الغارات وإعلان السفير السعودي لدى واشنطن تبني بلاده وتحالفها للعدوان الذي انطلق ضد الـيَـمَـنيين في طول البلاد وعرضها، وكانت خطوة السفير السعودي بإعلانه عن العدوان من واشنطن بالتزامن مع بيان مؤيد من قبَل البيت الأبيض الذي أعلن مساندته اللوجيستية للعدوان.. كلها كانت كافيةً ليعرف الـيَـمَـنيون أنهم يواجهون عدواناً سعودياً أمريكياً بامتياز.
وقال بيان البيت الأبيض إنه يعلن: “عن موافقة رئيسِ الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما، على تقديم دعم لوجستي واستخباراتي لعملية “عاصفة الحزم” العسكرية في الـيَـمَـن”. وفي ذلك الحين كانت الطائرات السعودية قد أنجزت أول مهمة بارتكاب أول جريمة حين استهدفت منزلاً بالعاصمة صنعاء ليسقط أول الشهداء والجرحى من المدنيين.
المبعوث الأممي بن عمر يقدم استقالته ويؤكد “العدوان قتل العملية السياسية”
بذلت السعودية بمساندة أمريكية جهوداً كبيرة للتخلص من المبعوث الأممي إلى الـيَـمَـن جمال بن عمر في ذلك الحين والذي أدرك أن الأمم المتحدة قادمةٌ على الرضوخ للضغوط الأمريكية والسعودية.
وفي 16 من أبريل قدّم المبعوث الأممي استقالتَه من مهمته كمبعوث يمثل أمين عام الأمم المتحدة بالـيَـمَـن، وقال في مقابلة صحفية لاحقة “إنّ الوصول إلى اتفاق سياسي كان وشيكاً قبيل بدء العدوان السعودي على الـيَـمَـن، مما ساهم في تصلّب مواقف الأطراف المتنازعة.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن بن عمر قوله إنّ العملية العسكرية في الـيَـمَـن عقّدت المسار السياسي في البلاد”. وعاد بعد ذلك ليؤكد ما قاله في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، وبذلك أكد أن العدوان السعودي سعى لإفشال أي اتفاق سياسي، وأكد صحة أن الرياض كانت توعزُ لاتباعها بالمماطلة في المفاوضات.
صاروخ سكود بضربة واحدة حطّم مزاعم العدوان
في 21 أبريل كانت السعوديةُ قد أعلنت في بيان عن وزارة الدفاع أنها أنهت مهمة “عاصفة الحزم” وقضت على أسلحة الجيش الـيَـمَـني، بما فيها الأسلحة الباليستية، لكنها عادت لمواصَلة عدوانها بشكل أبشع وبين مراحل العدوان الأولى كان الناطق باسم العدوان السعودي يؤكدُ مراراً أن طيران العدوان قد تمكن من تدمير الأسلحة التي تمثل خطراً على المنطقة، حسب زعمه.
وفي 6 يونيو أعلن الجيشُ واللجان الشعبية أن القوَّةَ الصاروخية أطلقت أول صاروخ من طراز سكود الباليستي باتجاه قاعدة خالد بن عبد العزيز الجوية في خميس مشيط في عسير جنوب غرب المملكة العربية السعودية؛ لتؤكد قوَّةَ الرصد أنه أصاب هدفه بدقة.
وبغض النظر عن زعم العدوان اعتراضَ الصاروخ، بينما كانت كُلُّ المؤشرات تؤكد عكسَ ذلك، غير أن إطلاق الصاروخ بحدِّ ذلك وما تلاه من الصواريخ الباليستية أسقطت مزاعمَ العدوان حول تمكُّنه من تدميرها، وهو ما سبّب له حرجاً كبيراً أمام العالم.
توشكا صافر.. يبعثر أوراق الغزاة بمأرب
في 4 سبتمبر أطلقت القوةُ الصاروخية صاروخاً باليتسياً من طراز توشكا استهدفَ قوات الغزو والمرتزقة في منطقة صافر بمحافظة مأرب، وبما حققه من نتائجَ تمثلت بمقتل عشرات الغزاة والمرتزقة، فقد مثّل علامة فارقة في المواجهة مع الغزاة، وإلى جانب ما حققه فقد فضح دول العدوان التي ادعت نشْرَ بطاريات الباتريوت لاعتراض الصواريخ، لتؤكد فشلها في اعتراض توشكا والصواريخ الباليستية، سواء التي أطلقت على مواقع الغزاة والمرتزقة بمأرب وتعز، أو على مواقع العدو السعودي بجيزان ونجران وعسير.
وحاز توشكا صافر على الاهتمام الأكبر رغم ما حقّقته الصواريخ التي من نفس طرازه من نتائج، إلا أنه كان أولى الضربات القوية التي أفقدت دولَ العدوان توازُنَها، وقد أكدت المعلومات أن 67 جُندياً إماراتياً لقوا مصَارِعَهم، كما سقط 42 جندياً سعودياً و16 جندياً بحرينياً، إضافة إلى 12 جندياً أردنياً، أما في ما يتعلقُ بالخسائر البشرية في صفوف مرتزقة حزب الإصلاح وعناصر القاعدة فقد أكدت مصادرُنا أن ما يزيدُ عن 52 لقوا مصارعهم وعدد كبير جداً من الجرحى، وعلى صعيد العتاد العسكري فقد دمَّر الصاروخ 25 عربة حاملة صواريخ من نوع مانستير وثلاث قاطرات وقود و4 ناقلات إسعاف وعدداً من طائرات استطلاع وطائرتين أباتشي، واحترق عدد كبير من الآليات العسكرية الأخرى، ما بين دبابة ومدرعة، وقدرت المصادر أن مجموعَ ما تم إحراقه من هذه الآليات يفوق المائة آلية عسكرية.
