دولة “الاصلاح” في مأرب: “الإيدز” يتفشى في صفوف “جنود الزنداني” وأطفال من “ضحايا الاغتصاب” يواجهون الإعدام
|| صحافة ||
تتصدر “الفضائح” الاخلاقية والجرائم، عادة، أخبار المحافظات والمناطق التي يسطير عليها اتباع “التحالف” بمختلف تشكيلاتهم، لكن خلال الاسبوع الاخير انتقلت أخبار محافظة مأرب بهذه الفضائح الى مستوى غير مسبوق، إذ انكشف ولأول مرة انتشار مرض “الإيدز” داخل معسكرات تابعة لقوات هادي تضم جنودا افارقة، في نفس الوقت الذي قضت فيه سلطات “الاصلاح” هناك بإعدام طفل قاصر، لأنه دافع عن نفسه وقتل شخصا حاول اغتصابه.. تشكيلة صادمة من الاحداث والمعلومات سلطت الضوء على العامل المشترك بينها، وكونت صورة اكثر وضوحا عن حقيقة ما يدور في محافظة مارب الواقعة تحت سيطرة حزب الاصلاح، والذي ليس من قبيل المصادفة ان يكون هو نفسه من كشفت المنظمات الدولية تورطه في جرائم وانتهاكات جنسية واسعة بمدينة تعز.
فضيحة انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة “الايدز” كُشفت رسميا بتصريحات من مدير مكتب الصحة التابع لسلطات هادي في المحافظة، عبد العزيز الشدادي، والذي اوضح ان احد المستشفيات الخاصة في المدينة اكتشف اصابة جنديين من قوات هادي بالمرض بعد وصولهما إلى المستشفى للتبرع بالدم لاحد زملاءهما المصابين.
وعندما حاول المستشفى التحفظ على الجنديين المصابين تدخلت قوة عسكرية تابعة للاصلاح واطلقتهما خوفا من انتشار الفضيحة لكن الأوان كان قد فات.
عدة مصادر مطلعة وميدانية تحدثت لصحيفة “المراسل”، وأكدت أن حالات الإصابة بالإيدز بين مجندي الإصلاح أكثر بكثير من الحالتين اللتين أقر بهما الشدادي، وهو ما أكدته مواقع إخبارية تابعة للإصلاح نفسه، قبل أن تقوم بحذف الأخبار المتعلقة بالقضية (موقع مارب برس ابرزها)
وأكدت معلومات ميدانية أخرى أن انتشار الخبر تسبب بحالة من الذعر في أوساط مجندي الاصلاح في مختلف المعسكرات، وان بعضهم لاذوا بالمغادرة، الأمر الذي يعني أن ثمة حالات اخرى، أو أن الجنود المغادرون يعرفون ان مسعكراتهم تحتوي على ما يمكنه ان يسبب المرض وينقله.
مصادر لـ”صحيفة المراسل”: الحالات المصابة بالمرض بين قوات هادي أكثر مما تم الإعلان عنه
“الشدادي” حاول تبرير الفضيحة والتغطية عليها، لكنه اخفق، وذلك عندما اوضح أن معظم معسكرات “التحالف” في مارب تضم جنودا أفارقة هم سبب انتقال المرض، الأمر الذي فتح باب التساؤلات حول حقيقة ما يحدث داخل تلك المعسكرات، فمجرد استقدام “التحالف” لجنود افارقة مصابين بالإيدز يعتبر فضيحة مستقلة بحد ذاتها، وطريقة انتقال المرض من الجنود الافارقة الي مجندي الإصلاح فضيحة اخرى، خاصة في ظل الحديث عن ما يحدث من جرائم جنسية داخل معسكرات قوات هادي (تقرير الخبراء الأمميين الاخير بشأن اليمن اكد وجود حالات اغتصاب جماعي وفردي يمارسها عناصر من القوات التابعة للتحالف بمختلف تشكيلاتها)
تزامنا مع ذلك، اصدرت السلطات القضائية التابعة للاصلاح في مأرب، حكما بالإعدام بشأن طفل في الحادية عشرة من عمره، لانه قتل شخصا كان يحاول اغتصابه (دفاعا عن النفس)، لتضاف بذلك فضيحة أخرى غير مسبوقة إلى رصيد الاصلاح خلال اسبوع واحد فقط.
الحكم بالاعدام “رميا بالرصاص” على الطفل “مفضل الريمي” اثار موجة واسعة الغضب في اوساط المتابعين والناشطين المحليين الذين استنكروا معاقبة الضحية، بدلا من الاقتصاص لها، واعتبروا ذلك تهديدا مباشرا لكل ضحايا جرائم الاغتصاب ومؤازرة رسمية فجة لكل الجناة في هذا المجال من الانتهاكات.
ومثلما كان لفضيحة “الايدز” خلفية في التقارير الاممية تكشف طريفة انتشار المرض بين أتباع التحالف، فإن لحكم الاعدام الصادر بحق الطفل “الريمي” خلفية اوضح، فقبل اشهر قليلة في مدينة تعز اصدرت إحدى محاكم الإصلاح حكما قضى بسجن والد أحد ضحايا جرائم اغتصاب الاطفال وتغريمه مبلغا كبيرا، بعد ان حاول اللجوء للقضاء واثبت تورط اثنين من عناصر الاصلاح في اغتصاب ابنه، وقد قضى الحكم ايضا باطلاق سراح المتهمين.
ولا يزال ملف جرائم اغتصاب الاطفال في مدينة تعز احد اوسع واثقل ملفات فضائح حزب الاصلاح، حيث كانت منظمة العفو الدولية هي اول من اعدت تحقيقا مفصلا عنه نقلت فيه شهادات صادمة لبعض الضحايا واسرهم، لتتوالى بعد ذلك سلسلة من التقارير الاعلامية المحلية والعالمية والشهادات المصورة والتي اكدت تورط سلطة الاصلاح بالمدينة في حماية الجناة الذين ينتمي معظمهم اليها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الى تهديد اسر الضحايا الذين يشتكون لإنصاف اولادهم، حيث اضطرت العديديد من تلك الاسر الى مغادرة المدينة وبعضها ما زال يتعرض للتهديدات داخل عدن.
هذه الفضائح المتسلسلة ذات الخلفيات الواضحة تشكل صورة متكاملة عن الكيفية التي يحكم بها حزب الاصلاح المناطق التي يتواجد فيها باسم “حكومة شرعية” .. الحكومة التي حرمت سكان تلك المناطق كل مظاهر الأمن والخدمات الاساسية ولم تمنحهم سوى الايدز واغتصاب الاطفال.
صحيفة المراسل