وبالبحث في تأريخ نتائج العمليات العسكرية للصواريخ الباليستية نجدُ أن ما حقّقته القوة الصاروخية الـيَـمَـنية سيظل رقماً قياسياً في تأريخ العمليات الصاروخية يصعب تكرارُه إلا من قبل القوة الصاروخية نفسِها، ففي حين أكد الخبراء أن صاروخ توشكا الأول في صافر كان أنجحَ صاروخ باليستي في تأريخ هذا النوع من الصواريخ يحقق هدفه العسكري، ليتمكن الجيش واللجان الشعبية من كسر رقمهم القياسي مرة ومرتين وثلاث وأربع مرات والرقم مرشح للزيادة.
المرحلة الأولى.. خيارات استراتيجية
أمامَ استمرار العدوان أثبت الجيش واللجان الشعبية أن التلويح بالخيارات الاستراتيجية لمواجهة العدوان لم تكن لمجرد الاستهلاك الإعلامي، بل خط واضح للمواجهة العسكرية الرادعة للعدوان.
ففي 3 من ديسمبر الجاري أعلن الناطقُ الرسمي باسم الجيش بدْءَ المرحلة الأولى من التصعيد ضمن الخيارات الاستراتيجية في مواجهة العدوان والغزو وانتهاء المرحلة التمهيدية منها بالسيطرة على مواقع العدو وقُراه في مختلف الجبهات الحدودية.
وفي حينه أعلنت وزارةُ الدفاع أن أبطالَ الجيش واللجان الشعبية حقّقوا خلال الأيام الثلاثة التي سبقت الإعلان انتصاراتٍ عظيمة في جيزان ونجران وعسير تمكّنوا من خلالها السيطرة على عشرات المواقع والقرى ودمّروا عشرات الآليات والدبابات والجرافات التابعة للعدو الذي تكبد إلى جانب ذلك خسائر كبيرة في الأرواح.
حيث جرى تمشيط الخطوط الأمامية للعدو بأكثر من 1000 صاروخ وقذيفة، لافتاً أن خطوط العدو شهدت انهياراً كبيراً خلال العمليات النوعية في فترة زمنية محدود على طول المحاور الثلاثة في نجران وجيزان وعسير.
وأكد مصدر بوزارة الدفاع أن تلك العمليات شهدت تدمير أكثر من 75 دبابة ابرامز وعربة برادلي وآلية وجرافة في جيزان ونجران وعسير، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من ضباط وجنود العدو في عمليات تناسبت مع حجم الإعلان.
وبحسب المصدر ومع بدء المرحلة الأولى للخيارات الاستراتيجية قام أبطال الجيش واللجان الشعبية بتمشيط الأراضي والمواقع والقرى التي جرى السيطرة عليها بمنطقة جيزان، وهي مواقع السودة – الخشل – أبو الكثاف – المعطن – المروة – مواقع المعنق وقرية المعنق – الابادية – سلعة – برج الممعود ومواقع الممعود وقرية الممعود – جوبح – المعزاب وقرية المعزاب – القصبة – السرداح – الدقة – قائم زبيد– جنوب الكبري– القرن – العين الحارة – معسكر قزع – الغاوية تجمع اليات ومواقع – الدود – الدخان – الرميح – قرية الرديف مواقع الرديف برج الرديف ومركز الرديف – قرية الزبادي ومواقع الزبادي – قرية العمود وبرج العمود ومواقع العمود.
خيارات صاروخية.. العرض مستمر
عرَضَ الإعلامُ الحربيُّ قبلَ وبعدَ الإعلان عن المرحلة الأولى من الخيارات الاستراتيجية مشاهدَ كثيرةً أسقطت فيها قواتُ الجيش واللجان الشعبية عشراتِ القرى والمواقع وبعضَ المدن السعودية كالربوعة والخوبة، ومعها تم عرضُ تدمير مئات الآليات.
لكن ما ميَّزَ مرحلةَ ما بعد الإعلان عن المرحلة الأولى من الخيارات الاستراتيجية هو تكثيفُ إطلاق الصواريخ الباليستية، حيث شهد الأسبوعان الماضيان إطلاقَ 8 صواريخ من طراز قاهر1 الباليستي على أهدافٍ سعوديةٍ في جيزان ونجران وعسير، ضمن ما أعلن عنه الجيشُ واللجان الشعبيةُ عن وضع 300 هدفٍ سعوديٍّ في مرمى قوة الاسناد الصاروخي.
وأمامَ ما تم إطلاقُه على مواقعِ العدو السعودي من صواريخ باليستية كان للغزاة والمرتزقة نصيبٌ منها، سواءٌ من طراز توشكا أَوْ قاهر1، التي استهدفت الغُزاةَ والمرتزقة في باب المندب، ومرة أخرى في صافر ومعسكر تداوين بمحافظة مأرب.
وحسبَ وتيرة إطلاق الصواريخ والأهداف الموضوعة يمكن التأكيدُ أن ذلك ما يزالُ بدايةً لعرض مستمر.